تقول الاسطورة انه عندما توفى جنكيز خان في 1227، قتل جنوده بناة قبر جنكيز خان وجميع الناس الذين شهدوا على موكب جنازته، ثم تم قتل الجنود انفسهم، ولم يتبق اي شخص على قيد الحياة يمكن ان يكشف عن مكان قبر جنكيز خان امير الحرب السيئ السمعة .
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، جند العلماء الآلاف من المتطوعين للذهاب من خلال مسح العديد من الصور الفضائية عالية الدقة من مساحات واسعة من المناظر الطبيعية المنغولية، والسعي وراء اي ميزات غير عادية قد تؤدي بهم الى قبر جنكيز خان ، ومن المعروف ان القائد المنغولي جنكيز خان توفى في 18 اغسطس 1227، وهذا لاسباب غير معروفة اثناء قيادته لحملة عسكرية في الصين ، ووفقا للاسطورة التي ذكرناها سابقا ، قتل جنود خان اي شخص شهد على موكب جنازته الى العاصمة المغولية كاراكورم، فضلا عن 2000 شخص اعدموا انفسهم بامر من اتباع خان .
وفي الواقع ان المنطقة التي يشتبه المؤرخون بان تكون هي موقع قبر جنكيز خان في قبر غير محدد في منطقة تسمي " ايخ خوريج " وهي تعتبر الارض المقدسة للمغوليين وتعتبر هذه المنطقة من "المحرمات العظمى" ، وقد ذهبت اول بعثة اثرية الى المنطقة في عام 1989، وعلى الرغم من انها حددت اكثر من 1300 موقع تحت الارض قد يكونوا قبورا ، الا انه لم يتم حفر اي من هذه المواقع بسبب معارضة عامة معادية لعمليات التنقيب .
القائد المغولي جنكيز خان
وابتداء من عام 2010، بدأ فريق بقيادة ألبرت يو مين لين، وهو عالم ابحاث في جامعة كاليفورنيا، سان دييجو، نهجا مبتكرا، ولكن اقل جرأة لحل هذا الغموض الذي طال امده، وهذا عن طريق شبكة الانترنت، حيث دعا العالم لين في مشروعه المهتمين من الجمهور للانضمام الى البحث عن قبر جنكيز خان عن طريق زيارة موقع ناشيونال جيوغرافيك وفحص الآلاف من الصور عالية الدقة من منغوليا المأخوذة من الاقمار الصناعية المدارية .
وكجزء من هذا "الاستكشاف الظاهري"، طلب العلماء من المتطوعين الابلاغ عن المعالم والمواقع المعروفة بما في ذلك الطرق والانهار واي هياكل قديمة او حديثة فضلا عن اي شيء خارج عن المألوف في المناظر الطبيعية .
والآن، وفي العدد الاخير من مجلة بلوس وان، تقاسم لين وزملاؤه النتائج الاولية للدراسة، ويكشفون في هذه الدراسة انه في الاشهر الستة الاولى من المشروع، قضى اكثر من 10 الاف متطوع نحو ما يقارب من 30 الف ساعة (اي ما يعادل من 3،4 سنوات) وهو يقومون بمسح الصور التي تغطي مجموعه اراضي حوالي 2300 ميل مربع من الاراضي .
وبعد ان قام "المستكشفون" بوضع علامات على اكثر من 2.3 مليون موقع، قام الباحثون بعد ذلك بتضييق القائمة الى 100 موقع يمكن الوصول اليها فقط، وتحقق فريق ميداني من 55 موقعا ذا اهمية اثرية ، ويعتقد ان بعض هذه المقابر تمتد من العصر البرونزي الى عهد المغول ، ولكنهم لم يجدوا قبر جنكيز خان الفعلي .
وعلى الرغم من انه ليس من المؤكد ما هي الخطوات التالية لمشروع الاستكشاف الظاهر هذا ، الا ان مؤلفو الدراسة يعتقدون ان العمل المنجز حتى الآن لديه امكانيات واضحة للمساعدة اكثر في البحث عن قبر جنكيز خان، فضلا عن غيره من المواقع الحساسة، فيقول لين وزملاؤه " قد تساعدنا انشطة التعهيد الجماعي هذه على الغوص في المجهول واستخراج ما هو غير متوقع" ، وبالرغم من كل هذا فقد تشكل هذه الدراسة بناءا جديدا اساسي لكيفية تجميعنا نحن كمجتمع معلومات رقمية مثل هذه ، وكيفية تفاعلنا مع المعلومات .