يعتبر شعب الزولو هم من أكثر الشعوب الإفريقية شهرة بالنسبة للكثير من الناس ، وأثمرت قوتهم العسكرية عن ظهور مملكة عظيمة كان الكثيرون يُخشون منها لفترة طويلة في معظم القارة الإفريقية ، وفي أوائل القرن التاسع عشر ، جاء أمير شاب من شعب زولو وهو شاكا ، وحكم مملكة الزولو القوية من 1816 إلى 1828 .
وخلال فترة حكمه ، قام شاكا بتجنيد شبان من جميع أنحاء المملكة وتدريبهم على تكتيكات حربية خاصة ، وبعد هزيمة الجيوش المتنافسة واستيعاب شعوبهم بقوة قبائل الزولو ، أنشأ شاكا أمته الزولو ، وفي غضون اثنى عشر عامًا، كان شاكا قد أسس واحدة من أقوى الإمبراطوريات التي عرفتها القارة الإفريقية، حتى اغتيل بعد ذلك عن طريق إخوته.
ومع ذلك ، خلال أواخر 1800 ، غزت القوات البريطانية أراضي الزولو وقسمتها إلى ثلاث عشرة مشيخات، ولم تستعد الزولو استقلالها مطلقًا بعد ذلك ، إذ على مدار منتصف القرن العشرين كانت تسيطر على الزولو حكومات بيضاء مختلفة ، وقد سعت قبائل الزولو لاستعادة قدر من الاستقلال السياسي ، سواء قبل أول انتخابات ديمقراطية في جنوب إفريقيا في عام 1994 أو في الفترة اللاحقة حتى الوقت الحاضر...
موقع قبائل الزولو :
يعيش 9 مليون شخص يتحدثون لغة الزولو بشكل رئيسي في مقاطعة كوازولو ، ويحدها من الشمال موزمبيق ، وكيب الشرقية من الجنوب ، والمحيط الهندي من الشرق ، بينما تحده ليسوتو من الغرب . لديها عدد من المرتفعات في الغرب ، والعديد من الأنهار والجداول ، كما أن مناخها شبه الاستوائي يجلب الكثير من أشعة الشمس والأمطار القصيرة الوجيزة.
وبينما لا يزال العديد من شعب الزولو يعيشون في مجتمعات ريفية منظمة تقليديًا، هاجر آخرون إلى مناطق حضرية ، ومع ذلك لا تزال الروابط بين سكان المناطق الحضرية والريفية قوية ، ويظهر مزيج قوي من طرق الحياة التقليدية والغربية بوضوح في حياة جميع الزولو تقريبًا.
لغة قبائل الزولو :
تعتبر اللغة المهيمنة في جنوب إفريقيا هي لغة أيزيزولو ، وأكثر اللغات استخدامًا في كوازولو ناتال هي لغة الزولو واللغة الإنجليزية.
ديانة قبائل الزولو :
تعتبر أرواح الأجداد مهمة في الحياة الدينية لقبائل الزولو ، ويتم تقديم القرابين والتضحيات للأجداد للحماية والصحة الجيدة والسعادة ، ويعتقدون أن أرواح الأسلاف تعود إلى العالم في شكل أحلام وأمراض وأحيانًا ثعابين ، كما يعتقد شعب الزولو أيضًا في استخدام السحر ، وأي شيء يكون خارج فهمهم مثل سوء الحظ والمرض ، يعتبرون أنه مرسل بروح غاضبة ، وعندما يحدث هذا يطلبون من عراف المساعدة من العراف (كاهن)، أو المعالجين بالأعشاب لكي يتواصلون مع الأسلاف ويقومون باستخدام الأعشاب الطبيعية والصلاة للتخلص من أية مشاكل.
وقد اعتنقت العديد من قبائل الزولو المسيحية تحت الاستعمار ، وكان هناك خليطًا من المعتقدات التقليدية والمسيحية ، وهذا النوع من الدين شائع بشكل خاص بين الحضر ، وهناك أيضًا مسيحيون متشددون ينظرون إلى اعتقاد الأسلاف بأنه عفا عليه الزمن .
العطلات الكبرى لقبائل الزولو :
تعترف قبائل الزولو بالأعياد الوطنية لجمهورية جنوب إفريقيا ، وبالإضافة إلى ذلك فهم يحتفلون بيوم شاكا كل عام في سبتمبر، وتتميز هذه العطلة بالاحتفالات وذبح الماشية لإحياء ذكرى مؤسس مملكة الزولو، وفي هذا اليوم المهم ، يرتدي شعب الزولو ملابسهم التقليدية الكاملة (الملابس والأسلحة) ويتجمعون في شاهدة شاكا .
