الثقافة الإيطالية هي إندماج آلاف السنين من التراث والتقاليد، وتعود جذورها إلى الإمبراطورية الرومانية القديمة وما بعدها، وتعتبر الثقافة في إيطاليا غارقة في الفنون والأسرة والعمارة والموسيقى والطعام، حيث كانت موطن الإمبراطورية الرومانية وشخصياتها الأسطورية مثل نيرو ويوليوس قيصر، وكانت أيضا مركزا رئيسيا لعصر النهضة ومسقط رأس الفاشية في عهد بينيتو موسوليني، وازدهرت الثقافة في شبه الجزيرة الإيطالية لعدة قرون، لذلك فيما يلي لمحة موجزة عن العادات والتقاليد في إيطاليا كما نعرفها اليوم.
عدد سكان إيطاليا:
وفقا للمعهد الوطني الإيطالي للإحصاء، إيطاليا هي موطن لحوالي 59.6 مليون فرد اعتبارا من 1 يناير 2020، كما أن حوالي 96 بالمائة من سكان إيطاليا هم من أصل إيطالي وفقا لجين جرين مؤلف كتاب التركيز على إيطاليا، فعلى الرغم من وجود العديد من الأعراق الأخرى التي تعيش في هذا البلد، تملأ المجموعات العربية الشمالية الأفريقية والألبانية الإيطالية والألبانية والألمانية والنمساوية وبعض المجموعات الأوروبية الأخرى ما تبقى من السكان.
والجدير بالذكر أن أثرت كل من فرنسا وسويسرا والنمسا وسلوفينيا في الشمال على الثقافة الإيطالية، وكذلك جزر البحر الأبيض المتوسط في سردينيا وصقلية، ومن بين 59.6 مليون شخص يعيشون في إيطاليا اعتبارا من 1 يناير 2020 ، 48،7٪ من الرجال و 51،3٪ من النساء، و 13 في المائة من الأطفال حتى سن 15، ويعتقد أن 63.8 في المائة تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 و 23،2 في المائة من 65 أو أكبر، وحوالي 14804 يبلغون من العمر 100 عام أو أكبر، وأكبر نسبة من السكان وهي 26.8 تعيش في شمال غرب إيطاليا، كما أن أكبر مدينة من حيث عدد السكان هي روما مع أكثر من 2.8 مليون نسمة، في حين أن أصغر بلدية هي مورتيرون التي يبلغ عدد سكانها 30 شخصا فقط.
اللغات في إيطاليا:
اللغة الرسمية لإيطاليا هي الإيطالية، حيث أن حوالي 93 في المائة من السكان الإيطاليين يتحدثون الإيطالية كلغة أصلية، ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية هناك عدد من لهجات اللغة المستخدمة في إيطاليا بما في ذلك سردينيا فريوليان ونابولي وصقلية ليغوريا وبيد مونتيس والبندقية و كالابريا، ويتم التحدث بلغة ميلانو أيضا في ميلانو، واللغات الأخرى التي يتحدث بها الإيطاليون الأصليون تشمل الألبانية، والبافارية، والكاتالونية، والسيمبرية، والكورسيكية، والكرواتية، والفرنسية، والألمانية، واليونانية، والسلوفينية.
الحياة الأسرية في إيطاليا:
قالت تاليا واجنر أخصائية علاج الأسرة والزواج في لوس أنجلوس، الأسرة قيمة مهمة للغاية في الثقافة الإيطالية، وأوضحت واجنر أن تضامن عائلتهم يتركز على الأسرة الممتدة بدلا من الأم والأب والأطفال، ويقيم الإيطاليون تجمعات عائلية متكررة ويستمتعون بقضاء الوقت مع أفراد أسرهم، كما أنه يتم تربية الأطفال ليظلوا قريبين من الأسرة عند البلوغ ودمج أسرهم المستقبلية في الشبكة الأكبر، ولقد تغير هيكل الأسرة إلى حد ما خلال السنوات الستين الماضية، وأوضح جيان كارلو بلانجياردو أن متوسط عمر الزواج هو الآن 31 عاما للنساء و34 عاما للرجال، أي أكبر بسبع سنوات مما كان عليه في عام 1975، وقد ارتبط هذا بزيادة في التعايش قبل الزواج وإجمالي انخفاض عدد الزيجات في إيطاليا.
الدين في إيطاليا:
الديانة الرئيسية في إيطاليا هي الكاثوليكية الرومانية، وهذا ليس مفاجئا لأن مدينة الفاتيكان الواقعة في قلب روما هي مركز الكاثوليكية الرومانية وحيث يقيم البابا، ويشكل الروم الكاثوليك والمسيحيين الآخرون 80 في المائة من السكان على الرغم من أن ثلث هؤلاء فقط هم من الكاثوليك، كما يوجد في البلاد أيضا جالية مسلمة مهاجرة متنامية ويشكل المسلمون والديانات الأخرى 20 في المائة من السكان بحسب وكالة المخابرات المركزية، وقد انخفض عدد الإيطاليين الذين يحضرون الشعائر الدينية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع بشكل كبير في إيطاليا من 2006 إلى 2020، فقد يحضر ما يزيد قليلا عن 18 مليون إيطالي تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام فما فوق الخدمات الأسبوعية في عام 2006، وانخفض إلى 12 مليون بحلول عام 2020.
