ربما نكون نحن البشر قد خلقنا معظم المشاكل البيئية التي ابتليت بها الكوكب، ولكن هذا لا يعني أنه يتعين علينا إصلاحها بمفردنا، وتتطلب الحلول أحيانا تقنية معقدة وجيشا من العلماء، وفي بعض الأحيان يحتاجون فقط إلى القليل من المساعدة من أصدقائنا الحيوانات على سبيل المثال من النوع الفروي وذات الزعانف والأجنحة، وفيما يلي نظرة على بعض الحيوانات المدهشة الحية والمصنعة التي تتميز بالخصائص والمهارات المناسبة فقط لمساعدة الباحثين في مكافحة كل شيء من الإحتباس الحراري إلى تلوث المحيط، والآن هذا هو العمل الجماعي بين الأنواع في أفضل حالاته.
1- الكلاب من الحيوانات التي تساعد البشر في إنقاذ الكوكب:
يثبت أفضل صديق للرجل أنه أكثر من مجرد رفيق وراعي جيد، واتضح أن الكلاب هي أيضا دعاة الحفاظ على البيئة قادرون تماما، وتستخدم بعض ادارات الحفظ في المملكة المتحدة الكلاب لاستكشاف مجموعات الحيوانات والنباتات حتى يتمكن الباحثون من مراقبتها والحفاظ عليها، وكانت تستخدم الكلاب لإستنشاق المخدرات والقنابل نظرا لإحساسها الحاد بالرائحة وقدرتها على اجتياز التضاريس الوعرة.
إلا أن الكلاب لا تقتصر فقط على أنفها في الأشياء التي يصعب اكتشافها ولكنها تساعد أيضا في تحديد مواقع الحيوانات والنباتات الحية النادرة، وتشمل مشاريع الحفاظ على الكلاب تتبع النمور في غابات الأمازون المطيرة والمكسيك ومراقبة الدببة السوداء الآسيوية المصنفة على أنها معرضة للخطر في الصين، وفي المستقبل قد يتم استخدامها للكشف عن ملوثات الهواء في الأماكن المغلقة.
2- حريش البحر من الحيوانات التي تساعد البشر في إنقاذ الكوكب:
قد يكون البحث عن دليل على تغير المناخ أمرا صعبا عندما تحاول قياس درجات حرارة المحيطات الشتوية في مياه القطب الشمالي المتجمدة والمختنقة بالجليد قبالة جرينلاند، ولهذا السبب يلجأ الباحثون إلى بعض الغواصين المخضرمين في أعماق البحار للحصول على المساعدة مزودة بمقاييس حرارة وأجهزة إرسال صغيرة عبر الأقمار الصناعية، وقد ساعدت 14 فردا من حريش البحر وهي حيتان القطب الشمالي وحيدة القرن المعروفة بالغوص لأكثر من ميل تحت سطح المحيط علماء جامعة واشنطن على توثيق أن المياه في وسط خليج بافين أدفأ بنحو 0.9 درجة مئوية مما كان متوقعا في السابق، ويعتمد الباحثون على هذه الحيوانات البحرية هذه لمواصلة مساعدتهم في تطوير نماذج مناخية أكثر دقة.
3- الأسماك الروبوتية من الحيوانات الصناعية التي تساعد البشر في إنقاذ الكوكب:
قام الدكتور هوشين هيو وفريقه من الباحثين في جامعة إسيكس في المملكة المتحدة بتطوير سمكة آلية مزودة بأجهزة استشعار متطورة يمكن استخدامها للبحث عن ملوثات المحيطات، وسيتم إطلاق مجموعة صغيرة من هذه الحيوانات الروبوتية النابضة بالحياة بشكل مدهش قبالة سواحل إسبانيا في وقت لاحق من هذا العام لجمع ونقل بيانات تلوث المياه، ويأمل الباحثون أيضا في استخدام الأسماك المطورة على شكل شبيه بالكارب لمراقبة السموم قبالة سواحل ويلز، وعلى صعيد مماثل طور عالم في معهد البوليتكنيك بجامعة نيويورك سمكة آلية قد ترعى يوما ما أسراب الأسماك الحقيقية من المخاطر مثل انسكاب النفط والتوربينات تحت الماء.
4- الجرذان من الحيوانات التي تساعد البشر في إنقاذ الكوكب:
تعد الألغام الأرضية غير المنفجرة شكلا خطيرا من أشكال التلوث الذي يترك مناطق جغرافية كبيرة غير صالحة للسكن تقريبا ويؤدي إلى إصابة أو قتل الآلاف كل عام، وهذا هو سبب أهمية تحديد مكانهم وإخراجهم من مناطق الحرب السابقة، وتكمن المشكلة في أن قلة من المتطوعين من البشر هم على استعداد للمخاطرة بحياتهم للكشف عنها.