كما كانوا يحتفلون هناك أيضًا بالبلوغ ، والذي يحتفلون فيه بالانتقال إلى مرحلة البلوغ الكاملة، بينما في الوقت الحاضر يتم تنفيذه فقط للفتيات ، إذ بعد الحفل تعلن الفتاة أنها مستعدة للزواج ، وتبدأ بعدها أيام المغازلة ، وتبدأ الفتاة الخطوة الأولى بإرسال " رسالة حب " إلى شاب يناشدها مصنوعة من حروف الحب المكونة من الخرز والتي تحتوي علي ألوان مختلفة لها معاني مختلفة ، وتركيبات معينة تحمل رسائل معينة .
ويحدث التعارف وبمجرد أن تقرر المرأة أنها تحب هذا الرجل ، يمكنها أن تخبره بذلك ، ويتفق الطرفان على أنهما يحبان بعضهما البعض بحيث يمكن رؤيتهما معًا في الأماكن العامة، ويجب على الآباء أن يكونوا على علم بالعلاقة حيث يبلغهم الرجل أنه يريد الزواج من ابنتهم .
العلاقات الاجتماعية لدى قبائل الزولو :
يعتبر شعوب قبائل الزولو أناس ودودون للغاية على المستوى الشخصي ، وتتشكل الحياة اليومية لشعب الزولو من فكرة أن الكائن البشري هو الأعلى بين جميع الأنواع ، وهناك المئات من الأمثال مكتوبة عن ذلك ، وتتعلق هذه الأمثال بمعاملة الناس ، والسلوك الحسن والسيئ ، والفخر ، والجحود ، والأخلاق السيئة ، والانحطاط الأخلاقي ، والغرور ، والقسوة، والعناد ، والتظاهر ، ومساعدة الآخرين.
ومصطلح الزولو الخاص بـ " العائلة " يشمل جميع الأشخاص الذين يقيمون في منزل واحد ويكونوا مرتبطون ببعضهم البعض ، إما بالدم أو الزواج أو التبني ، وتتألف معظم أسر قبائل الزولو الريفية من عائلات ممتدة ، وإخوان مع زوجاتهم ، وأخوات غير متزوجات ، وأطفال ، وأولياء أمور ، وأجداد وجميعهم يقيمون معًا في نفس المنزل ، وكدليل على الاحترام ، لا يتم استدعاء الآباء والشيوخ بأسمائهم الأولى ، ولكن بدلاً من ذلك ، يتم استخدام الألقاب .
وليس من المفترض أن تخرج المرأة وتذهب للعمل ، لأنها مسؤولية الرجل ، وفي الوقت الحاضر بدأ يتحسن وضع نساء الزولو ببطء مع حصول المزيد من النساء على التعليم الجيد .
ظروف المعيشة في قبائل الزولو :
في جنوب إفريقيا لا يمكن فصل الظروف المعيشية عن السياسة المحلية ، وشروط قبائل الزولو مشابهة لتلك الخاصة بالسود الآخرين ، ولا تتوفر لدى الزولو في معظم المناطق الريفية خدمات أساسية كافية مثل الكهرباء أو المياه النظيفة أو المساكن الرسمية أو النقل أو المستشفيات أو العيادات ، ويعيش حضر الزولو في ما يسمى بلدات السود والمناطق التي تهدد المدن الصناعية ، وظروفهم المعيشية تعتبر أفضل من تلك الموجودة في المناطق الريفية وهم يشكلون الطبقة الوسطى لقبائل الزولو ، ولا يختلف نمط حياتهم عادة عن مثيله في الحضر الغربيين الآخرين .
ملابس قبائل الزولو :
لا تختلف الملابس اليومية للزولو عن أي ملابس حضرية حديثة، ومع ذلك ، نجد الملابس ملونة جدًا، كما يزين شعب الزولو رؤوسهم بالريش والفراء ، ويرتدي الرجال أيضًا أشرطة جلد الماعز على أذرعهم وساقيهم ، بينما النساء فيرتدين تنورة زولو سوداء تقليدية مصنوعة من جلد الماعز أو جلد البقر، وإذا لم تكن المرأة متزوجة فإنها قد ترتدي سلاسل من الخرز لتغطية الجزء العلوي من الجسم ، أما إذا كانت متزوجة فإنها ترتدي قميصًا .