الفن والعمارة في إيطاليا:
أدت إيطاليا إلى ظهور عدد من الطرز المعمارية بما في ذلك الطراز الروماني الكلاسيكي وعصر النهضة والباروك والنيوكلاسيكي، وتعد إيطاليا موطنا لبعض أشهر الهياكل في العالم بما في ذلك الكولوسيوم وبرج بيزا المائل، وتعد فلورنسا والبندقية وروما موطنا للعديد من المتاحف، ولكن يمكن مشاهدة الفن في الكنائس والمباني العامة في إيطاليا، وأبرزها هو سقف كنيسة سيستين في الفاتيكان الذي رسمه مايكل أنجلو في وقت ما بين 1508 و 1512، ويعتبر فن الأوبرا له جذوره في إيطاليا والعديد من الأوبرا الشهيرة بما في ذلك عايدة ولا ترافياتا لكلا من جوزيبي فيردي وبلياتشو روجيرو ليونكافالو، وكتبت باللغة الإيطالية وهي في الآونة الأخيرة، كما جعل التينور الإيطالي لوتشيانو بافاروتي الأوبرا في متناول الجماهير كعازف منفرد وكجزء من التينور الثلاثة.
الطعام في إيطاليا:
أثر المطبخ الإيطالي على ثقافة الطعام حول العالم ويعتبره الكثيرون شكلا من أشكال الفن،و يعتبر الجبن والمعكرونة أجزاء مهمة من الوجبات الإيطالية، وتأتي المعكرونة في مجموعة واسعة من الأشكال والعروض بما في ذلك الأشكال الشائعة مثل بيني، سباغيتي، ولينجويني، وفوسيلي، واللازانيا، وبالنسبة للإيطاليين الطعام ليس مجرد غذاء إنه حياة، والتجمعات العائلية متكررة وغالبا ما تتمحور حول الطعام والشبكات الممتدة للعائلات، فلا توجد منطقة واحدة في إيطاليا تأكل نفس الأشياء مثل المنطقة التالية.
ولكل منطقة دورها الخاص في الطعام الإيطالي، على سبيل المثال تأتي معظم الأطعمة التي يعتبرها الأمريكيون على أنها إيطالية مثل الإسباغيتي والبيتزا من وسط إيطاليا، بينما في شمال إيطاليا تعد الأسماك والبطاطس والأرز والنقانق ولحم الخنزير وأنواع مختلفة من الجبن هي المكونات الأكثر شيوعا، وتحظى أطباق المعكرونة بالطماطم بشعبية وكذلك العديد من أنواع المعكرونة المحشية عصيدة من دقيق الذرة و الريزوتو، وفي الجنوب تهيمن الطماطم على الأطباق ويتم تقديمها إما طازجة أو مطبوخة في الصلصة، وتشمل المأكولات الجنوبية أيضا نبات الكبر والفلفل والزيتون وزيت الزيتون والثوم والخرشوف والباذنجان وجبن الريكوتا.
الأزياء في إيطاليا :
إيطاليا هي موطن لعدد من دور الأزياء ذات الشهرة العالمية بما في ذلك أرماني غوتشي بينيتون وفيرساتشي وبرادا وهي دولة تأخذ الملابس على محمل الجد، حيث أن هناك مثل يقال كلوا واشربوا حسب ذوقكم وارتدي ملابس تناسب أذواق الآخرين، فكما هو معروف مصممي السيارات والمفروشات المنزلية الإيطالية، لم يتفوقوا على مصممي الملابس والإكسسوارات مثل جوسي، وفيندي، وكريزيا، ففي العقود الأخيرة من القرن العشرين كانت فترة ازدهار للأزياء الجاهزة في إيطاليا، وقد توج هذا الاتجاه العام للتحسين في صناعة الأزياء حيث تم تعزيزها بتمويل ما بعد الحرب من امريكا.
ممارسة الأعمال التجارية في إيطاليا:
العملة الرسمية لإيطاليا هي اليورو، ويشتهر الإيطاليون بثقافتهم التي تتمحور حول الأسرة، كما أن هناك عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم العديد من الشركات الكبرى مثل فيات بينيتون لا تزال تخضع لسيطرة العائلات الفردية، حيث أن العديد من العائلات التي هاجرت من إيطاليا هي عائلات تقليدية بطبيعتها، فيعمل الوالدان أدوارا تقليدية بين الجنسين وقد أصبح هذا تحديا للأجيال الشابة.
حيث تغيرت أدوار الجنسين في الثقافة الأمريكية وأصبح الأب اليوم المعيل الأساسي ورأس الأسرة بلا منازع والأم هي المسؤول الأول عن المنزل والأطفال، وعادة ما تكون الإجتماعات أقل رسمية مما هي عليه في دول مثل ألمانيا وروسيا، ويمكن أن يفسح الهيكل العائلي المجال لقليل من الفوضى والتبادلات المتحركة في إيطاليا، ويميل رجال الأعمال الإيطاليون إلى عرض المعلومات من الغرباء بقليل من الحذر ويفضلون التبادل اللفظي مع الأشخاص الذين يعرفونهم جيدا.