يمكن للبشر أن يتسابقوا للخروج من مسار الإعصار، ويمكن لبعض الحيوانات أن تشعر بعاصفة قادمة وتهرب ولكن هناك جحافل من الحيوانات لا تستطيع ببساطة الإبتعاد عن الطريق، وغالبا ما لا تستطيع الحياة البرية والماشية الهروب من العواصف الشديدة مثل البشر، وفيما يلي الطرق المختلفة التي يتحصنون بها أو يحاولون العثور على ملجأ عندما يضرب الطقس السيئ.
شعور الحيوانات بعاصفة قادمة:
تشير بعض الأبحاث إلى أن هناك بعض الحيوانات يمكنها التقاط علامات الطقس الخطير الوشيك مما يدفعها إلى مغادرة المنطقة قبل وصول العواصف، وقد تكون الطيور قادرة على الشعور بالضغط الجوي والتغيرات الأخرى في البيئة مما يشجعها على الإبتعاد عن طريق الأذى، حتى أن بعض الطيور ستسرع من هجرتها السنوية لتغادر في وقت أبكر من المعتاد في حالة اقتراب عاصفة شديدة.
على سبيل المثال، سوف تهاجر العصافير ذات الحلق الأبيض مبكرا خلال هجرتها الربيعية أو الخريفية للهروب من عاصفة كبيرة استجابة لإنخفاض الضغط الجوي، وأظهرت الدراسات أيضا أن أسماك القرش تستجيب لإنخفاض الضغط الجوي المرتبط بالعواصف بالإنتقال إلى المياه العميقة بحثا عن ملجأ.
تلعب الرياح دورا في مساعدة الحيوانات:
يمكن للرياح القوية أن تدفع الطيور مئات الأميال بعيدا عن عادتها المنزلية، وفقا للإتحاد الوطني للحياة البرية، وفي إحدى السنوات تم العثور على بجع بني في ولاية كارولينا الشمالية على سطح ملهى ليلي في هاليفاكس، نوفا سكوتيا، ويمكن أن تنفصل الطيور الصغيرة أو الضعيفة عن بقية قطيعها وغالبا ما تواجه صعوبة في العودة إلى الموطن، ويمكن للرياح القوية أيضا أن تهجم على بعض الحيوانات مثل صغار السنجاب من أعشاشها، ويمكن أن تنفخ الرياح أوراق الشجر عن الأشجار وتأخذ مأوى للحياة البرية.
ويمكن أن تنتهي هذه الأوراق أيضا في المجاري المائية وهي مشكلة خطيرة للأسماك، وبعد إعصار أندرو في عام 1992 نفقت ما يقدر بنحو 184 مليون سمكة في حوض أتشافالايا جنوب لويزيانا وحده، وفقا لتقرير يو إس إيه توداي، ومزقت الرياح القوية أوراق الأشجار والشجيرات، وألقت بها في الأراضي الرطبة، وأدت المواد العضوية المتعفنة إلى مستويات منخفضة للغاية من الأكسجين في الماء مما أدى إلى اختناق الأسماك.
غالبا ما تبحث الحيوانات من الثدييات المائية عن مأوى في المياه المفتوحة أو تجد مناطق محمية أثناء الأعاصير، ولكنها ليست آمنة دائما، وتم دفع الدلافين وخراف البحر أحيانا إلى الشاطئ أثناء العواصف الشديدة، وبعد إعصار أندرو تم اكتشاف خروف البحر في بركة في ملعب للجولف في جنوب ميامي على بعد حوالي نصف ميل من منزله في خليج بيسكين.
الماء والماء في كل مكان يحاصر الحيوانات:
من الواضح أن الحيوانات التي تحاصر في ارتفاع المياه ومياه الفيضانات يمكن أن تغرق، ولكن هناك العديد من المخاطر الأخرى التي تصاحب المياه المرتبطة بالأعاصير، ويمكن أن يؤدي ارتفاع المياه المالحة على الشاطئ إلى الإضرار بالحياة البرية من الحيوانات والنباتات التي اعتادت على المياه العذبة ولا يمكنها تحمل الملوحة، والعكس صحيح أيضا، حيث تصب الأمطار الغزيرة المياه في مستجمعات المياه، ويتغير التوازن الدقيق بين المياه العذبة والمالحة في أحواض الأنهار الساحلية هذه مما يخل بالنظم البيئية ويضر بالحيوانات التي تعيش فيها.
