لكون المريخ هو أحد أقرب الأجسام إلينا بشكل سماوي فنحن نعرف الكثير عن كوكب المريخ بقدر ما نعرف عن أعماق المحيط، وعلى الرغم من أننا لا نعلم الكثير إلا أن الأشياء التي رأيناها في ثقافة البوب حول المريخ تجعلنا نستحضر كوكبًا أحمرًا مغبرًا حيث يتم زرع البطاطس من البراز ولكن هناك المزيد من المعلومات عن المريخ.
ومن المعروف عن المريخ أنه ثاني أصغر كوكب في النظام الشمسي مع حوالي 10 % فقط من كتلة الأرض، ولكن الأرض والمريخ يمتلكان نفس الكمية تقريبًا من الأرض الفعلية، ويمتلك المريخ أيضًا أعلى جبل في المجموعة الشمسية المعروفة بالكامل، وسيتمزق أكبر قمر في المريخ وهو فوبوس من مدار الكوكب يومًا ما، مما يخلق حلقة تستمر مئات الملايين من السنين، وبالرغم من هذه الأشياء الرائعة التي نعرفها عن الكوكب إلا أنه لا يزال هناك العديد من الألغاز عن المريخ التي لم نكتشفها بعد، وفي هذا المقال نقدم بعض من أسرار المريخ الرائعة.
1- المريخ يحتوي على نصفين مختلفين بشكل كبير :
قد يكون لنصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي أنواع مختلفة من الطوبوغرافيا، ولكنها متشابهة نسبيًا، ومن ناحية أخرى، يحتوي المريخ على نصف الكرة الأرضية الشمالي المنخفض والمسطح، في حين أن نصف الكرة الجنوبي لديه متوسط ارتفاع أعلى بحوالي 3 أميال وهذا اختلاف جذري للغاية من الناحية الجيولوجية، ولا يوجد كوكب آخر نعرفه يحتوي على مثل هذه السمة.
2- يحتوي المريخ على الكثير من غاز الميثان :
نحن البشر عادة ما نكتشف معرفة طفيفة بكميات الميثان، ومن لا يعرف الميثان فهو غاز دفء يساهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض كما إنه محاصر في غلافنا الجوي ويتسبب في ارتفاع درجة حرارة كوكبنا أكثر من ثاني أكسيد الكربون، والغريب أن المريخ يحتوي على الكثير من غاز الميثان أيضًا ولكن عادة ما يتم إطلاق الميثان من الكائنات الحية لذا لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت هناك حياة فعلية على المريخ أم لا، فيمكن أن يكون هذا الغاز نتج عن الكائنات الحية المحاصرة تحت الجليد منذ العصور، أو ناتج عن إطلاق من الميكروبات القديمة على الكوكب، أو حتى من تفاعل كيميائي غريب كل ما نعلمه أنه تم اكتشاف عمود من الميثان بواسطة مركبة فضائية في مدار المريخ أكثر من مرة، وهو أمر ملحوظ لأن الغاز صعب الإلتقاط خاصة في مثل هذا الجو الرقيق الذي يمتلكه الكوكب.
3- المريخ لديه علامات الماء، ولكن لا يمكن أن يكون من السطح :
أرسل اكتشاف الجليد بالقرب من أقطاب المريخ تموجات في جميع أنحاء المجتمع العلمي في عام 2008 فإذا كان هناك جليد، فهذا يعني وجود ماء وإذا كان هناك ماء فهذا يعني أنه يمكن أن تكون هناك حياة، لذا يرى العلماء أنه هناك الكثير مما يحدث في هذا الكوكب، فهناك المزيد والمزيد من البقع القطبية الجليدية والحفر المملوءة بالصقيع وهذا رائع حقًا وهناك بحيرة جوفية من المياه الراكدة على كوكب المريخ، فلا يزال يتعين على الأقمار الصناعية المدارية رؤية هذه البحيرة، ويستخدم جزء من مجتمع العلوم هذا لإثبات أن الحياة على كوكب المريخ هي حقيقة لا جدال فيها مما يجعل الأمر مغري للغاية، خاصة إذا كنت تفكر مرة أخرى في كيف وأين بدأنا نحن البشر.
