تمتلك العديد من الحيوانات قدرات إدراكية إضافية تسمح لهم بتجربة العالم بطرق يمكننا بالكاد تخيلها، والجميع يعرف تقريبا الحواس الخمس وهي البصر، والشم، والسمع ، واللمس ، والتذوق، ولكن ماذا عن الحاسة السادسة؟ في حين أن البشر ليس لديهم سوى خمس حواس، فهناك الكثير من الحيوانات التي لديها الحاسة السادسة وأحيانا سابعة.
وقد لا تتمتع الحيوانات بنفس القوة العقلية التي نملكها (رغم أنها ذكية جدا)، ولكنهم يمتلكون شيئا لا نملكه، ولا يمكن وصف هذه القدرات الحيوانية الغريبة إلا بالمعنى الحاسة السادسة، ولقد ساعدتهم هذه المزايا التطورية في البقاء على قيد الحياة لملايين السنين، ومنحتهم القدرة تقريبا في الحصول على ما يطلق عليه الهواجس الحيوانية، وإذا بدا أن الحيوانات يمكن أن تستشعر الأشياء التي لا يمكن للبشر القيام بها، فذلك لأن لديهم القدرة الفائقة على فعل ذلك، وإليك قائمة من 11 من الحيوانات لديها الحاسة السادسة.
1- العناكب :
جميع العناكب لها أعضاء استشعار ميكانيكية فريدة من نوعها تسمى الشق الحسي، والتي تسمح لها بإستشعار العناصر الميكانيكية الدقيقة على هيكلها الخارجي، فالعناكب من الحيوانات التي لديها الحاسة السادسة والتي تجعل من السهل على العناكب أن تحكم على أشياء مثل الحجم والوزن، وربما حتى نوع المخلوق التي تستطيع إكتشافها في شبكاتها، وقد تساعدها أيضا على تحديد الفرق بين حركة الحشرة وحركة الرياح، أو حتى إلتواء نصل من العشب، أثناء تحركه عبر الشبكة.
2- هلام البحر المشطي :
هلام البحر المشطي من الحيوانات الجيلاتينية الجذابة والذي لديه الحاسة السادسة، وهلام البحر المشطي لديه مستقبلات توازن متخصصة تسمى حويصلات أو أكياس التوازن والتي تسمح له بتوجيه نفسه بين تيارات المحيط، ونظرا لعدم وجود نظام عصبي مركزي، يعتمد هلام البحر المشطي أيضا على الحاسة المتخصصة لتنسيق حركات أهدابه بشكل أفضل ليتغذى على الطعام.
3- أفاعي الحفر :
يتم التعرف بسهولة على الثعابين السامة لهذه العائلة من خلال زوج من الحفر العميقة التي يمكن العثور عليها بين فتحة الأنف والعين، وهذه الحفر هي في الواقع أجهزة إستشعار للحرارة تسمح للثعابين برؤيتها في الأشعة تحت الحمراء، والحاسة السادسة لا تقدر بثمن بالنسبة للمفترس الذي يصطاد غالبا في الليل، والحاسة السادسة مهمة جدا لدرجة أن أفاعي الحفر يمكنها أن تحكم بدقة على مسافة وحجم فرائسها حتى عندما يتم حرمانها من حواسها الأخرى.
4- الحمام :
تمتلك العديد من الطيور المهاجرة قدرة مذهلة على اكتشاف المجال المغناطيسي للأرض، وهو إحساس تستخدمه مثل البوصلة للتنقل لمسافات كبيرة، فالحمام يعتبر من الحيوانات التي لديها الحاسة السادسة، وهذه الحاسة تسمى المغنطيسية، والقليل من الطيور يؤديها بشكل أفضل من الحمام، وخاصة الحمام الزاجل، والحمام لديه هياكل تحتوي على الحديد في المنقار، والتي يتم ترتيبها في نمط ثلاثي الأبعاد معقدة، وهذا يعطي الطيور شعورا حادا بالتوجه المكاني، مما يتيح لها تحديد موقعها الجغرافي.
5- الدلافين وخنازير البحر :
الدلافين وخنازير البحر من الحيوانات التي لديها الحاسة السادسة، فتتمتع هذه الثدييات البحرية الجذابة بالحاسة السادسة التي لا تصدق من تحديد الموقع بالصدى، ونظرا لأن الصوت ينتقل في الماء أفضل منه في الهواء، فإن الدلافين قادرة على إنشاء تمثيل مرئي ثلاثي الأبعاد لمحيطها يعتمد بالكامل على الموجات الصوتية مثل جهاز السونار، وهذا تكيف ضروري، خاصة بالنسبة للدلافين النهرية، لأن الرؤية غالبا ما تكون محدودة للغاية في المياه المظلمة، ويمكن أن تنتقل الدلافين عبر نهر ذي فروع متشابكة بسهولة حتى لو كانت عيونهم مغطاة بالكامل.
