تشتهر عادات وتقاليد منغوليا بطبيعتها البدوية، ولا تزال طريقة الحياة البدوية تمارس اليوم في المناطق الريفية من البلاد، ويتبع البدو روتينا موسميا في تربية الأنواع الخمسة الرئيسية من حيوانات الرعي الماعز والأغنام والماشية والإبل والخيول، والهجرة من مكان إلى آخر متبعين المراعي وأماكن التخييم الأكثر ملاءمة.
اللغة في منغوليا:
اللغة المنغولية هي اللغة الرسمية لمنغوليا، وهي تنتمي إلى عائلة اللغات الأورالية ألتية، والتي تضم الكازاخستانية والتركية والكورية والفنلندية، واليوم أكثر من 10 ملايين شخص يتحدثون المنغولية وهم يعيشون في منغوليا، وجمهورية بوريات التابعة للإتحاد الروسي، ومنغوليا الداخلية في الصين، ومناطق شينغجيان، وقانسو في الصين، والتبت وحتى عدد قليل من الأشخاص الذين يعيشون في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي منغوليا لهجة خالخة المكتوبة باللغة السيريلية، وهي السائدة، النص المنغولي الكلاسيكي المعروف أيضا بإسم يوفر جين أول نظام كتابة تم إنشاؤه خصيصا للغة المنغولية، وكان الأكثر نجاحا حتى إدخال السيريلية في عام 1946.
الدين في منغوليا:
تعود الشامانية إلى التاريخ المنغولي قبل زمن جنكيز خان بوقت طويل، ولكن جنكيز خان هو الذي جعلها جزءا أساسيا من التقاليد المنغولية، وفي ذلك الوقت كان المنغوليين يعبدون هوه تنغر (السماء الزرقاء)، ووفقا لهذا الإعتقاد، فإن السماء هي الأب، والأرض هي أم كل الكائنات في الكون، كحضارة تعتمد كليا على قوى الطبيعة، وعبد المنغوليين عناصر الطبيعة المختلفة، وصلوا إلى أسلافهم الذين تحولوا إلى حيوانات روحية أسطورية لتزويدهم بالطقس الجيد والصحة والنجاح، وعلى الرغم من الإضطهاد خلال الحقبة الشيوعية، لا تزال الشامانية تمارس في منغوليا، والناس الذين يطلبون المساعدة سوف يقتربون من شامان للحصول على نعمة أو علاج وحتى للحصول على تلميحات حول مستقبلهم.
هناك أيضا البوذية حيث اتبع المنغوليين البوذية منذ القرن السادس عشر، وعندما تم تحويل الملك المغولي ألتان خان من قبل اللآما التبتيين، ويتبع المنغوليين التعاليم البوذية التبتية، (وتسمى أيضا اللآمية)، وهي مجموعة العقيدة والمؤسسات البوذية الدينية المميزة للتبت ومنطقة الهيمالايا، واليوم، لا تزال منغوليا تحتضن تراثها البوذي، وأعيد ترميم الأديرة وأصبحت مرة أخرى مزدحمة بالمصلين، ويعد الدالاي لاما شخصية شهيرة للغاية وقد زار البلاد عدة مرات، وبالنسبة للعديد من المنغوليين، تنكه ممارسة البوذية بآثار من الشامانية، وهي روحانية أقدم.
الغذاء في منغوليا:
يعتمد أساس الطعام المنغولي التقليدي على منتجات الرعاة الرحل من الحيوانات التي يتم تربيتها في سهوب منغوليا اللحوم والحليب، وتتم معالجة هذه المواد البسيطة بطرق متنوعة، ودمجها مع الخضار والدقيق.
الفنون في منغوليا:
تتكون الموسيقى التقليدية المنغولية من مجموعة واسعة من الآلات والاستخدامات للصوت البشري التي لا توجد في أي مكان آخر تقريبا، فعلى سبيل المثال، قد يكون المغول خومي رائعا للأجانب، وإنها مسرحية موسيقية يمكن إيصالها بمساعدة صوت حلقي وطريقة محددة للتنفس، وتصدر نغمة واحدة كصوت يشبه الصافرة، نتيجة التنفس المحبوس في الصدر الذي يتم إجباره على الخروج من الحلق بطريقة معينة، بينما تبدو النغمة المنخفضة كقاعدة.
ويعرف أسلوب الغناء التقليدي الفريد باسم يورتين ديو أو الأغاني الطويلة، وإنه أحد أقدم أنواع الفن الموسيقي في منغوليا، وهو فن كلاسيكي احترافي في القرن الثالث عشر، ويتضمن أصواتا صوتية معقدة للغاية وطويلة الأمد، كما إنه ذو أسلوب فلسفي، يستحضر المساحات الشاسعة والواسعة ويتطلب مهارة وموهبة كبيرة من المطربين في قدراتهم التنفسية وتقنيات الغناء الحلقية.
