يعتبر شعب الدينكا واحد من أكبر المجموعات العرقية في جمهورية السودان، وهو ينتمي إلى مجموعة من الثقافات تعرف باسم الشعوب النيلية، وجميعهم يعيشون في جنوب السودان ، وفي عام 1983 ، اندلعت حرب أهلية في السودان ، بين شمال السودان العربي ضد الشعوب الإفريقية السوداء في الجنوب ، ودامت الحرب في تسعينيات القرن الماضي .
وقد كانت للحرب عواقب وخيمة على شعب الدينكا وغيره من الشعوب النيلية ، إذ مات عشرات الآلاف من شعب الدينكا ، وأصبح هناك عدد لا يحصى من اللاجئين ، واتهمت جماعات المتمردين ومنظمات حقوق الإنسان الدولية الحكومة السودانية بمحاولة الإبادة الجماعية وقتها ... وفيما يلي سوف نتعرف أكثر على شعب الدينكا من خلال هذا المقال....
موقع شعب الدينكا :
تسكن شعوب الدينكا منطقة شاسعة في جنوب السودان والتي تشكل مستنقعًا موسميًا عند الفيضان في نهر النيل ، وبسبب الحرب الأهلية ، هاجرت أعداد كبيرة من شعوب الدينكا من جنوب السودان إلى العاصمة السودانية الخرطوم ، وكذلك إلى كينيا وأوغندا وأوروبا والولايات المتحدة.
لغة شعب الدينكا :
اللغة الرسمية هي لشهب الدينكا هي اللغة الدينكاوية، وتتفرع منها لغات نيلية صحراوية، ولدى شعب الدينكا مجموعة متنوعة من المفردات التي يصفون بها عالمهم، وتشير التقديرات إلى أن لديهم أكثر من 400 كلمة للإشارة إلى الماشية وتحركاتهم ، وأمراضهم ، ويصنف اللغويون شعب الدينكا كعائلة لغوية رئيسية في فئة اللغات النيلية الأفريقية.
دين شعب الدينكا :
شعب الدينكا يؤمن بإله واحد وهو الإله نياليك، ويعتقدون أنه مصدر لكل من الحياة والموت ، ويتم تكريمه من خلال التضحيات الطقسية ، وهذه الطقوس تنفذ عند الولادات والوفيات ، وأيضًا أثناء علاج الأمراض وفي أوقات الأزمات.
الإجازات عند شعب الدينكا :
تُقام معظم الاحتفالات الخاصة بشعب الدينكا في الخريف عندما تكون القبيلة كلها متجمعة سويًا، ويقوم شعب الدينكا بإقامة احتفالات لمدة يوم كامل وذلك لتكريم الزعماء الروحيين والسياسيين التقليديين ، وتتميز هذه الاحتفالات بالتجمعات العامة الكبيرة والتضحية بالعديد من الماشية.
سكن شعب الدينكا :
تقليديًا ، يسكن شعب الدينكا في أكواخ مستديرة من الطين بأسقف مخروطية مصنوعة من القش، وكانت مساكن الإقامة محاطة عادة بحديقة وتنفصل عن بعضها البعض عن طريق مساحة مفتوحة من غابات المراعي ، وتربة هذه الحديقة عادة ما تحافظ على خصوبتها لمدة طويلة من 10 إلى 12 سنة ، وبعد ذلك يتم تعبئة المنطقة بالذخيرة ويتم بناء منزل جديد بالقرب من مكان الإقامة.
الحياة الاجتماعية لشعب الدينكا :
يعتبر تعدد الزوجات شائع جدًا بين شعوب الدينكا ، فقد يكون للرجال ذوي المكانة الاجتماعية العالية زوجات يصل أعدادها من خمسين إلى مائة زوجة ، وفي حالات تعدد الزوجات ، تتعاون الزوجات في أداء واجباتهن المنزلية ، على الرغم من أن كل واحدة ترعى أطفالها، و يهيمن الرجال على الكثير من الحياة العامة للدينكا ، ومع ذلك تلعب المرأة دورًا مهمًا وقوياً حتى في الحياة المحلية.
