اليوم، الإنسان هو المفترس المهيمن على هذا الكوكب، ومع ذلك، فقد شغلنا هذا المنصب لفترة قصيرة نسبيا، وعلى الرغم من أننا نسيطر على حيوانات اليوم، فإن العديد من هذه الحيوانات قد انقرضت ولها أقارب أكبر بكثير وأكثر شراسة مما نعرفه من حيوانات ما قبل التاريخ، ويبدو هؤلاء أسلاف الحيوانات في عصرنا اليوم.
1- ميجثيريوم من حيوانات ما قبل التاريخ:
اليوم، الكسلان هو من الحيوانات التي تتسلق الأشجار وبطيئة ولا تشكل تهديدا وتعيش في منطقة الأمازون، وكان أسلافهم عكس ذلك تماما، فخلال عصر البليوسين كان ميجثيريوم من حيوانات ما قبل التاريخ عبارة عن كسلان أرضي عملاق موجود في أمريكا الجنوبية، ويصل وزنه إلى أربعة أطنان ويبلغ طوله عشرين قدما (6 أمتار) من الرأس إلى الذيل، وعلى الرغم من أنه تحرك بشكل أساسي على أربع أرجل، إلا أن آثار الأقدام تظهر أنها كان قادر على السير على قدمين من أجل الوصول إلى الأوراق من أعلى الأشجار.
وكان بحجم الفيل في العصر الحديث، ولم يكن حتى الآن أكبر حيوانات ما قبل التاريخ في موطنه، وافترض علماء الآثار أنه كان نابش في الفضلات، ويسرق الجثث الميتة من الحيوانات آكلة اللحوم الأخرى، وكان أيضا واحد من آخر الثدييات العملاقة التي اختفت في العصر الجليدي، وتظهر بقاياه في سجل الحفريات مؤخرا مثل عصر الهولوسين، وهي الفترة التي شهدت صعود البشرية، وهذا يجعل الإنسان هو الجاني الأكثر احتمالا في انقراض الميجثيريوم.
2- جيجانتوبيثكس من حيوانات ما قبل التاريخ:
عندما نفكر في قرد عملاق، فإننا نفكر عموما في الملك كونغ الخيالي لكن القردة الضخمة كانت موجودة بالفعل منذ زمن بعيد، وكان جيجانتوبيثكس من حيوانات ما قبل التاريخ قردا عاش منذ ما يقرب من تسعة ملايين إلى مائة ألف سنة مما وضعه في نفس الفترة الزمنية مثل العديد من أنواع البشر، ويشير السجل الأحفوري إلى أن الأفراد من نوع جيجانتوبيثكس كانوا أكبر القردة الموجودة على الإطلاق حيث يبلغ ارتفاعهم حوالي عشرة أقدام (3 أمتار)، ويزنون 1200 رطل (540 كجم)، ولم يتمكن العلماء من تحديد سبب انقراض هذا القرد الكبير.
3- الأسماك المدرعة من حيوانات ما قبل التاريخ:
الأسماك المدرعة من حيوانات ما قبل التاريخ، وكان سمك دونكلوستوس أكبر أسماك ما قبل التاريخ، وكان رأسه وصدره مغطى بصفائح مدرعة مفصلية، وبدلا من الأسنان كانت هذه الأسماك تمتلك زوجين من الصفائح العظمية الحادة والتي شكلت هيكلا يشبه المنقار، ومن المحتمل أن يكون دونكلوستوس قد هاجم أنواعا جلدية أخرى ذات صلة لها نفس النوع من الصفائح العظمية للحماية، وكان لدى فكيهم ما يكفي من القوة الدافعة لقطع الفريسة المدرعة واختراقها، وكان واحدا من أكبر العينات المعروفة التي تم العثور عليه يبلغ طوله ثلاثة وثلاثين قدما (10 أمتار).
ووزنه أربعة أطنان مما يجعله سمكة واحدة لا ترغب في اصطيادها على بكرة وقضيب، ولم تكن هذه السمكة صعبة الإرضاء بطعامها وكانت تأكل الأسماك وأسماك القرش وحتى نوعها، ولكن يبدو أنها عانت من عسر الهضم حيث ترتبط أحافيرها غالبا ببقايا أسماك متقيئة وشبه مهضومة، وخلص العلماء في جامعة شيكاغو إلى أن الأسماك لديها ثاني أقوى لدغة من أي سمكة، وانقرضت هذه الأسماك المدرعة العملاقة أثناء الإنتقال من العصر الديفوني إلى العصر الكربوني.
