الأناكوندا الخضراء لها العديد من الأسماء ومنها الأناكوندا العملاقة، والأناكوندا الشائعة، وأفعى الماء الشائعة، أو السوكوري، الأناكوندا الخضراء تعتبر أثقل وأطول الثعابين في العالم، وهي أفعى من عائلة البوا غير سامة، وتم العثور على الأناكوندا الخضراء في أمريكا الجنوبية، وهي حيوان مفترس ليلي تقضي معظم وقتها في الماء، فهل أفعى الأناكوندا الخضراء تفترس البشر؟ وهل هي مهددة بخطر الانقراض؟ لدينا الكثير من المعلومات والحقائق عن الأناكوندا الخضراء أثقل ثعبان في العالم، تابعونا.
وصف الأناكوندا الخضراء
تتميز هذه الأناكوندا الخضراء باللون الأخضر الزيتوني مع وجود بقع بيضاوية داكنة على طول عمودها الفقري وبقع مماثلة ذات مراكز صفراء على جوانبها، والحراشف الموجودة على بطنها صفراء وسوداء، ولديها أيضا خطان داكنان من أعينها متجهين نحو فكيها، ويوفر لونها ونمطها التمويه، مما يسمح لها بالاندماج مع النباتات الرطبة الكثيفة في موطنها.
الأناكوندا الخضراء تتكيف بشكل جيد مع الحياة المائية، ويقع أنفها وأعينها أعلى رأسها لمساعدتهم على الرؤية والتنفس أثناء السباحة في الماء، ويجب على الأناكوندا التي تعيش في المناطق التي تغمرها الفيضانات موسميا أن تجد الماء خلال موسم الجفاف أو تحفر في الوحل.
إناث الأناكوندا الخضراء البالغة كاملة النمو لديها عدد قليل من الحيوانات المفترسة بسبب حجمها، ومع ذلك، يجب على صغار الأناكوندا الخضراء والذكور حماية أنفسهم من الحيوانات المفترسة، ويهربون عن طريق الحفر في الوحل أو التراجع إلى الماء، وعند محاصرتهم، يلتفون على شكل كرة من أجل حماية رؤوسهم واكتساب القدرة على الضرب، و الأناكوندا الخضراء هي واحدة من أكبر الثعابين في العالم، والإناث أكبر بكثير من الذكور، ويمكن أن يصل طولها إلى 30 قدما (9 أمتار)، وأقطارها 12 بوصة (30.5 سم)، ويمكن أن تزن 550 رطلا (250 كجم).
موطن وموئل الأناكوندا الخضراء
تعيش الأناكوندا الخضراء على مساحة شاسعة من أنظمة الأنهار الاستوائية والمستنقعات في أمريكا الجنوبية، وشرق جبال الأنديز، وتوفر هذه المنطقة الحارة الرطبة بأوراقها الكثيفة موطنا ممتازا لمثل هذا الثعبان الكبير الذي يتناسب جيدا مع هذا العالم، وتحب الأناكوندا الخضراء أن تكون في الماء أو بالقرب منه وتقضي جزءا كبيرا من وقتها في المياه العكرة التي تساعد على إخفاء ودعم جسدها الهائل.
الأناكوندا الخضراء سباحة وغواصة ممتازة، وعيونها وفتحات أنوفها أعلى رأسها، لذلك تستطيع انتظار الفريسة بينما تظل مخفية تقريبا بالمياه، وتستريح الأناكوندا الخضراء وتتشمس على طول ضفة النهر أو في فروع الأشجار التي تتدلى فوق المياه على طول ضفاف النهر حتى يمكن أن تسقط بسرعة في الماء إذا لزم الأمر.
غذاء الأناكوندا الخضراء
يتكون النظام الغذائي لثعبان الأناكوندا الخضراء من الخنازير البرية والغزلان والطيور والسلاحف و الكابيبارا والكايمن وحتى الجاغوار، وهي ليست صيادة نشطة للغاية ولكنها تستخدم طريقة المراقبة والانتظار بينما تسبح فرائسها بالقرب من الماء أو تأتي للشرب، وتقتل الأناكوندا الخضراء مثلها مثل إخوانها فريستها عن طريق لف جسمها العضلي حول المخلوق والضغط حتى لا تستطيع الفريسة التنفس.
تسمح الفكوك المرفقة بأربطة مطاطية للثعبان بابتلاع فريسته بالكامل، وغالبا ما تأخذ الأناكوندا الخضراء وجبتها في الماء حيث ربما يساعد الطفو على مناورة الطعام إلى الوضع المناسب للبلع، ويمكن أن تمر الأناكوندا الخضراء بأسابيع أو شهور دون تناول وجبة دسمة، وفي حديقة حيوان سان دييغو تأكل الأناكوندا الخضراء القوارض والأرانب المقتولة.
