التمويه فن قديم وتعتمد عليه الأنواع حول الكوكب يوميا للبقاء على قيد الحياة، وسواء كان الأمر يتعلق بمزج الوزغة في اللحاء أو تلاشي الجاكوار في أوراق الشجر، فإن الإندماج مع محيط البيئة الخارجي يعنى البقاء، وإليك 14 من الحيوانات المموهة تتمتع بقدرات تمويه مذهلة بالإضافة إلى مخلوق مفاجئ قد لا يكون مهتما بالتمويه كما كنت تعتقد.
1- الحرباء من الحيوانات المموهة:
تشتهر القليل من الحيوانات بالتمويه مثل الحرباء أحد الحيوانات المموهة البارعة التي جعلتها مهاراتها في تغيير ألوانها أيقونات للتكيف، والمفتاح هو حامل الكروماتوفور، وهو نوع من الخلايا المصطبغة تحت الجلد الخارجي الشفاف للحرباء، ومع ذلك، خلافا للإعتقاد السائد فإن الحرباء لا تغير ألوانها في الواقع لتمويه نفسها.
وبدلا من ذلك، يعتقد العلماء أنهم يغيرون الألوان للتواصل، وتدل درجات معينة على حالات مزاجية معينة، فالألوان الداكنة للحرباء عندما تخاف وتصبح الألوان فاتحة عندما تكون متحمسة، وتشير بعض الألوان إلى أن الحرباء جاهزة للتزاوج، وسبب آخر لتغيير الحرباء للألوان هو تنظيم درجة حرارة جسمها، وتغير ألوانها للتأثير على مقدار الحرارة التي تمتصها من الشمس، في حين أن السبب الحقيقي لقدرة الحرباء الشهيرة على تغيير الألوان قد يفاجئك، فلا تقلق فهناك الكثير من المخلوقات الأخرى التي تستطيع التمويه في الواقع مثل المحترفين.
2- يرقة فراشة البارون من الحيوانات المموهة:
إذا كنت طائرا جائعا في غرب ماليزيا، حظا سعيدا في العثور على أي من يرقات فراشات البارون الشائعة، وتمتزج الكثير من يرقات الفراشات الأخرى بالنباتات المحلية لكن القليل منها يمكن أن يختفي في الغطاء النباتي مثل البارون، وطورت يرقات البارون أشكالها وألوانها المتقنة لغرض وحيد هو الإختباء من الحيوانات المفترسة.
وهذا يزيد من احتمالات بقائهم على قيد الحياة لفترة كافية لتصبح فراشات بارون شائعة، وبالتالي تتكاثر، وموطنها الأصلي الهند وجنوب شرق آسيا، وغالبا ما تتغذى يرقات البارون أحد الحيوانات المموهة المذهلة على أوراق أشجار المانجو، وهذا يخلق توترا مع مزارعي المانجو، وهو خطر آخر يمكن أن تحميهم منه مهارات التمويه في البارون.
3- فرس البحر القزم من الحيوانات المموهة:
الشعاب المرجانية أماكن صعبة للعيش، لذلك غالبا ما يستخدم سكانها التمويه للبقاء في أمان، وهذه منطقة يتفوق فيها فرس البحر القزم، ويبلغ طول فرس البحر الصغير هذا أقل من بوصة واحدة ومرصع ببروزات مستديرة تسمى الدرنات، وقد كيف نفسه ليتناسب تماما مع الشعاب المرجانية التي يسكنها، وإنه من الحيوانات المموهة البارعة الذي يمتزج جيدا لدرجة أنه لم يكشفه البشر إلا بعد ظهوره بين الشعاب المرجانية التي تم صيدها في البرية في حوض السمك.
4- أبو بريص ذو الذيل الورقي من الحيوانات المموهة:
قد يبدو أن هذه السحلية قد اجتاحتها الطحالب، ولكن هذا هو جلدها، وتوجد فقط في غابات مدغشقر، وسميت الوزغة ذات الذيل الورقي المطحلب باسم مناسب، ونظرا لأن هذه الأبراص تعيش في الأشجار، فقد تطورت لتصبح بشرة بلون الطحالب واللحاء مكتملة بغطاء جلدي يزيل الخطوط العريضة عن طريق منع الظلال من أن يلقي بها أجسادهم، على سبيل المكافأة، مثل الحرباء أكثر الحيوانات المموهة، يمكنهم أيضا تغيير لون بشرتهم لتتناسب مع خلفيتهم.