4- طائر الرعب من حيوانات ما قبل التاريخ:
معظم الطيور التي لا تطير اليوم مثل النعامة أو البطريق غير ضارة بالبشر، ومع ذلك، كان هناك طائر لا يطير أرهب الأرض فوروسرهاسيديا، والمعروف أيضا باسم طائر الإرهاب، وكان نوعا من الطيور آكلة اللحوم وهو من الطيور التي لا تطير والتي كان أكبر أنواع حيوانات ما قبل التاريخ المفترسة في أمريكا الجنوبية منذ ما بين اثنين وستين مليون ومليوني سنة، وكان طوله ما يقرب من ثلاثة إلى عشرة أقدام (1-3 م).
وكانت فريسة طائر الرعب المفضلة ثدييات صغيرة وأيضا الخيول، واستخدم منقاره الضخم للقتل بطريقتين عن طريق التقاط فريسة صغيرة وسحقها على الأرض أو عن طريق الضربات الدقيقة على أجزاء الجسم الحرجة، وعلى الرغم من أن علماء الآثار لم يحددوا بعد سبب انقراض هذا النوع بشكل كامل إلا أن آخر حفرياته تظهر في نفس الوقت تقريبا مع البشر الأوائل.
5- نسر هاست من حيوانات ما قبل التاريخ:
لطالما تركت الطيور الجارحة بصمة على نفسية الإنسان، ولحسن الحظ نحن أكبر بكثير من النسر الأكبر، ومع ذلك، كانت الطيور الجارحة التي كانت كبيرة بما يكفي لإصطياد وجبة بشرية موجودة في السابق، وعاش نسر هاست الذي يعتبر من حيوانات ما قبل التاريخ ذات مرة في الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا، وكان أكبر نسر معروف في الوجود، حيث يصل وزنه إلى ستة وثلاثين رطلا (16.5 كجم) ويبلغ طول جناحيه عشرة أقدام (3 أمتار)، وتألفت فريسته من طيور الموا التي يبلغ وزنها ثلاثمائة رطل، وهي طيور لا تطير ولا تستطيع الدفاع عن نفسها من القوة الضاربة لهذه النسور وسرعتها، والتي وصلت سرعتها إلى خمسين ميلا (8 كيلومترات).
6- السحلية العملاقة
اليوم، يعد تنين كومودو من الزواحف المخيفة وأكبر سحلية على هذا الكوكب ولكن كان من الممكن أن يتضاءل أمام أسلافه القدامى، وكان ميجالانيا المعروف أيضا بإسم السحلية العملاقة عبارة عن سحلية كبيرة جدا، وتمت مناقشة النسب الدقيق لهذا المخلوق، لكن أحدث الأبحاث كشفت أن طول الميجالانيا كانت حوالي ثلاثة وعشرين قدما (7 أمتار)، وأنها كانت تزن ما يقرب من ثلاثة عشر إلى أربعمائة رطل (600-620 كجم)، مما يجعلها الأكبر، ومن المعروف أن السحلية الأرضية كانت موجودة.
ويتألف نظامها الغذائي من جرابيات مثل حيوان الكنغر العملاق والومبات، وتنتمي السحلية إلى كلادوكسوفيرا التي تمتلك غددا فموية تفرز السموم مما يجعل هذه السحلية أكبر حيوانات ما قبل التاريخ من الفقاريات السامة التي عرفت بوجودها، وعلى الرغم من أننا لا نستطيع أن نتخيل سحلية بهذا الحجم تتجول في المناطق النائية فقد يكون أول مستوطنين من السكان الأصليين في أستراليا قد واجهوا طيور ضخمة، وانقرضت الأنواع على الأرجح عندما اصطاد المستوطنون الأوائل مصادر غذاء ميجالانيا.
7- الدب قصير الوجه من حيوانات ما قبل التاريخ:
تعد الدببة من أكبر الثدييات على الأرض، بل إن الدب القطبي يحمل لقب أكبر الحيوانات آكلة اللحوم على الأرض، وعاش أركتودوس المعروف أيضا باسم الدب قصير الوجه في أمريكا الشمالية خلال العصر الجليدي، وهو من حيوانات ما قبل التاريخ، ويزن الدب قصير الوجه حوالي طن واحد (900 كجم)، وعندما يقف على رجليه الخلفيتين وصل ارتفاعه إلى خمسة عشر قدما (4.6 متر)، مما يجعل الدب قصير الوجه أكبر حيوان ثديي مفترس على الإطلاق.