تكاثر الأناكوندا الخضراء
غالبا ما تستمر مغازلة الأناكوندا الخضراء عدة أسابيع خلال موسم الربيع، ويعتقد أن الأنثى تترك أثرا للرائحة لجذب الذكر، لكنها قد تنتج أيضا نوعا من الإشارات الكيميائية المحمولة في الهواء، ولاحظ علماء الأحياء أن إناث الأناكوندا الخضراء البالغة لا تتحرك كثيرا خلال موسم التكاثر، ومع ذلك يبدو أن الذكور يتدفقون عليها من جميع الإتجاهات، ويتذوق الذكور باستمرار الهواء بلسانهم لإلتقاط رسائل رائحة الأنثى.
المثير للدهشة أن الأناكوندا الخضراء تتجمع في بعض الأحيان في كرة تكاثر قد يكون فيها من 2 إلى 12 ذكرا ملتفا حول أنثى واحدة وقد يبقون هكذا لمدة تصل إلى 4 أسابيع، ويبدو أن كرة التكاثر هذه عبارة عن مباراة مصارعة بطيئة الحركة بين الذكور للحصول على فرصة للتزاوج، هل يفوز الرجل الأقوى؟ ليس بالضرورة، الإناث البالغات أكبر وأقوى بكثير ويمكنها اختيار الذكر (أو الذكور) التي تفضله، وكثيرا ما تحدث المغازلة في الماء.
الأناكوندا الخضراء لا تضع بيضها وبدلا من ذلك، يلدون صغارا أحياء، والصغار مرتبطون بكيس محي ويحيط بهم غشاء واضح، وليس صدفة، حيث يتطورون في جسم أمهم، وهذا يضمن الإحتفاظ بهم في درجة حرارة ثابتة إلى حد ما ومحمية من الحيوانات المفترسة.
عندما يكون الصغار جاهزين للولادة، يتم دفعهم للخارج من فتحة تسمى مجرور، ولا يزالون محاطين بالغشاء الواقي ويجب قطعه وفتحه، ثم يكونون بمفردهم لبدء حماية أنفسهم (عادة عن طريق الاختباء في البداية) والبحث عن الطعام، و الأناكوندا الخضراء حديثي الولادة هي نسخة أصغر من البالغين ويعرفون غريزيا كيفية العيش بمفردهم دون أي مساعدة من والدتهم، وفي عام 1939، وقد وصلت أول أناكوندا إلى حديقة حيوان سان دييغو، واليوم، يمكن رؤية زوج من الأناكوندا الخضراء في موطنها الموجود في منزل الزواحف الشهير لدينا، ولد الذكر عام 1998 والأنثى عام 2008.
تواصل الأناكوندا الخضراء
تتمتع الأناكوندا بقدرات حسية كيميائية متقدمة وهي قادرة على استخدام لسانها لاكتشاف الإشارات الكيميائية من الحيوانات القريبة، ويستخدم الذكور أيضا هذه القدرة على اكتشاف الفيرومونات لدى الإناث خلال موسم التكاثر، وسوف يقومون بنقر ألسنتهم لالتقاط الوجود الكيميائي في الهواء، وتكتشف الأناكوندا أيضا وجود حيوانات أخرى من خلال الاهتزازات وباستخدام أعضاء الحفرة الموجودة على شفتها العليا للتعرف على البصمات الحرارية.
هل الأناكوندا الخضراء مهددة بالإنقراض؟
البشر هم أخطر المخلوقات على الأناكوندا، الأناكوندا الخضراء، على سبيل المثال، تواجه عددا من التهديدات التي يمكن أن تقلل بشدة من أعدادها في موطنها الأصلي، ويتم اصطياد هذه الثعابين الضخمة بشكل قانوني وغير قانوني في أجزاء كثيرة من أمريكا الجنوبية من أجل جلودها وبيعها في تجارة الحيوانات الأليفة المتزايدة، والأناكوندا لا تصنع حيوانات أليفة جيدة، فيمكنها أن تكبر بسرعة فوق قفصهم وتكون قوية بشكل خطير، وتطلق رائحة كريهة عند الإزعاج، وكثيرا ما يقتل الناس الأناكوندا الخضراء، قائلين إنهم يحاولون فقط حماية ماشيتهم وحيواناتهم الأليفة وعائلاتهم، والحقيقة المحزنة هي أنه في كثير من الأحيان يتم قتل هذه الأفاعي لمجرد أن الناس يخافونها ويكرهونها.