طعام قبائل زولو :
يعتمد اقتصاد زولو الريفي على الماشية والزراعة وبالتالي فإن النظام الغذائي الرئيسي يتكون من البقر والمنتجات الزراعية، وهذا يشمل اللحوم المشوية واللحوم المسلوقة ، كما يتناولون الخضروات والفواكه أيضًا ، ويعتبر تناول الطعام والشراب من نفس الصفيحة علامة على الصداقة، ومن المعتاد أن يقوم الأطفال بتناول الطعام من نفس الطبق ، وعادة ما يكون حوضًا كبيرًا ، وهذا يعطيهم درسًا عن "المشاركة " وهو الاعتقاد السائد الذي يعتبر جزء من الفلسفة الإنسانية لديهم.
تعليم قبائل الزولو :
تعتبر نسبة الأمية بين معظم السود في جنوب إفريقيا مرتفعة جدًا ، ومع ذلك ، فإن التعليم يتحسن ببطء مع الحكومة الجديدة ، ولكن لن يذهب الأطفال إلى المدرسة إلا إذا كان بوسع أهلهم إرسالهم ، ويبدأ التعليم هناك في سن السابعة ويستمر حتى حوالي أربعة وعشرين سنة من العمر ، والتعليم وتربية الطفل يشبه دورة بين الزولو، فيقضي الآباء كل ما لديهم من وقت ومال لتربية أطفالهم وتعليمهم، وفي المقابل يعتني الأطفال بوالديهم وأطفالهم عندما يبدأون العمل ، وينظر إلى الشخص الذي يكسر هذه الدورة على أنه منبوذ من المجتمع ، وأنه شخص نسي جذوره.
التراث الثقافي والفلكلور لدى قبائل الزولو :
قبائل الزولو مغرمون بالغناء والرقص ، وهذه الأنشطة تعزز الوحدة في جميع الاحتفالات مثل الولادات وحفلات الزفاف والجنازات . ويتنوع فولكلور قبائل الزولو فيما بين رواية القصص ، وقصائد المديح ، والأمثال ، وكل هذا يفسر تاريخ الزولو وتعليم الدروس الأخلاقية ، وأصبحت قصائد الثناء التي تدور حول الملوك والمتفوقين في الحياة جزءًا من الثقافة الشعبية.
كما يعتقد الزولوس في وجود كائن أعلى ، ويعتقدون أيضًا في الحياة الطويلة، إذ إنهم يؤمنون في الحياة بعد الموت، وينظرون إلى العمر على أنه نعمة، بالإضافة إلى ذلك فإن الإيمان بأرواح الأسلاف يعتبر قويًا دائمًا في قبائل الزولو.
الرياضة لدى قبائل الزولو :
تحظى كرة القدم بشعبية كبيرة لكل من الفتيان والرجال الصغار ، ويتعلم الأطفال اللعبة من خلال مشاهدة إخوانهم الكبار يلعبون ، وعندما يكون الأولاد معًا ولا يشاركون في بعض الأنشطة المنزلية أو المدرسية ، فإنهم يلعبون كرة القدم ، كما يتنافس الصبية الصغار الذين يعيشون بجوار الأنهار الكبيرة في السباحة ، أما عن الفتيات ، إذا لم يكونوا في المدرسة ، فمن المتوقع أن يساعدن أمهاتهن في المنزل ومع ذلك يمكنهم أن يلعبوا الألعاب بمجرد الانتهاء من الأعمال المنزلية .
الحرف والهوايات لدي قبائل الزولو :
تشتهر قبائل الزولو ، خاصة في المناطق الريفية ، بنسيجها وصناعتها وصنع الفخار ، وتعمل النساء والأطفال على نسج الحصير للاستخدام اليومي ، كما يصنعون السلال للأغراض المنزلية ، بينما الرجال والأولاد فيقومون بنحت أشياء منزلية مختلفة وزخارف من الخشب والعظام وتشمل هذه الأشياء المساند ، والصواني ، والكاشطات ، والأواني المنزلية ، والكراسي، أما عن صناعة الخرز فهي أساسًا عمل نسائي لأن الخرزات هي طريقة لإرسال الرسائل دون أن تكون مباشرة.