وعلى الرغم من أن الدب قصير الوجه كان من آكلات اللحوم الكبيرة جدا، إلا أن علماء الآثار اكتشفوا أنه كان في الواقع نابش في الفضلات، ومع ذلك، فإن كونه نابش لم يكن شيئا سيئا على الإطلاق خاصة عندما يقاتل القطط والذئاب من أجل وجبة، ومثل العديد من حيوانات ما قبل التاريخ الكبيرة الأخرى في العصر الجليدي فقد الدب قصير الوجه الكثير من مصدره الغذائي مع وصول البشر.
8- الدينوسوكس من حيوانات ما قبلا التاريخ:
التماسيح الحديثة هي بقايا حية للديناصورات ولكن كان هناك وقت كانت فيه التماسيح تصطاد وتأكل الديناصورات المذكورة، والدينوسوكس هو نوع منقرض مرتبط بالتماسيح التي كانت من حيوانات ما قبل التاريخ التي عاشت خلال العصر الطباشيري، ويسمى أيضا التمساح الرهيب، وكان هذا التمساح أكبر بكثير من أي نسخة حديثة حيث يصل طوله إلى تسعة وثلاثين قدما (12 مترا) ويزن حوالي عشرة أطنان.
وفي مظهره العام كان يشبه إلى حد ما أقاربه الأصغر مع أسنان قوية كبيرة مصممة للتكسير، وظهر مغطى بألواح عظمية مدرعة، وكانت الفريسة الرئيسية للدينوسوكس هي الديناصورات الكبيرة بالإضافة إلى السلاحف البحرية والأسماك وغيرها من الضحايا التعساء، ويأتي الدليل المحتمل لخطر الدينوسوكس من أحافير البيرتوصوروس، وحملت هذه العينات علامات أسنان من كل من الدينوسوكس والتيرانوصور ريكس، مما يعني أن هناك فرصة كبيرة لهذين المفترسين الشرسين في معارك هائلة.
9- التيتانوبوا من حيوانات ما قبل التاريخ:
لا يوجد مخلوق يثير الخوف في نفس الإنسان أكثر من الثعابين، واليوم أكبر ثعبان هو البيثون الشبكي بمتوسط نمو يبلغ ثلاثة وعشرين قدما (7 أمتار)، وفي عام 2009 قام علماء الآثار باكتشاف مروع في كولومبيا من خلال مقارنة أشكال وأحجام فقراتها المتحجرة بتلك الموجودة في الثعابين الحديثة قدروا أن الأفاعي القديمة تيتانوبوا بلغ أقصى طول لها من أربعين إلى خمسين قدما (12-15 مترا) ووزنها يصل إلى 2500 رطل مما يجعلها أكبر ثعبان من أي وقت مضى للإنزلاق حول الكوكب، ولأنه اكتشاف حديث لا يعرف الكثير عن تيتانوبوا.
10- الميجالادون من حيوانات ما قبل التاريخ:
قبل عام 1975، كان الرهاب من الحيوانات يأتي بشكل أساسي من الأفاعي والعناكب، وتغير كل هذا عندما تم إطلاق فيلم الفك المفترس، وكان خصم الفيلم سمكة قرش بيضاء كبيرة (مزيفة)، والتي انتهى بها الأمر بإخافة الكثير من الناس بعيدا عن دخول المحيط، واليوم، يبلغ طول أكبر أسماك القرش البيضاء الكبيرة عادة عشرين قدما (6 أمتار) وتزن خمسة آلاف رطل (2275 كجم).
ومع ذلك، كان هناك سمكة قرش كان حجمها ضعف حجم أكبر أسماك القرش البيضاء الكبيرة الحديثة، وكان ميجالادون الذي يعني الأسنان الكبيرة سمكة قرش عاشت منذ ما يقرب من ثمانية وعشرين إلى 1.5 مليون سنة،وكان من حيوانات ما قبل التاريخ المرعبة، وكان كل شيء في الميجالادون ضخما أسنانه كانت 18 سم وتشير البقايا الأحفورية إلى أن هذا القرش العملاق بلغ أقصى طول له من 52-67 قدما (16-20 مترا)، بينما اليوم تفترس أسماك القرش البيضاء الفقمات.
وكانت الوجبة المفضلة للميجالادون هي الحيتان، ويفترض العلماء أن الأنواع انقرضت بسبب تبريد المحيطات، وانخفاض مستوى سطح البحر، وانخفاض الإمدادات الغذائية، وإذا كان الميجالادون لا يزال على قيد الحياة، فهناك احتمال كبير أن يكون الإنسان من الأنواع غير الساحلية، ومع ذلك، في المحيطات العملاقة قد يكون هناك سمكة قرش بيضاء عملاقة تكمن في الهاوية لذلك هناك دائما فرصة لعودة شيء مثل الميجالادون إلى العالم.
