بغض النظر عن الكيفية التي يعتقد بها المرء أن الأمازيغ (البربر) في شمال إفريقيا قد جاءوا إلى المنطقة، هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن وجودهم في المغرب كان له تأثير كبير على الحياة والمعتقدات المعاصرة، وهناك ثلاثة موضوعات رئيسية في الثقافة الأمازيغية، تُعرّف على أنها "الثالوث" ويمكن التعرف عليها بسهولة في الثقافة المغربية ولقد تجاوزت الموضوعات الثلاثة الثقافة الأمازيغية وتم قبولها باعتبارها الهوية المغربية الأوسع.
أهمية اللغة في الثقافة الأمازيغية :
بدون المجتمع المغربي الأوسع أو العرب المغاربة الأصليين الذين يقبلون الركائز الثلاث للثقافة الأمازيغية، سيكون للمغرب ثقافة مختلفة تمامًا، باختصار، ضمنت أوجه التشابه بين الثقافة العربية الأمازيغية والمغرب قبولاً واسعاً للجوانب الثقافية الأمازيغية لدى المغاربة.
والموضوع الأكثر وضوحا في المجتمع المغربي ذو الطبيعة الأمازيغية هو أهمية اللغة في المجتمع، وعندما ينظر المرء إلى الشعب الأمازيغي، هناك علاقة واضحة بين أهمية اللغة والحفاظ على الثقافة، وتم الحفاظ على نظام التاريخ والمعتقدات للأمازيغ بطريقة شفهية حيث كان جيل ما يمرر التاريخ والحكمة والقوانين إلى جيل آخر، وعلى الرغم من وجود ثلاث لهجات متميزة، إلا أن تاريخ وقوانين الأمازيغ تزامنت وصمدت في غزوات لا حصر لها.
وعندما حدث الفتح العربي، قدم العرب تقديرًا مشابهًا للطبيعة الأساسية للغة والدور الذي يجب أن يلعبه كبار السن في الحفاظ على الأمازيغية حتى لو تجاهل المرء حقيقة أن اللغتين العربية والأمازيغية، اللتان يتحدث بهما الأمازيغ، تأتيان من عائلة اللغات الأفرو آسيوية، فإن كلا اللغتين تضعان تركيزًا كبيرًا على كبار السن لضمان استمرار اللغة، إما من خلال الكتابة أو تلاوة شفوية.
على الرغم من أن العرب عبروا عن أنفسهم بلغة أكثر شعرية وبلاغة، يُعتقد أنهم قدّروا الطريقة التي استخدم بها الأمازيغ اللغة كعامل موحد، وأصبحت أهمية اللغة كعنصر ملزم واضحة للغاية عندما عدل الملك محمد السادس الدستور المغربي في عام 2011 ليشمل الأمازيغية كلغة وطنية، وتم تشكيل لغة جديدة مكتوبة لا بالحروف العربية ولا بالحروف اللاتينية ولكن بأبجدية جديدة تمامًا وهي تيفيناغ لضمان الحفاظ على التاريخ والتقاليد والقوانين والحكمة الأمازيغية.
أهمية القرابة في الثقافة الأمازيغية :
الموضوع الثاني الذي يجب على المرء أن ينظر إليه عند المقارنة بين الثقافة الأمازيغية والمغربية المعاصرة هو فكرة القرابة التي تولدت من النظام القبلي، وكانت فكرة الدولة القومية مفهومًا أجنبيًا من الغرب رفضه كل من الأمازيغ والغزاة العرب في المغرب، وبالنسبة لكل من الأمازيغ والعرب، هناك قبول بأن أوجه التشابه بين الناس لا يتم تحديدها بخطوط خيالية بل أن الهوية تنبع من لغة مشتركة، وتاريخ مشترك، وبالنسبة للعرب، دين مشترك.
أدى هذا التعريف المشترك للهوية إلى انتشار النظام القبلي في الثقافة الأمازيغية والمغربية، ويُعرَّف النظام القبلي بأنه اشتراكي اقتصاديًا ولكنه ديمقراطي اجتماعيًا والذي لا يزال موجودًا في كرم ضيافة المغاربة اليوم، ومع ذلك، فإن فكرة القرابة التي تقبل الناس من خلفيات مختلفة هي تمييز وثيق الصلة بين الثقافة الأمازيغية والمغربية، وعلى الرغم من أن النظام القبلي يركز على الأم، فإن الثقافة المغربية تفضل البطريرك المؤثر، وتكمن أهمية ذلك في استمرار حرمان الأمازيغ من حقوقهم في قوانين وسياسات المغرب.
وهناك علاقة معقدة مع اللغة والأعراف المجتمعية القبلية والعلاقة بالأرض بين التقاليد الثقافية الأمازيغية ومكانها في المجتمع المغربي وترتبط البنية المجتمعية والعلاقة بالأرض ارتباطًا وثيقًا بقبولهم في الثقافة المغربية اليوم، وتتميز اللغة أيضًا بخصائص ثقافية أمازيغية ولكن قبول الأمازيغية في الثقافة المغربية لا يزال غير واضح، ومع ذلك، إذا تم إزالة أي من هذه الجوانب الثقافية الأمازيغية، فمن المحتمل إلى حد ما أن يكون للمغرب مجموعة مختلفة من المعتقدات وأسلوب الحياة.