هناك شكل آخر شائع من الفن في منغوليا هو العزف على مورين خور، كمان برأس حصان، ويتم استخدامه في الغناء الخومي وفي أشكال أخرى من الموسيقى التقليدية، وتعود أصول مورين خور إلى الكمان الصيني ذي الخيطين، مع نحت رأس الحصان النموذجي الذي يتوج الآلة، وتلعب دورا رئيسيا في جميع أشكال الموسيقى المنغولية الكلاسيكية وحتى يومنا هذا يلعبها الناس من جميع الأعمار.
الرياضات في منغوليا:
تشمل الرياضات الوطنية المصارعة والرماية وسباق الخيل وتعرف باسم الألعاب الثلاثة للرجال، وهي متجذرة في ضباب العصور القديمة ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين المنغوليين اليوم، وفي منتصف شهر يوليو من كل عام، تحتفل المجتمعات في جميع أنحاء منغوليا بهذه الرياضات، وهذا الإحتفال هو مهرجان نادام.
مهرجان نادام المنغولي:
المصارعة هي الأكثر شعبية بين جميع الرياضات المنغولية وهي أبرز ما في نادام، ويزعم المؤرخون أن المصارعة على الطراز المغولي نشأت منذ حوالي سبعة آلاف عام، ويشارك المئات من المصارعين من مختلف المدن والأقاليم في مسابقة المصارعة الوطنية، ولا توجد فئات وزن أو حدود عمرية، وكل مصارع له مرافقته الخاصة، والهدف من هذه الرياضة هو إخراج الخصم من التوازن وإلقائه أرضا، مما يجعله يلمس الأرض بمرفقه وركبته.
سباق الخيل هو جزء مهم من مهرجان نادام تتراوح أعمار الدراجين من 5 إلى 12 سنة، و الأطفال المنغوليين فرسان ممتازين، لكل من الفتيات والفتيان الذين يركبون الخيل منذ الصغر، وكما يقول المثل الشعبي البدوي ولد في السرج، ولا تقام المنافسات في حلبات السباق الخاصة، ولكن مباشرة عبر السهوب، حيث يواجه الدراجون عوائق مختلفة مثل الأنهار والوديان والتلال، وتختلف المسافة باختلاف أعمار الخيول ما بين 15 و35 كم، ويمكن العثور على معلومات حول الرماية في الوثائق الأدبية والتاريخية في منغوليا في القرن الثالث عشر وحتى قبل ذلك، ووفقا للمؤرخين، بدأت مسابقات الرماية في القرن الحادي عشر، ويستخدم المغول قوسا مركبا يتكون من طبقات من القرن والعصب واللحاء والخشب.
في بداية القرن العشرين، بدأت أنواع الرياضة الحديثة في التطور في منغوليا، وبعد تأسيس اللجنة الرياضية المنغولية في عام 1947، تم تشكيل الأندية والجمعيات الرياضية التطوعية، ولعبت هذه المنظمات دورا ملموسا في الترويج للرياضة كحركة جماهيرية، وفي الوقت الحاضر، يتم ممارسة رياضات المضمار والميدان وكرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة والتزلج وسباق الدراجات النارية وتسلق الجبال والشطرنج وغيرها من الرياضات على نطاق واسع في منغوليا.
السكن التقليدي في منغوليا:
مع تاريخ يمتد لأكثر من ألف عام، فإن هذا المسكن المحمول المصنوع من الخشب المربوط مع سيور جلدية ومغطى باللباد هو موطن البدو المنغوليين، ويسهل تركيبها وتفكيكها، ويمكن حملها وفرشاتها والموقد بالداخل بواسطة ثلاثة جمال فقط، أو عربات تجرها الياك مما يجعلها مثالية لطريقة الحياة البدوية، ومتوسط الحجم صغير ولكنه واسع بما يكفي لتوفير مساحة معيشية مناسبة لعائلة، مقاوم للرياح وتهوية جيدة، وشيدت الخيام من هيكل خشبي شبكي مغطى بطبقات من اللباد والقماش، ويساعد اللباد الخيش على الإحتفاظ بالحرارة والقماش الذي يغطيه المطر.
الأعياد الوطنية في منغوليا:
مهرجان نادام ربما يكون أشهر مهرجان منغولي، ويتألف المهرجان الذي نشأ من بداية القرن الماضي من الرياضات الرجولية الثلاث المصارعة وركوب الخيل والرماية، مصحوبة بالإحتفالات والرقص والغناء والتواصل الإجتماعي، ويتم الإحتفال بهذا الحدث في جميع أنحاء منغوليا، حيث تقام الأحداث الرئيسية في العاصمة، ومهرجان تساجان سار حيث يتم الإحتفال بالقمر الأبيض في رأس السنة القمرية الجديدة، كما إنه تقليد لتسلق جبل مقدس في اليوم الأول من العام الجديد، للترحيب بالصباح الأول من العام الجديد على قمة الجبل، وفي الأيام الثلاثة التالية، يزور المنغوليين أقاربهم وأصدقائهم و يستمتعون بالطعام والشراب التقليدي.