وأدخل الفئران على وجه التحديد الجرذان الأفريقية العملاقة الجرابية، حيث يتم تدريب هذه الحيوانات القارضة سريعة التعلم التي يطلق عليها اسم هيرو (والتي تعتبر خفيفة جدا بحيث لا يمكن تفجيرها للألغام الأرضية) في منظمة أبوبو الإنسانية للتعرف على المتفجرات المدفونة، وأبوبو هو اختصار من اللغة الهولندية لتطوير منتجات الكشف عن الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وتقوم المجموعة أيضا بتدريب الفئران على تحديد مكان الأشخاص المدفونين تحت الأنقاض من الكوارث الطبيعية، فضلا عن اكتشاف خطوط الغاز المتسربة وحتى وجود السل في عينات البلغم البشري.
5- أسود البحر والفقمات من الحيوانات التي تساعد البشر في إنقاذ الكوكب:
تعاون العلماء في جامعة كاليفورنيا-سانتا كروز مع بعض الباحثين الخاصين لمساعدتهم على توثيق درجات حرارة المحيطات والملوحة والظروف الأخرى تحت سطح البحر، وبفضل قدراتهم الفريدة في الغوص التي تسمح لهم بالسباحة حيث ذهب عدد قليل من البشر من قبل يتم تجهيز ثدييات المحيطات مثل أسود البحر بأجهزة استشعار تلتصق بفرائها وتسقط لاحقا عندما هذه الحيوانات بالإنسلاخ.
ويتم نقل المعلومات إلى القمر الصناعي عندما تتنفس الحيوانات على السطح وتستخدم لإنشاء نماذج حاسوبية من شأنها أن تتنبأ بشكل أفضل بأنماط دوران المحيطات، وفي مكان آخر يستخدم الباحثون فقمات الفيل التي ترتدي أجهزة الإستشعار للغوص تحت جليد القطب الجنوبي بحثا عن أدلة على تغير المناخ، وتساعد فقمات الفيل في تتبع حجم وصحة أسماك السلمون في الولايات المتحدة.
6- النحل من الحيوانات التي تساعد البشر في إنقاذ الكوكب:
بسبب حاسة الشم المضبوطة بدقة يصنع النحل أيضا محددات مواقع الألغام الأرضية الممتازة، ولا يقتصر الأمر على مساعدة العلماء في إنشاء خرائط دقيقة للغاية لحقول الألغام، ولكن نظرا لأن هؤلاء الملاحين المجنحين للقنابل يحومون بدلا من أن يخطووا فلا يوجد خطر من أن يفقدوا حياتهم في انفجارات غير مقصودة، بالإضافة إلى ذلك يعطي النحل هذه الحيوانات ذات الأجنحة أيضا إشارات تحذير عند إطلاق مواد كيميائية سامة، وفي الواقع فإنه ينتج أصوات أزيز محددة للمواد الكيميائية الفردية، ويعتقد الباحثون أن هذا الأزيز يمكن استخدامه للكشف بدقة ودقة عن الملوثات الخطرة وهجمات الحرب الكيميائية.
7- بط مطاطي من الحيوانات الصناعية التي تساعد البشر في إنقاذ الكوكب:
حسنا، إنهم لا يتنفسون، وهو بط صياح لكن هذا البط المطاطي الأصفر يساعد العلماء على رسم تيارات المحيط على كوكب الأرض، بل إنها تسلط الضوء على كيفية رقعة النفايات العائمة في المحيط الهادئ (ساحة خردة عائمة من الحطام البلاستيكي تمتد مئات الأميال عبر الشمال، المحيط الهادئ)، ومنذ ما يقرب من 20 عاما فقدت 28000 من هذه الألعاب في البحر عندما سقط صندوق الشحن الذي كان يحملها في البحر في طريقه من هونج كونج إلى الولايات المتحدة (الشحنات المفقودة في البحر هي في الواقع مشكلة تلوث متنامية)، ومنذ ذلك الحين وثق الباحثون أن هذه الحيوانات الصناعية تجوب الشواطئ حول العالم من أمريكا الجنوبية إلى اسكتلندا إلى أستراليا، وهناك حتى 2000 بطة مطاطية متداولة في رقعة القمامة سيئة السمعة، وكل هذا يوضح أن البلاستيك هو عبارة عن فوضى منتشرة ذات أبعاد عالمية.
8- البغال من الحيوانات التي تساعد البشر في إنقاذ الكوكب:
في عام 1959 حدث انصهار جزئي في مفاعل نووي في مختبر سانتا سوزانا الميداني على بعد 30 ميلا خارج لوس أنجلوس، ويجري المسؤولون الحكوميون تحقيقا لمعرفة ما إذا كان هناك أي إشعاع باق في محرك الصواريخ السابق ومنشأة الأبحاث النووية، ويساعدهم في البحث عن علامات التلوث اثنين من البغال سارة وليتل كيت المكلفان بالتجول في التضاريس الوعرة والتلال حول المنشأة التي تحمل معدات المسح بأشعة جاما، وسواء كنت توافق على تعريض الحيوانات لمخاطر محتملة فلا أحد ينكر أن هذا الثنائي من البغال يقدمان بيانات لا تقدر بثمن من شأنها أن تجعل العالم أكثر أمانا للبشر وغير البشر على حد سواء.