4- هل يمكن العيش على كوكب المريخ :
يبدو هذا واضحًا جدًا حيث أنه سيكون من الصعب، فعلى الأقل مع القدرات التكنولوجية الموجودة لدينا حاليا كما أن الغلاف الجوي يختلف كثيرًا عن الغلاف الجوي للأرض لذلك لا يمكننا أن نتجول كما نفعل في الحياة اليومية ولكن في تحدٍ مباشر لجميع الأشياء المقدسة والعقلانية، فإن وكالة ناسا مصممة على جعل الكرة تدور على الإستعمار البشري للمريخ وبحلول عام 2030، يعتقدون أنهم سيصلون إلى كوكب المريخ، وعلى البشر أن يبدأوا من نقطة الصفر هناك ويجدوا في مرحلة ما طريقة لاستخدام الموارد الغريبة للمريخ لتطوير طرق جديدة للبقاء ولا توجد طريقة حقًا حتى الآن لمعرفة كيف يمكننا أن نجري على كوكب المريخ.
5- لماذا غيّر المريخ مناخه تمامًا :
مليار سنة، في المخطط الكبير للكون ليست كثيرة على الإطلاق فمنذ أربعة مليارات سنة انطلاقا من الأوردة الشاسعة لأحواض المياه القديمة على سطح المريخ، تدفقت المياه في جميع أنحاء الكوكب ونظرًا لأننا نعرف أن كوكب المريخ يبلغ من العمر أربعة مليارات ونصف عام تقريبًا، يمكن للعلم أن يقول بشكل مؤكد أن الكوكب الأحمر المغبر الذي نفكر فيه الآن كان رطبًا جدًا ثم حدث شيء ما في مكان ما على طول السنوات القليلة وبدأ جو المريخ في الإختفاء ووصلت الشمس إلى المراحل التالية في دورة حياة النجم وأصبحت أكثر سخونة، ولكن يبقى السؤال وهو كيف استمر الكوكب الأحمر في الإحتفاظ بالمياه في مكان في الكون حيث كان ينبغي أن تبخر الشمس كل شيء، حتى الآن لا نملك إجابة عن هذا حتى أننا لا نعلم لماذا يحتوي المريخ على الماء .
6- لا نعرف الكثير عن قمرَي المريخ :
لكونه قريب من الأرض، فإننا لا نعرف سوى القليل جدًا عن كوكب المريخ، وأقل من ذلك عن قمرَي المريخ الغريبين وهما فوبوس وديموس ويعتقد البعض أنها ربما تكون كويكبات تم اختراقها إلى المدار بواسطة المريخ، لكن المشكلة في هذه النظرية هي أن أشكال وزوايا الأقمار لا تتناسب بالضرورة مع هذا السيناريو، وبينما نحن في عالم غريب، هناك بعض التشكيلات على فوبوس من شأنها أن تتسبب في تعرق أصحاب نظرية المؤامرة وهناك ما يبدو أنه كتلة مستطيلة كبيرة في فوبوس، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 90 مترًا في حين أنها على الأرجح مجرد قطعة غير طبيعية من صخرة المريخ، إلا أنها لا تزال ملحوظة جدًا.