حقائق مثيرة للاهتمام عن الأناكوندا الخضراء
1- الأناكوندا الخضراء هي أثقل الثعابين في العالم:
عندما يتعلق الأمر بالحجم، قد يكون هذا مجرد أحد الزواحف التي لا تريد مقابلتها وجها لوجه، وبعد كل شيء، عدد قليل من الثعابين يمكن أن تدعي أنها واحدة من أكبر الثعابين في العالم، وعلى الرغم من أنها قد لا تكون أطول ثعبان في العالم (على الرغم من أنها قريبة من الأحجام القياسية التي يبلغ طولها حوالي 6 أمتار)، إلا أن الأناكوندا الخضراء هي أثقل ثعبان في العالم، مع وزن يتراوح من 97.5 كيلوجراما إلى 160 كيلوجراما، ويمكن أن يصل وزن هذه البواء المائية إلى نفس وزن عربة الجولف.
2- حجم الأناكوندا الخضراء مبالغ فيه في كثير من الأحيان:
كان هناك الكثير من الادعاءات والتقارير عن الأناكوندا التي يزيد طولها عن 9 أمتار (30 قدما)، ولكن هناك القليل جدا من الأدلة الموثوقة، تقريبا جميع العينات التي يزيد طولها عن 6 أمتار (20 قدما)، بما في ذلك العينة التي تم نشرها كثيرا والتي يبلغ طولها 11.36 مترا (37.3 قدما)، وغالبا ما تكون مجرد جلد بدون جسم أو أجزاء وتكون عرضة للتمدد، ولذلك فإن التقارير التي تتحدث عن وجود أناكوندا يبلغ طولها 40 قدما، كما في الفيلم الشهير، هي إلى حد كبير خيال، ومع ذلك، بالمقارنة مع الذكر، يمكن أن تنمو إلى أحجام ضخمة مثل هذه الأناكوندا الخضراء التي تم اصطيادها في غيانا الفرنسية.
3- الأناكوندا الخضراء غير سامة، فهي تقيد الفريسة:
من المثير للدهشة، أنه على الرغم من كونها واحدة من أفضل الحيوانات المفترسة في أمريكا الجنوبية، إلا أن الأناكوندا الخضراء لا تحتوي على أي سم في لدغتها، وهذه الثعابين هي نوع من البوا، مما يعني أنها تعتمد في قتل فرائسها بالخنق بدلا من السم، وهذا، إلى جانب حجمها ولونها الغامض وسرعتها تحت الماء، يجعلها المفترس المثالي للكمائن.
4- تستطيع الأناكوندا الخضراء أن تفتح فكها لتمد فمها حول جسم الفريسة لتبتلعها:
الأناكوندا لا تمضغ طعامها، وسوف تلتف حول الفريسة، وتضغط عليها حتى تختنق ثم تلتهم جسدها بالكامل، وبالنسبة للفريسة الأكبر حجما، يمكنها فك فكها لتوسيع الفتحة واستهلاك جسم الحيوان، والذي يتحلل بعد ذلك داخل الأناكوندا أثناء هضمها، وبعد تناول وجبة كبيرة، لا تحتاج إلى الغذاء مرة أخرى لأسابيع.
5- الأناكوندا الخضراء ليست أكلة صعبة الإرضاء:
الطيور والأسماك والزواحف الأخرى وحتى الثدييات من النظام الغذائي لأفعى الأناكوندا الخضراء، وهي ليست من الصعب إرضاؤها عندما يتعلق الأمر بوجبتها التالية، ومن المعروف أيضا أن بعض العينات الأكبر حجما تتغذى على الثدييات الأكبر حجما مثل الغزلان، وتم العثور على تمساح يبلغ طوله 1.5 متر (5 قدم) داخل أناكوندا.
6- الأناكوندا الخضراء معروفة بأكل لحوم جنسها:
تم الإبلاغ عن أن الإناث (الأكبر بين الجنسين) تأكل ذكور الأناكوندا الأصغر حجما، لماذا؟ يعتبر الذكر بروتينا جيدا للأم الحامل، وخاصة في المناطق ذات موسم الجفاف القوي حيث يصعب البقاء على قيد الحياة.
7- يمكن لعشرة من ذكور الأناكوندا الخضراء الالتفاف حول أنثى واحدة:
بين شهري مارس ومايو، يبحث ذكور الأناكوندا الخضراء عن الإناث للتزاوج، وفي كثير من الأحيان، يلاحق عدة ذكور نفس الأنثى، مما يؤدي إلى ظهور كتلة من ذكور الثعابين تتلوى حول الأنثى التي تتنافس على التودد، فيما يعرف باسم كرة التكاثر، ويمكن أن تبقى كرة التكاثر معا لمدة تصل إلى 4 أسابيع، ويمكن للأنثى أن تتزاوج مع العديد من الثعابين الذكور خلال تلك الفترة.
