تتعرف السناجب على البشر الذين يرونهم مصدرا للغذاء، وعلى وجه التحديد البشر الذين قدموا علف السناجب أو المكسرات في الماضي، وتتمتع هذه القوارض الذكية بذكريات ممتازة بالفعل، ولأن البشر قد تعدوا على موائلهم فقد اعتادت السناجب على السلوك البشري، وفي الواقع تعتبر السناجب عادة أقل خوفا من البشر من خوفها من الحيوانات الأخرى.
السناجب لا تتعرف فقط على البشر، فيمكنهم أيضا تدريبهم على القدوم لتناول الطعام عندما يتم تقديمه باستمرار، ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يجب عليك تقديم الطعام باستمرار، ولا تزال السناجب حيوانات غير متوقعة بقوة وسرعة مدهشتين، ومخالبها الحادة وسلوكها الطبيعي تجعلها رفقاء فقراء للإنسان.
ما مدى جودة ذاكرة السناجب؟
لقد فوجئ عدد غير قليل من الباحثين بما يمكن أن تحققه السناجب، وتستخدم هذه القوارض في الواقع لغة معقدة إلى حد ما مع بعضها البعض، والتي تتضمن أصواتا متعددة تعبر عن مجموعة من الأفكار، وفي جامعة إكستر، أشرك العلماء السناجب الرمادية في حل مشكلة صعبة من أجل العثور على بندق لذيذ، وبعد عامين تقريبا، تذكرت السناجب كيفية حل المشكلة ويمكنها اجتياز متاهة في وقت قياسي، وبمعنى آخر، لا تستطيع السناجب حل المشكلة فحسب بل تتذكر الحل أيضا بعد 22 شهرا.
بالإضافة إلى الذاكرة الرائعة، فإن السناجب ذكية بما يكفي لخداع السناجب الأخرى، وجدت إحدى الدراسات أن السناجب التي تشعر بالقلق من قيام الحيوانات بسرقة طعامها سوف تتظاهر في الواقع بالحفر وإخفاء جوزها وبعد ذلك، في وقت لاحق، تخفي جوزها في مكان خاص، وجنبا إلى جنب مع تحديد مكان المكسرات التي دفنوها، تنظم السناجب طعامها المخزن في قطع، وبعبارة أخرى، تدفن السناجب الجوز في بقعة واحدة والبندق في مكان آخر وهكذا، وتستهلك هذه التقنية التي تسمى التكديس المبعثر، قدرا كبيرا من القوة الذهنية بين التنظيم والتخزين واستدعاء مكان الطعام المدفون، ويسهل ذكاء السناجب وذاكرتها عليهم تحديد ما إذا كان البشر أصدقاء أم أعداء، وتذكر ما تعلموه عن بيئتهم.
سلوك السناجب مع البشر:
نادرا ما تأتي السناجب للناس للتواصل معهم، ولكن في المناطق الحضرية، استعدوا لفهم أن البشر لا يشكلون تهديدا في العادة، ووفقا لإحدى الدراسات، تلاحظ السناجب ما إذا كان جيرانها من البشر يسيرون على ممر المشاة أم لا، وتستجيب وفقا لذلك، وعندما استدار البشر ونظروا إلى السناجب وبدأوا في الاقتراب منهم ، هربت السناجب بسرعة.
وهناك العديد من الحالات الموثقة التي قام فيها البشر بتربية السناجب اليتيمة ثم إطلاقها في البرية في معظم الحالات، وفي حين أن السناجب المولودة في البرية قد لا تكون ودودة بشكل خاص، يبدو أنها تتذكر مضيفيها من البشر، وفي بعض الحالات، يعودون حتى لإعادة التواصل مع منقذيهم من البشر، كما أن السناجب أكثر استعدادا للعودة إلى مصدر الغذاء مرارا وتكرارا، ومن المعروف أنهم على استعداد لفعل كل ما يلزم للوصول إلى مصدر غذائي عادي، مثل وحدة تغذية الطيور.
هل يجب على البشر إطعام السناجب؟
غالبا ما يتمزق خبراء الحياة البرية ومحبيها على حد سواء بسبب هذا السؤال، بشكل عام، الإجابة هي لا، يجب تجنب إطعام السناجب أو على الأقل تقليل التغذية إلى الحد الأدنى، وهناك عدد من الأسباب للإمتناع عن أن تصبح مصدرا غذائيا لهذه القوارض، أولا، قد لا يوفر الغذاء من البشر تغذية كافية للسناجب، أيضا، بفضل ذاكرتها الرائعة، قد تصبح السناجب جديرة بالثقة جدا وبالتالي تعتمد على الأشخاص الذين يتوقفون لاحقا عن إمداد الطعام، وفي هذا السيناريو ستواجه السناجب صعوبة في إعادة التكيف وإطعام نفسها مرة أخرى.
نظرا لكونها حيوانات برية، فإن السناجب تشكل دائما خطر عض أو خدش البشر حتى عن غير قصد، وخاصة إذا أصبحت مرتاحة للغاية وتلتقط الطعام من مضيفيها، وخطر آخر هو أن السناجب مثل كل القوارض البرية يمكن أن تحمل أمراضا يمكن أن تكون ضارة للإنسان والحيوانات الأليفة، على الرغم من هذه القائمة، لا يزال عشاق الحيوانات الفضوليون يجربون حظهم في توفير الطعام للحياة البرية.
وإذا كنت تطعم السناجب (خلافا لتقديرنا الأفضل)، فقم فقط بإخراج المكسرات غير المطبوخة وغير المملحة والخضروات المقطعة، ولا تطعمها يدويا أبدا، وأخيرا، إذا وجدت سنجابا صغيرا في عش اتركه بمفرده ربما تكون أمه بعيدة تبحث عن الطعام، وإذا لم يعد أحد الوالدين، فقم بتنبيه مركز الحياة البرية المحلي الخاص بك، ولا تحاول تحويل السناجب الصغيرة إلى حيوانات أليفة مهما كانت لطيفة.