جدير بالذكر أنه عندما يصبح الرجال راشدون ، لا يعودون يشيرون إلى أنفسهم بالأسماء التي ولدوا عليها، ولكنهم بدلاً من ذلك يلقبون أنفسهم ب "أسماء الثيران" التي عادة ما تكون مستمدة من خصائص مواشيهم المفضلة ، أما عن أسماء الأطفال فتعكس في كثير من الأحيان ظروف ولادتهم.
ملابس شعب الدينكا :
يرتدي شعب الدينكا ملابس قليلة جدًا ولا يرتدون أحذية، وعادة ما تكون الرجال عارية ، والنساء قد يرتدين تنانير الماعز ، ويرتدي كل من الرجال والنساء سلاسل من الخرز حول رقابهم، وترتدي النساء أيضاً أساور على أذرعهن وساقيهن ، وقد يرتدين أيضاً مجوهرات متقنة في آذانهن.
طعام شعب الدينكا :
لقد أنتج شعب الدينكا جميع الموارد المادية اللازمة للحفاظ على مصدر رزقهم عن طريق المزج بين الزراعة والرعي البدوي ، وصيد الأسماك والصيد العرضي ، والدعامة الأساسية لنظام الدينكا الغذائي تعتمد على الموسم ، ويتم استكمال نظامهم الغذائي بحليب البقر أو السمك أو اللحم أو الفول أو الطماطم أو الأرز.
تعليم شعب الدينكا :
بسبب الحرب افتقر شعب الدينكا إلى أي نظام رسمي للتعليم ، حتى بعد أن تم إدخال القراءة والكتابة عبر مدارس البعثة في أواخر 1930 ، وإلى اليوم يفتقر معظم شعب الدينكا إلى القدرة على القراءة والكتابة ، وقد اختفى النظام التعليمي .
التراث الثقافي لشعب الدينكا :
تلعب الأغنية والرقص دورًا مهمًا في ثقافة الدينكا، فتوجد مجموعة من الطبول في كل مستوطنة لشعب الدينكا، ويرتبط التعبير الفني بالماشية ، وهناك أيضًا أغاني للمعركة والأغاني التي تحتفل بأسلاف القبيلة.
الأعمال عند شعب الدينكا :
من الواضح أن العمل هناك مقسم على أساس النوع ، حيث يخصص الرجال في العشرينيات والثلاثينيات وقتهم لرعي الماشية، كما يقومون أيضًا بتصفية حقول جديدة للزراعة، أما المرأة فتكون مسؤولة عن زراعة المحاصيل وأيضًا تطبخ وتجر المياه. ويذكر أن قطعان الماشية تعتبر هي أساس معيشة واقتصاد الدينكا .
استجمام شعب الدينكا :
خلال موسم الجفاف يجد شعب الدينكا الفرصة للاستجمام، فيتشتت الكثير من سكان الدينكا لمتابعة قطعان الماشية ، وترافق الأغاني والرقص أحداثًا اجتماعية مثل حفلات الزواج التي تحدث غالبًا خلال موسم الأمطار.
حرف وهوايات شعب الدينكا :
رجال الدينكا يصنعون الرماح وصنادل الصيد ، كما تقوم النساء بصنع أوعية الطبخ باستخدام تقنية اللف إلى جانب صنع الأواني الضرورية لنقل الماء ، وتقوم نساء الدينكا أيضًا بنسج السلال وحصائر النوم.
مشاكل شعب الدينكا الاجتماعية :
منذ الحرب الأهلية التي بدأت في ثمانينيات القرن العشرين ، تم تدمير العديد من قرى الدينكا بسبب الحرق أو القصف، وتم اغتصاب الآلاف من نساء الدينكا كما تم أسر أزواجهن وتم اختطاف العديد من الدينكا وبيعهم كعبيد في شمال السودان.