8- صغار الأناكوندا الخضراء تولد حية:
عندما تفكر في صغار الثعابين، ربما تفكر في أنها تفقس من بيضها وتنزلق بعيدا، وعلى الرغم من أن هذا ليس بعيدا جدا بالنسبة لـ الأناكوندا الخضراء، إلا أن هناك بعض الاختلافات التي تساعد فقط في إثبات أن هذا هو أحد أكثر الأنواع إثارة للاهتمام، والأناكوندا الخضراء تأتي من البيض، ومع ذلك، بدلا من أن تضع الأم بيضها، تحتفظ ببيضها بالداخل حتى يفقس الصغار، وثم تلدهم أحياء وهي ظاهرة نادرة (على الرغم من أنها لم يسمع بها من قبل) بالنسبة للثعابين.
9- الأناكوندا الخضراء يمكنها البقاء تحت الماء لمدة ساعة تقريبا:
على الرغم من أن الأناكوندا الخضراء لا تستطيع التنفس تحت الماء، إلا أنها تقترب منها كثيرا، ويمكن لهذه الثعابين الموجودة في أمريكا الجنوبية البقاء تحت الماء لمدة تصل إلى 50 دقيقة، ولست متأكدا من مدى إعجابك بهذا؟ الإنسان العادي يستطيع أن يحبس أنفاسه لمدة تتراوح بين 30 ثانية إلى دقيقتين فقط.
10- الأناكوندا الخضراء لا تأكل البشر:
في حين أن بعض هذه الحقائق قد ترسم صورة مخيفة جدا للأناكوندا الخضراء، ويمكنك أن تطمئن إلى معرفة أنه لا توجد أي حالات مشروعة لأكلها إنسانا، وعلى الرغم من أنها تأكل فريسة بنفس الحجم (إن لم تكن أكبر) بسهولة، وإذا لم يكن هذا كافيا للراحة، فهناك أيضا القليل جدا من الأدلة التي تدعم خروج الأناكوندا الخضراء عن طريقها لمطاردة البشر وإيذائهم.
11- الأناكوندا الخضراء من أفضل السباحين:
على الأرض، الأناكوندا الخضراء بطيئة بطيئة، ومع ذلك، في الماء، يمكنهم بسهولة الوصول إلى سرعات قصوى تصل إلى 16 كم/ساعة، وهذا إلى جانب حقيقة أنها يمكن أن تبقى تحت الماء لمدة تصل إلى عشر دقائق يجعلها واحدة من أخطر الحيوانات المفترسة في أنهار أمريكا الجنوبية.
12- مثل بعض الثعابين الكبيرة تمتلك الأناكوندا الخضراء الكثير من الأسنان:
لمجرد أن الأناكوندا الخضراء لا تستخدم السم عند صيد فرائسها، فإنها لا تزال مثل العديد من أنواع الثعابين الأخرى ذات الأسنان الكثيرة، وفي الواقع، الأناكوندا الخضراء لديها أربعة صفوف من الأسنان في الفك العلوي، وأسنانهم أيضا طويلة جدا مقارنة بالأنواع الأخرى، وذلك لأن إحدى الطرق التي يصطادون بها فرائسهم هي سحبها إلى الماء، وتعتبر الأسنان الطويلة مثل أسنانهم أفضل في السيطرة حتى على بعض المخلوقات الأكثر فروا (أو الريش) التي تظهر في القائمة.
13- في بعض المناطق تعتبر الأناكوندا الخضراء من الأنواع الغازية:
الأناكوندا الخضراء تعيش في الكثير من الأماكن، ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنهم ينتمون إلى كل هذه المجالات، وكانت هناك مشاهدات عرضية لـ الأناكوندا الخضراء في فلوريدا، وفي حين أن مناطق المستنقعات قد تبدو وكأنها الموطن المثالي، تعتبر الأناكوندا الخضراء من الأنواع الغازية هنا ويمكن أن تسبب العديد من المشاكل للنظام البيئي.
14- الأناكوندا الخضراء لديها بعض الحيوانات المفترسة المثيرة للاهتمام:
ومع ذلك، حتى مع وجود النمور والكايمن كحيوانات مفترسة، لا يزال من الممكن أن تكون الأناكوندا الخضراء حيوانا مفترسا يصعب تحويلها إلى فريسة، وفي الواقع، لا تحتوي الأناكوندا البالغة كاملة النمو على أي حيوانات مفترسة طبيعية نظرا لمدى صعوبة اصطيادها من قبل الحيوانات الأخرى.