7- ما الذي سبب الضوء الأبيض الساطع في صورة 2019 :
عندما تكون مسؤولاً عن تلقي صور للمريخ من على بعد سنوات ضوئية متجولة، قد تفاجأ عندما ترى صورة بها بقعة بيضاء ساطعة حيث لا ينبغي أن تكون هناك صورة وأظهرت صورة التقطتها مركبة كيريوسيتي في يونيو 2019 توهجًا أبيضًا غريبًا ينبثق في المساحة خلف بعض التلال وكان على الأرجح عدسة مضيئة أو أشعة كونية، وقد اعترفت وكالة ناسا بوجود أطنان من هذه الأشياء ولا يظهر الشذوذ الأبيض في الصور التي تم التقاطها مباشرة قبل الحدث أو بعده، ويقول الفريق الذي أنشأ نظام الكاميرا في كيريوسيتي إنهم يواجهون الكثير من الصور ذات البقع الساطعة كل أسبوع.
8- ما هي خطوط حفر الثلج الجاف في أقطاب المريخ :
ذكرنا من قبل أن أقطاب المريخ تحتوي على بعض رواسب الجليد المعروفة، والتي تعني السائل مما يعني إمكانية الحياة ونحن نعلم أيضًا أنه بالقرب من القطب الجنوبي توجد بحيرة تحت الجليد، وهي أول جسم مائي معروف تم العثور عليه على هذا الكوكب والأمر المثير حقًا بشأن تلك الأغطية القطبية هو أنه يوجد بالقرب من بعض الحفر من الجليد الجاف المبطن بشيء لا نعرفه حقًا، وهناك نوع من الغبار يبطن هذه الحفر الرائعة وبعضها ضخم وبعضها بعرض مائتي قدم وهناك احتمال أن يكون الغبار الذي تصطف معه ذهبًا، لكننا مازلنا لا نعرف على وجه اليقين.
9- كيف تحدث العواصف الترابية العملاقة للمريخ :
الجو الرقيق والهش على كوكب المريخ مثالي تمامًا لبعض العواصف الترابية الملحمية التي يمكنها إطلاق الجسيمات بسرعات تزيد عن 60 ميلاً في الساعة، وفي بعض الحالات تغطي الكوكب بأكمله لأسابيع في المرة الواحدة، والشيء هو أن تلك العواصف الترابية على مستوى الكواكب لا تزال تحمل الكثير من الغموض فيها ونعتقد أنها قد تكون أكبر العواصف الترابية في النظام الشمسي، وبما أن الكوكب هو في الأساس صحراء، فإن الأمر لا يتطلب الكثير لجعلها تدور وفي حين أن العلم متأكد تمامًا من أن أشعة الشمس هي المحفز، إلا أنهم ليسوا على يقين من الكيفية التي تصبح بها ضخمة جدًا وتعتقد إحدى النظريات أن جزيئات الغبار يتم تسخينها بواسطة ضوء الشمس، الذي يسخن الغلاف الجوي الرقيق، مما يسبب المزيد من الرياح، وبالتالي التقاط المزيد من الجسيمات في دورة التكرار.
10- هل أتت حياة الأرض من المريخ :
نحن على وشك أن نصبح غريبين وربما تكون بالفعل على دراية تامة بالنظريات الأساسية حول كيفية بدء الحياة وهي ما تسمي بالانفجار العظيم والرذاذ البدائي وغيرها من النظريات، ففي وقت مبكر من تاريخ الأرض كانت اللبنات الأساسية للحياة غير موجودة إلى حد كبير وذكر العديد من العلماء أن كوكب المريخ يمكن أن يكون كوكب معتدل مثالي ولكن ماذا لو كانت قد جاءت أساسيات الحياة من الفضاء الخارجي، ونجت من الرحلة على نيزك ووصلت إلى الأرض وتطورت هناك.
في الواقع أن هذا الشيء يدرسه العلم بشدة، ويقترح العلماء أن الحياة وصلت إلى كوكبنا في شكل جراثيم لذا ربما وصلت الحياة على الأرض، ولم تبدأ على الأرض ونجد المعادن مثل البورون والموليبدينوم كانت وفيرة على كوكب المريخ قبل أربعة مليارات سنة لذلك عندما نتحدث عن الكائنات الفضائية على كوكب المريخ، ربما نشير فقط إلى آخر سلف مشترك عالمي.