5- البوم الصياح الشرقي من الحيوانات المموهة:
البوم الصياح الشرقي هو سيد الحيوانات المموهة والبارع في التنكر، حيث يمتزج لونه البني والرمادي والأبيض بسلاسة مع لحاء الأشجار مما يجعله يختفي عمليا عندما يختبئ في تجاويف الأشجار، وكما أن له ريشا يبرز من رأسه مما يؤدي إلى تشتيت حدوده الخارجية، مما يجعل من الصعب رؤيته، ونوع آخر من البوم الصياح الشرقي يسمى البوم الأحمر له لون بني محمر أكثر حيث يضع هذا البوم نفسه بين أشجار الصنوبر والأوراق المتغيرة لذا فإن تمويهه يكون بنفس فعالية تمويه نظراءه من البوم الرمادي.
6- فم الضفدع الأسمر من الحيوانات المموهة:
على الرغم من أنها ليست بومة في حد ذاتها إلا أن فم الضفدع الأسمر يموه نفسه بطريقة مشابهة للبوم الصياح الشرقي، ويحتوي أيضا على ألوان تساعده على الإندماج في الأشجار التي يتردد عليها، ومع ذلك فإن فم الضفدع الأسمر له ميزة إضافية، من مهارة تقليد أغصان الأشجار، مع قدرة خارقة على البقاء صامتا لفترات طويلة من الزمن جنبا إلى جنب مع الريش الحاذق الذي يمكن تسويته.
ويمكن بسهولة أن يجعل فرو فم الضفدع الأسمر نفسه غير قابل للإكتشاف بمجرد أن يغلق عينيه ويميل رأسه للخلف، ويمكن لهذه الحيوانات المموهة البارعة أن تجد طعامها بينما تظل مموهة، وإنهم لا يطيرون أو يستخدمون مخالبهم للقبض على الفريسة، وبدلا من ذلك، يجلسون وينتظرون الفريسة من الحشرات بشكل رئيسي لتأتي إليهم لأنها لا تزال في الأشجار.
7- سمكة الحجر من الحيوانات المموهة:
إذا كنت تمارس رياضة الغطس بأنبوب التنفس في المحيط الهندي أو المحيط الهادئ فاحترس من الشعاب المرجانية التي تنظر إليك، فيمكن أن تكون أحد الحيوانات المموهة البارعة وهي سمكة الحجر أكثر الأسماك المعروفة السامة على وجه الأرض، وهناك أنواع كثيرة من هذا المخلوق، ولكنهم جميعا يستخدمون نفس تقنية التمويه، وبمظهر متكتل ومغطى بالحصى يمتزج السمك الحجري المسمى بشكل مناسب مع مجموعة متنوعة من الشعاب المرجانية والصخور للإختباء بنجاح في قاع البحر في انتظار نصب كمين للفريسة، وآلية دفاعهم البارزة الأخرى هي سمهم، ولديهم 13 شوكة ظهرية حادة مليئة بسم عصبي قوي يمكن أن تكون قاتلة للإنسان إذا تم الضغط عليها.
8- النطاط طويل القرون من الحيوانات المموهة:
إذا كنت لا ترى النطاطات طويلة القرون على الفور في هذه الصورة فلا تشعر بالسوء، حيث تساعدهم أجسامهم التشبه بالأوراق أيضا على تجنب عدد لا يحصى من الطيور والضفادع والثعابين والحيوانات المفترسة الأخرى حول العالم، وتعرف أيضا باسم صراصير الأدغال، وهي حيوانات نباتية ليلية في المقام الأول، ومن الحيوانات المموهة البارعة، ولحماية أنفسهم أثناء النهار فإنهم يدخلون في وضعية جاثمة نهارية محددة (وضعية للراحة النهارية) تزيد من قدرتهم على الإندماج مع محيطهم، ومع ذلك ليس كل النطاطات طويلة القرون ماهرة في التمويه، وفي حالات نادرة، قد تتسبب الطفرة الجينية في أن تصبح النطاطات وردية زاهية، مما يجعل من السهل ملاحظتها بين الأوراق الخضراء.