عندما تحرك الطبيعة طعام الحيوانات:
تفقد العديد من الحيوانات إمداداتها الغذائية المعتادة عندما يصل الإعصار حيث تجرد الرياح والأمطار العاتية الأشجار من الفاكهة والمكسرات والتوت، وغالبا ما تكون السناجب هي الأكثر تضررا، وعادة ما تفقد مصدر المكسرات، وخلال إعصار أندرو، تم القضاء على حوالي ربع الأراضي العامة لبذور المحار في لويزيانا، وفقا لصحيفة يو إس إيه توداي، ونظرا لأن المحار كان مصدرا غذائيا مهما للطيور الخواضة في جزر الحاجز في لويزيانا فقد عانت الطيور من نفوق جماعي كنتيجة مباشرة للعاصفة.
لكن بعض الحيوانات الأخرى تستفيد بالفعل من اضطراب العاصفة، وفقا لتقرير ناشيونال جيوغرافيك، وتجد الحيوانات النابشة في الفضلات مثل حيوانات الراكون عادة مصادر جديدة للطعام، ويمكن للغزلان أحيانا الإستفادة عندما تقلب الأرض بفعل الرياح القوية، فتجلب الجذور والشجيرات والأعشاب الطازجة إلى الأسطح، ومع ذلك، يمكن أن تتعفن هذه الجذور في وقت لاحق مما يتسبب في نقص غذاء الغزلان.
لجوء الحيوانات:
تحتمي الحيوانات قدر المستطاع أثناء الإعصار، وستظل بعض الطيور التي تعيش في المحيط تحلق في عين العاصفة أثناء وجود إعصار في البحر، وتبقى هناك حتى تمر العاصفة فوق الساحل ويمكنها أن تجد ملاذا على الأرض، وستحفر الحيوانات المختبئة مثل بعض البوم والثعابين للهروب من العاصفة، وتبقى محمية من الرياح والأمطار، والخطر الوحيد هو أنه في بعض الأحيان يتم سد جحورها بالحطام بعد العاصفة مما يمنعها من الهروب.
ماذا عن الحيوانات من الماشية؟
ليس من السهل دائما إخلاء الحيوانات من الخيول أو الأبقار أو المواشي الأخرى، لذلك يتساءل المالكون غالبا ما إذا كان من الأفضل حبسهم في ملجأ أو تركهم بالخارج في المراعي، وقد يبدو وجودهم في الداخل أكثر أمانا، ولكن هناك مخاطر، وفقا لجمعية الرفق بالحيوانات في الولايات المتحدة، فيمكن إصابة الحيوانات بالفيضانات والرياح والحطام المتطاير وغير ذلك من الأخطار المرتبطة بالإعصار، تماما مثل البشر.
وقد يعتقد المالكون أن حيواناتهم أكثر أمانا داخل الحظائر ولكن في كثير من الحالات، يسلب الحبس قدرة الحيوانات على حماية نفسها، ويجب أن يعتمد هذا القرار على نوع الكارثة وسلامة وموقع مبنى الإيواء، وأفضل المراعي لا تحتوي على أشجار غير أصلية يمكن اقتلاعها بسهولة، ولا توجد أسوار من الأسلاك الشائكة، ولا توجد خطوط كهرباء أو أعمدة علوية، ومساحتها على الأقل فدانا، ويجب أن يكون لها فرشاة طويلة وأشجار قوية وأن تكون على أرض مرتفعة، وستبحث معظم الخيول والأبقار غريزيا عن ملجأ في الأشجار والأغصان.
معظم الحيوانات معتادة على التواجد في الخارج في الطقس السيئ وستتعرض للإجهاد ببساطة وتحتاج إلى علف نظيف ومكان جاف للوقوف والماء، وبعض الكهارل أو الفيتامينات ستكون مفيدة في إعادتها إلى وضعها الطبيعي، والحيوانات الأصغر سنا أكثر عرضة للإجهاد من الحيوانات الأكبر سنا وقد تحتاج إلى مزيد من الرعاية، وتأتي معظم الأضرار التي تلحق بالمباني والحيوانات من الرياح والأجسام الطائرة، لذا فإن القدرة على حمايتها مسبقا من هذه المخاطر تقلل بشكل كبير من فرصة إصابة الماشية.