ذكر الأسد بحجمه الهائل ولبدته الفضفاضة، هو حيوان مهيب يعرف بحق باسم ملك الغابة، وأنثى الأسد شرسة بالمثل وهي من بين أمهر الصيادين في مملكة الحيوانات، وهذه القطط الجميلة والقاتلة من الأسود هي من الحيوانات المفترسة التي تهيمن على النظم البيئية التي تعيش فيها، وتمت دراسة الأسود على نطاق واسع وبالتالي فهمها العلماء جيدا، ولقد تمت دراستها في كل من البرية وفي الأسر فيما يتعلق بالسلوك وعلم الأحياء والدور البيئي.
والأسود مخلوقات فريدة ومعقدة بشكل لا يصدق وتعتبر من الأنواع الأساسية، وفي الهندسة المعمارية فإن حجر الزاوية الموجود أعلى القوس هو ما يمنع القوس من الإنهيار، وفي علم البيئة، تعتبر الأنواع الأساسية هي الأنواع الضرورية لبقاء نظامها البيئي، وإذا انقرض أحد الأنواع الرئيسية سينهار توازن بيئتها الطبيعية، وليست الأسود حيوانات كبيرة فحسب بل لها أيضا دور بيئي كبير، وفي هذه المقالة سنبحث في هذه الوحوش ونحاول الإجابة، من هو أكبر الأسود؟ وما هو الحجم الذي يمكن أن تصل إليه الأنواع المختلفة، وما هو الشيء الكبير في دورها في البيئة؟
ما هو أكبر نوع فرعي من الأسود على قيد الحياة اليوم؟
يقال إن أكبر الأسود التي تم تسجيله في البرية كان يزن 690 رطلا وتم إطلاق النار عليه في جنوب إفريقيا عام 1936، وهناك نوعان فرعيان موجودان من الأسود، مما يعني نوعين فرعيين غير منقرضين، نوع فرعي واحد يسمى ليو ليو بانثيرا، والذي يشمل الأسود الآسيوية في الهند والأسود الموجودة في غرب وشمال وسط أفريقيا، والثاني هو ليو ميلانوشيتا بانثيرا، والذي يضم الأسود الموجودة في جنوب وشرق إفريقيا.
وكان الأسد البربري الذي عاش في شمال إفريقيا من المغرب إلى مصر جزءا من سلالات ليو ليو ولكنه انقرض في الستينيات، وينتمي الأسد كابي الرأس إلى السلالات الفرعية ليو ميلتوشيتا ولكنه انقرض في البرية في منتصف القرن التاسع عشر، وخارج التصنيف الرسمي، وغالبا ما يتم تجميع الأسود في فئتي الأسود الأسيوية والأسود الأفريقية.
تم العثور على مجموعات الأسود الآسيوية فقط في حديقة جير الوطنية في الهند والمنطقة المحيطة بها، ويبلغ طول الأسد الآسيوي من طرف الأنف إلى قاعدة الذيل 6.5 قدم، وتم اصطياد أكبر أسد آسيوي بري تم تسجيله على الإطلاق في عام 1620 ووزنه 675 رطلا، وعادة ما يبلغ الحد الأقصى لوزن الأسود البرية 418 رطلا، ولوحظ أسد بري كبير جدا في إفريقيا في كينيا بالقرب من جبل كينيا، وكان طول هذا الأسد الأفريقي 11 قدما ووزنه 600 رطل، ومع ذلك، كما أشرنا أعلاه كانت هناك تقارير عن أسد بلغ وزنه 690 رطلا، وادعى كتاب غينيس للأرقام القياسية أنه أكبر أسد على الإطلاق، وعادة ما يبلغ الحد الأقصى لوزن الأسود البرية 496 رطلا في جنوب إفريقيا و 451 رطلا في شرق إفريقيا.
من هو أكبر الأسود من الأنواع المنقرضة؟
هناك أنواع عديدة من الأسود جابت الأرض لمئات الآلاف من السنين، فهناك نوعان من الأسود التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ تشمل بانثيرا أتروكس المعروف أيضا بإسم أسد الكهوف الأمريكي، وبانثيرا سبيليا المعروف أيضا بإسم أسد الكهوف الأوراسي، وانقرض هذان النوعان منذ فترة طويلة، ولكنهما مرتبطان بالأسود الحديثة بل ومن المعروف أنهما يتعايشان مع أسلاف البشر.