9- السمك المفلطح من الحيوانات المموهة:
كنوع من الأسماك المفلطحة تعتبر الأسماك المفلطحة مناسبة بشكل مثالي للحياة في قاع المحيط، وإنهم يرقدون في قاع البحر ويغطون أجسامهم الرقيقة بطبقة من الرمال ولا يتركوا سوى أعينهم تطل من الخارج، وهذه الممارسة جنبا إلى جنب مع جلدهم المرقط المموه يساعدهم على الإندماج بسلاسة مع قاع البحر، وإنه يوفر الأمان من الحيوانات المفترسة ويتيح لهم نصب كمين للفريسة مثل الروبيان والديدان ويرقات الأسماك.
وعندما يكون السمك المفلطح يرقات بحد ذاتها يكون لديهم عين واحدة على جانبي رؤوسهم، وأثناء تحولهم تنجرف عين واحدة إلى الجانب الآخر بحيث تكون كلتا العينين معا، وهذا ما يسمح لهم بالسباحة والإختباء وكلتا العينين تنظران للأعلى على الرغم من كونهم من الناحية الفنية على جانبيهم، وهي من الحيوانات المموهة المذهلة في التمويه.
10- السبد المصري من الحيوانات المموهة:
السبد المصري من الحيوانات المموهة البارعة أيضا في قائمتنا، وهي طيور ليلية متوسطة الحجم توجد عمليا في جميع أنحاء العالم، وغالبا ما يطلق عليهم مصاصو الماعز بسبب أسطورة خاطئة عن سرقة حليب الماعز، (إنهم لا يفعلون ذلك، فهم فقط يبقون بالقرب من الماعز ليأكلوا الحشرات التي يجذبونها)، ويعششون على الأرض مما يجعلهم أهدافا سهلة.
وهذا هو السبب الرئيسي لحاجتهم إلى إخفاء أنفسهم، وبدلا من أي تلوين خاص بالأنواع يمكن أن تعزى قدرات التمويه لديهم إلى فكرهم وتفكيرهم الاستراتيجي، حيث يبدو كل طائر مختلفا ويختار كل طائر موقع التعشيش الشخصي الخاص به بناء على أفضل ما يكمل علاماته الفردية، وسيضمن هذا بقاءهم وبقاء نسلهم، وطرحت الأبحاث المنشورة في عام 2017 حول هذا الموضوع نظريتين لكيفية تطوير السبد المصري لهذه القدرة، الأول هو أنهم يدركون مظهرهم الخاص، وبدلا من ذلك ربما تكون الطيور قد تعلمت بمرور الوقت أنواع الخلفيات الأكثر فاعلية لتمويه نفسها والتشبث بها.
11- الجاكوار من الحيوانات المموهة:
الجاكوار أكبر قط في العالم، ومن الحيوانات المموهة في قائمتنا، ويوجد الجاكوار بالغابات المطيرة الكثيفة والأراضي الرطبة، ومعطفه المرقط ذو اللون البني الفاتح يجعل من السهل التعرف عليه بالنسبة لنا، ولكن يصعب على الحيوانات الأخرى تحديد موقعه، ويكسر النمط الخطوط العريضة للجاكوار مما يساعده على الإندماج مع مجموعة متنوعة من الخلفيات مثل أغصان الأشجار والعشب الطويل.
وقد يكون من السهل الخلط بين النمر والحيوانات مثل الفهود والنمور بسبب تشابهها في الأنماط، وفي حين أن جميع معاطفهم تساعدهم في إخفاء أنفسهم، فإن أداة التمويه الخاصة بالجاكوار فريدة من نوعها بسبب الوريدات غير المنتظمة (العلامات الدائرية) والبقع الصغيرة داخلها، ولسوء الحظ، لم تكن بقع الجاكوار كافية لإخفائها من أخطر مفترسها البشر، وبمجرد انتشاره في جميع أنحاء أمريكا الشمالية والجنوبية أصبح الجاكوار الآن مقتصر على أمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى بعض المعاقل في أمريكا الوسطى وربما القليل في المكسيك، وقتل واحد من آخر جاكوار في البرية في الولايات المتحدة في عام 2018.