عاش فنسنت فان جوخ في الفترة من عام 1853 حتى عام 1890، وكان فان جوخ فنانًا يتمتع بموهبة إستثنائية، وتأثر به الفنانين الإنطباعيين لهذه الفترة، وطور فان جوخ أسلوبه الغريزي، العفوي حتى أصبح أحد أكثر الفنانين شهرة في القرن العشرين ولعب دوراً رئيسياً في تطوير الفن الحديث .
وقال فان جوخ في رسالة له كتبها في يوليو 1882 : "ما أنا عليه في نظر معظم الناس شخص غريب، غريب الأطوار، أو شخص مزعج وشخص ليس له مكانة في المجتمع، حسناً، إذن حتى لو كان ذلك صحيحًا تمامًا، فأنا أود في يوم من الأيام أن أوضح عمل هذا الشخص الغريب الأطوار النابع من قلبه، هذا هو طموحي الذي يعتمد على الأستياء من الحب على الرغم من كل شيء، والذي يعتمد أكثر على الشعور بالصفاء أكثر من العاطفة" .
سيرة فنسنت فان جوخ القصيرة :
ولد فان جوخ في بلدة صغيرة في هولندا في مارس 1853، وكان والده قسًا بروتستانتيًا وكان لديه ثلاثة أعمام كانوا يعملون في المجال الفني، ويبدو أن حياة فان جوخ المبكرة كانت غير سعيدة، وبعد فترة من العمل في وكالة عمه الفنية، أصبح محبطًا من هذا العمل وتوجه الى العمل في المجال الديني، حيث أصبح فان جوخ واعظا في المناطق الزراعية الفقيرة في برابانت، وكان دوما يتعاطف مع فقر السكان وبدأ يتقاسم الفقر والظروف المعيشية القاسية معهم .
وعلى الرغم من محاولة العيش وفقا لرسالة الفقر الإنجيلية، إلا أن سلطات الكنيسة كانت مستاءة من أن فان جوخ بدأ أن يقوض"كرامة الكهنوت"، وتم إعفائه من منصبه وتحول فان جوخ مرة أخرى إلى الفن، وعلى الرغم من عدم الرضا دائما عن أي تدريب رسمي قام بأخذه، إلا أنه درس الفن في كل من بروكسل وباريس، وبدأ الرسم بجدية، وفي باريس تأثر كثيرا بالرسامين الإنطباعيين الجدد أمثال مونيه، رينوار وأخرين غيرهم، وقام فان جوخ بمساعدة مالية لأخيه المقرب ثيو،ثم ذهب إلى آرل في جنوب فرنسا، حيث واصل رسم لوحاته الفنية وأصبح له سمة أخرى للحركة الإنطباعية .
إصابة فان جوخ بالخلل العقلي :
في آرل، كان لدي فان جوخ فترة قصيرة، حيث كان يعيش فان جوخ مع غوغان، وبأصيب فان جوخ بالإختلال العقلي وكان من الصعب التعايش معه، وبعد أسبوعين، اقترب فان جوخ من غوغان بشفرة حلاقة، وهرب غوغان إلى باريس، وقطع فان جوخ الجزء السفلي من أذنه بالنصل، وكانت مع الأسف أعراض الخلل العقلي تتزايد لديه، وقد تم إلزامه فيما بعد بالمكوث في ملجأ خاص بالأمراض العقلية، حيث كان يقضي بعض الوقت في العمل حتى وفاته في عام 1890، وفي أفضل الأوقات، كان لدى فان كوخ كثافة عاطفية تقلبت بين الجنون والعبقرية .
السنوات الأخيرة من حياة فينسنت فان جوخ :
لقد كان فان جوخ أثناء هذه السنتين الأخيرتين من حياته أكثر إنتاجية له كرسام، وطوّر أسلوبًا للرسم كان سريعًا وسريعًا، ولم يترك أي وقت للتأمل والتفكير، ورسم فان جوخ مع حركات سريعة للفرشاة وأستقطب أشكالا طبيعية على نحو متزايد، وكان ينذر بالفن الحديث وأسلوبه المجرد، وشعر بحاجة قاسيه ورغبة في الطلاء، وكان دوما يقول "أن العمل هو ضرورة مطلقة بالنسبة لي ولا أستطيع أن أطفئها، ولا أهتم بأي شيء سوى العمل وهذا يعني أن المتعة في شيء آخر تتوقف في الحال وأصبح حزيناً عندما لا أستطيع الأستمرار في عملي، فبدونه أشعر وكأنني حائك يرى أن خيوطه متشابكة، والنمط الذي كان عليه في النول قد ذهب إلى الجحيم، وفقد كل فكرة ومجهوده " .
نهاية فنسنت فان جوخ :
في عام 1890، أثرت سلسلة من الأخبار السيئة على توازنه العقلي، وفي يوم واحد من شهر يوليو، وأثناء تصويره، أطلق النار على نفسه في صدره، وتوفي بعد يومين أثر جرحه تاركا وراءه تاريخا، ويعتبر فنسنت فان جوخ أعظم رسام هولندي بعد رامبرانت، رغم أنه ظل فقيرًا وغير معروف من الناحية العملية طوال حياته .