سكن أسد الكهوف الأمريكي في أمريكا الشمالية منذ ما بين 340.000 و 11.000 سنة، وتم التنقيب عن أحافير من هذا النوع من ألاسكا إلى المكسيك مما يشير إلى وجود نطاق جغرافي كبير، وبناء على الأدلة الأحفورية، يتوقع العلماء أن أسد الكهوف الأمريكي كان أكبر بنحو 25٪ من الأسود الحديثة، مما يجعله أحد أكبر القطط المعروفة على الإطلاق، والحد الأقصى للطول المقدر للأسد الأمريكي من طرف الأنف إلى قاعدة الذيل هو 8 أقدام و 2 بوصة، وقدرت دراسة أجريت عام 2008 أن وزن هذا الأسد يصل إلى 930 رطلا، ومع ذلك، تزعم دراسة أجريت عام 2012 أن الذكور قد يصل وزنهم إلى 1،153 رطلا.
كان أسد الكهوف الأوراسي أيضا أكبر من الأسود الحديثة، وعاش ما بين 60000 و 13000 سنة في جميع أنحاء أوروبا وآسيا، وكان أسد الكهوف الأوراسي أصغر من أسد الكهوف الأمريكي ولكنه كان لا يزال أكبر بنسبة 12٪ تقريبا من الأسود الحديثة، وبناء على نتائج الحفريات قدر طول أكبر أسد الكهوف الأوراسي بـ 6 أقدام و 11 بوصة، ولا يشمل الذيل، وتم تحديد أكبر عينة تم العثور عليها على الإطلاق لتزن حوالي 750 رطلا.
من هو أكبر الأسود الموجودة في العالم؟
إذا اعتبرنا أي أسد عاش على الإطلاق، بما في ذلك أنواع ما قبل التاريخ، ولا نعتبر الأسد هجينا مثل اللايجر فإن أكبر الأسود التي عاشت على الإطلاق هو أسد الكهوف الأمريكي، وتم توقع أسد الكهوف الأمريكي بناء على الأدلة الأحفورية حتى يصل وزنه إلى 1153 رطلا، ولوضع ذلك في الإعتبار، هذا هو نفس وزن 115 قطة منزلية تقريبا، وإذا أخذنا في الإعتبار فقط الأسود من الأنواع الفرعية الموجودة حاليا وتضمين الأسود في الأسر، فإن أكبر أسد تم تسجيله على الإطلاق كان ذكرا يعيش في حديقة حيوان دبلن بأيرلندا عام 1959، وكان يزن هذا الأسد 827 رطلا مما يجعله أكبر الأسود في العالم.
ما الدور البيئي الذي تلعبه الأسود؟
تصنف الأسود على أنها من الأنواع الأساسية، وهذا يعني أن لها تأثيرا كبيرا بشكل غير متناسب على بيئتها الطبيعية وهي ضرورية للحفاظ على بنية مجتمعها البيئي، وبصفتها مفترسا رئيسيا، يجب أن تكون موجودة من أجل السيطرة على تجمعات الحيوانات الأخرى، ويتكون النظام الغذائي للأسد بشكل أساسي من الحيوانات البرية والحمار الوحشي والجاموس الأفريقي.
وهذه الحيوانات لديها عدد قليل من الحيوانات المفترسة الأخرى ولديها نظام غذائي يتكون بشكل كبير من أعشاب السافانا، وافتراضيا، إذا انقرضت الأسود، فإن أعداد الحيوانات البرية والحمار الوحشي والجاموس الأفريقي ستنمو بشكل كبير، وسوف تطغى مجموعات الرعي الكبيرة على مواردها الغذائية وتتسبب في ندرة أعشاب السافانا، وسيكون لهذا تأثير لا يصدق على جميع أنواع الحياة النباتية والحيوانية في النظام البيئي، على سبيل القياس، فإن الأسود كأنواع أساسية مثل الدومينو الأول في سلسلة طويلة إذا تم طرحها، فسوف تقع العديد من القطع الأخرى خلفها.
حاليا، يتم بذل العديد من الجهود للحفاظ على أعداد الأسود واستعادتها، وتتمتع الأسود حاليا بحالة حماية ضعيفة مما يعني أنها معرضة لخطر الإنقراض إذا لم يكن هناك تدخل، وتعرضت الأسود للتهديد في المقام الأول من خلال تدمير الموائل وصيد الغنائم، ومن القانوني حاليا اصطياد الأسود بما في ذلك الصيد في الأسر للرياضة، والجهود الرئيسية التي يتم بذلها لإستعادة أعداد الأسود تشمل التكاثر في الأسر والمراقبة الدقيقة للمجموعات البرية.
