حيوانات الأسود محبوبة في جميع أنحاء العالم، ولكن مستقبلها في أفريقيا أصبح في خطر بشكل متزايد، بعد أن فقدت الأسود 80 % من أماكن معيشتها التاريخية، وقد تقلصت أعداد الأسود في البرية بنسبة 42 % في العقدين الماضيين فقط، ووفقا لدراسة نشرت حديثا، تزداد الأمور سوءا بالنسبة لهذه الحيوانات المفترسة الشهيرة.
ومن المتوقع أن تنخفض أعداد الأسود في غرب ووسط أفريقيا بنسبة 50٪ أخرى على مدى العقدين المقبلين، حسبما أفاد الكثير من الباحثون، وقد بذل جهد كبير للمحافظة عليها، كما أن هذه القطط الكبيرة تتضاءل في شرق أفريقيا، التي اعتبرت على مدى طويل معقلا لهذه الأنواع، ومن بين جميع مجموعات الأسود التي يبلغ عددها على الأقل 500 عضوا من الأسود، تقريبا كل واحد منهم يتراجع الآن.
لا يزال هناك أمل، ولكن، وجدت دراسة التي تستند إلى بيانات عدد الأسود لـ 47 مجموعة مختلفة عبر إفريقيا، أن أعداد الأسود تتزايد في أربعة بلدان جنوبية وهي بوتسوانا وناميبيا وجنوب إفريقيا وزيمبابوي، وهذه الزيادة ليست كافية لتعويض المشاكل في غرب ووسط وشرق أفريقيا، ولكنها قد تلقي الضوء على الكيفية التي يمكن للبشر أن يساعد بها الأسود الأخرى على التراجع من حافة الهاوية.
يقول الباحث الرئيسي هانز باور، وهو خبير الأسود في وحدة أبحاث المحافظة على الحياة البرية في جامعة أكسفورد في بيان حول هذه النتائج، تشير هذه النتائج بوضوح إلى أن تراجع الأسود يمكن أن يتوقف، وفي الواقع انعكس هذا في جنوب إفريقيا، ودراسة جديدة أخرى توضح، لا يحدث الحفاظ على الأسود بمقاييس أكبر، مما يؤدي إلى وضع أسود ضعيف على مستوى العالم، وفي الواقع، إنخفاضات أعداد الأسود في العديد من البلدان شديدة للغاية ولها آثار هائلة.
لا يزال هناك ما يقدر بنحو 75000 من الأسود في البرية في عام 1980، ولكن بفضل التهديدات من البشر وهي فقدان الموائل، والصيد غير المشروع، والتسمم، وفقدان الفرائس، تضاءلت منذ ذلك الحين إلى حوالي 20000 عضو، وشهدت غرب ووسط أفريقيا أسوأ انخفاضات، لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن شرق إفريقيا قد تفقد أسودها أيضا.
تشير الدراسة إلى أن هناك فرصة بنسبة 67٪ أن تخسر أسود غرب ووسط إفريقيا نصف مجموع سكانها على مدار العشرين سنة القادمة، وهذا يجد أيضا اتجاها مماثلا، ولكن أقل شدة في شرق أفريقيا، وهناك فرصة بنسبة 37 % أن تخسر أسود المنطقة نصف سكانها أيضا بحلول عام 2035، ومع ذلك، يشير باحثي الدراسة إلى أن الأسود الإفريقية الجنوبية تتحدى هذا الاتجاه، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى تحسن الحماية.
في حين أن العديد من الأسود في شرق أفريقيا لا تزال تتجول بحرية، فإن أقاربها في الجنوب هم محجوزون في محميات أصغر محصنة ومسيج يمكن تمويلها بشكل أفضل وتدار بشكل مكثف، وتساعد هذه الحواجز في إبقاء البشر والأسود منفصلين، الأمر الذي يقلل ليس فقط من صيد الأسود، بل سيقضي أيضا على الصيد المفرط لفرائسها الطبيعية التي غالبا ما تجبر الأسود على الصيد في أماكن أخرى، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى عمليات قتل انتقامية قام بها مزارعون محليون، الأمر الذي أدى إلى تراكم المشاكل الأخرى.
بالرغم من أن هناك بريق أمل، حيث أن الأسود لا تزال تزدهر في عدد قليل من الأماكن على الأقل، إلا أن الحجم الذي يختفي به في مكان آخر يهدد بتحويل هذه الأنواع، وإذا لم تتمكن ميزانيات الإدارة للأراضي البرية من حل المشاكل المتزايدة من التهديد، حيث تعتمد هذه الأنواع بشكل متزايد على هذه المناطق الأفريقية الجنوبية، فربما لم تعد الأسود من الأنواع الرائدة للنظم الإيكولوجية الطبيعية التي كانت موجودة في الماضي.
يشير هانتر إلى أن ذلك سيكون بمثابة أخبار سيئة، ليس فقط بالنسبة إلى الأسود، ولكن أيضا بالنسبة للنظم البيئية بأكملها، فيقول، يلعب الأسد دورا محوريا كحيوان آكل اللحوم في القارة، كما أن سقوط أسد إفريقيا الذي نشهده اليوم من دون تغيير قد يغير المشهد الطبيعي للأنظمة البيئية في إفريقيا.