6- أسماك القرش :
الإستكشاف الكهربائي هو القدرة المذهلة لأسماك القرش وأسماك الراي اللاسع على اكتشاف الحقول الكهربائية في المناطق المحيطة بها، فهذه الحيوانات لديها أيضا الحاسة السادسة، وفي الواقع، شكل الرأس لدى قرش أبو مطرقة خصيصا لتعزيز الإحساس بالكهرباء، ولأن الماء المالح هو موصل جيد للكهرباء، فيمكن لأسماك القرش ذات الحاسة السادسة اكتشاف فرائسها من الشحنات الكهربائية التي تنبعث عند انقباض الأسماك لعضلاتها، وإن الحاسة السادسة لدى هذه الحيوانات المفترسة قوية للغاية لدرجة أن بعض أسماك القرش يمكنها التقاط التغير في التيار الكهربائي لبطاريتين تم توصيلهما على بعد 1000 ميل، حتى لو تم استنزاف أحدهما.
7- سمك السلمون :
تجد هذه الأسماك بطريقة أو بأخرى طريقها لوضع البيض في نفس الأنهار التي ولدوا منها، على الرغم من السفر لمسافات طويلة في المحيط المفتوح أثناء حياتهم البالغة، فكيف يفعلون ذلك؟ على الرغم من أن السلمون لا يزال لغزا إلى حد كبير، إلا أن العديد من العلماء يشتبهون في أن السلمون يستخدم رواسب المغنتيت المعدنية المغناطيسية في المخ لالتقاط المجال المغناطيسي للأرض، كما تم اكتشاف أن لديهم حاسة شم متقدمة ويمكنهم معرفة الفرق بين رائحة التيارات المائية لموطنها عن أي موطن آخر.
8- الخفافيش :
العديد من الخفافيش الحشرية التي يشار إليها في كثير من الأحيان باسم الميكروبات قادرة على استخدام تحديد الموقع بالصدى لإلتقاط فريستها وللتصفح عبر الكهوف المظلمة والسماء الليلية، وهذه الحيوانات لديهما حنجرة قادرة على توليد الموجات فوق الصوتية، والتي تنبعث من خلال أفواههم أو الأنف، وبينما يتردد الصوت في محيطهم، ترتد الموجات الصوتية وتعطي الخفافيش رؤية تشبه الرادار لمحيطهم، وفي الواقع، غالبا ما يكون لهذه الخفافيش وجوه غريبة مجعدة تعمل كأذن لإلتقاط الصوت بشكل أفضل.
9- خلد الماء بطي المنقار :
خلد الماء بطي المنقار يوجد أيضا في قائمة الحيوانات التي لديها الحاسة السادسة، فلدى هذه الثدييات الغريبة التي تضع البيض إحساسا رائعا بالتصور الكهربائي يشبه الحاسة السادسة لدى أسماك القرش، ويستخدم خلد الماء بطي المنقار مستقبلات كهربائية داخل جلد منقاره للكشف عن المجال الكهربائي الذي يتم توليده عندما تنقبض عضلات فرائسها، وخلد الماء بطي المنقار يأرجح رأسه من جانب إلى آخر أثناء السباحة كوسيلة لتعزيز هذه الحاسة، ويبطن المنقار أيضا بمستقبِلات ميكانيكية، والتي تعطي لهذه الحيوانات إحساسا حادا باللمس وتجعل منقار خلد الماء عضوها الأساسي.
10- السلاحف البحرية :
مثل الكثير من سمك السلمون العائدين إلى موطنهم، تفضل السلاحف البحرية أيضا العودة إلى العش على نفس الشاطئ الذي ولدوا فيه، وبالنظر إلى المسافات الشاسعة التي يسافرون إليها، فإن قدرتهم على تحديد موقع شاطئ موطنهم أمر رائع، كما هو الحال مع العديد من الحيوانات المهاجرة، وتنجز السلاحف البحرية هذا العمل الرائع عن طريق قياس المجال المغناطيسي للأرض، ومع ذلك، لا يمكن أن تفسر قدرتها على الإنحراف عن التيارات المحيطية، وتتجول بعض السلاحف بلا هدف لفترات طويلة في البحر عندما تكون التيارات قوية، وربما يفسر هذا العائق لماذا يعيشون حياة طويلة.