تعتبر الأخبار الجيدة في عالم الأنواع المهددة بالإنقراض من الأمور النادرة بشكل عام، لذا فإنه من المفيد أخذ لحظة للإحتفال بنتائج أحدث إحصاءات لعدد النمور في الهند، فقد أعلن مسؤولوا الحفظ في البلاد زيادة في أعداد النمور بنسبة 30 %، حيث إزداد أعداد النمور في الهند من 1706 في عام 2011 إلى 2226 في عام 2014.
قال وزير البيئة براكاش جافاديكار للصحفيين في دلهي لم يحدث من قبل أن تتم هذه الزيادة السكانية في النمور على نطاق واسع حيث لدينا صور فريدة لنسبة 80 % من النمور الهندية، وفي حين أن أعداد النمور تتناقص في العالم، إلا أنها تتزايد في الهند وتعتبر هذه أخبار رائعة.
ومع وجود زيدة أعداد النمور في الهند والتي يقدر أعدادها بنحو 70 % من النمور في العالم، فإن مثل هذه الزيادة تثير الأمل في بقاء الأنواع، وتمتد جهود تثبيت الأنواع إلى عام 1972، عندما اكتشف إحصاء 1872 نمرا فقط تبقت في البلاد (أقل من 40000 في مطلع القرن العشرين)، وللحفاظ على الموائل وحماية أعداد النمور الحاليين، أطلق مسؤولو الحفظ مشروع النمور، الذي يضم 47 محمية تغطي أكثر من 20674 ميل مربع.
لسوء الحظ، مثل العديد من البلدان الأخرى التي تأوي الأنواع المهددة بالإنقراض، فإن جهود الحفظ في الهند تتعرض لهزة جماعية منظمة واسعة النطاق وزيادة الطلب من السوق السوداء للأجزاء الحيوانية، وقد وجد إحصاء عام 2008 في الهند أن عدد النمور التي تتواجد بها منخفضة بشكل خطير والتي كانت تبلغ حوالي 1411 نمر فقط، ولمواجهة المزيد من الإنخفاضات، فقد تحرك المسؤولون في الهند لحماية مناطق سلالات النمور الحساسة وزادوا من احتياطي الحياة البرية في البلاد، وعلى الرغم من القوانين الأكثر صرامة التي تحكم السياحة في محميات النمور، إلا أنه يزورها أكثر من 3 ملايين شخص كل عام، مما يعزز الإقتصاد المحلي في الهند ويخلق فرص عمل.
قال جوليان ماثيوز من شركة موظفي حماية الرحلات إلى النمور، لصحيفة تليجراف البريطانية أنه لا يمكن بقاء النمور بدون موظفي الحماية والإدارة الجيدة والمناظر الطبيعية الكافية، ولكنهم لن ينجحوا ويتوسعوا بدون زيادة إقتصاد السياحة الذي لا يقدر بثمن، مع السائحين والزوار، وضمائرهم الحية، والمجتمعات المستعدة للقتال من أجل الحياة البرية، لأن الحيوانات آكلة اللحوم الكبيرة مثل النمور وغيرها تستحق أن تعيش.
إن التعاون الدولي والتمويل من مجموعات مثل مجموعات مساعدة البرية، والصندوق العالمي للحياة البرية، والمدافعين على نحو عميق مثل ريتشارد برانسون، ولاري إليسون، وليوناردو دي كابريو كان لهم تأثير في حماية النمور في الهند، وكذلك الجهود على الأرض من جانب المجتمعات المحلية والأفراد.
وقال ليوناردو دي كابريو بعد التبرع بمليون دولار للصندوق العالمي لحماية الطبيعة في عام 2010، إذا لم نتخذ إجراء الآن، فإن النمور أحد أكثر الحيوانات شهرة على كوكبنا يمكن أن ترحل خلال بضعة عقود، وحماية بعض من آخر الغابات القديمة المتبقية، وتحسين حياة مجتمعات السكان الأصليين.
تساعد التكنولوجيا أيضا على عودة النمور في البرية وغيرها من الحيوانات المهددة بخطر الإنقراض، حيث يراقب المسؤولون مجموعات النمور في البرية بإستخدام الطائرات بدون طيار، وبالنسبة لعام 2015، تم توسيع المراقبة الجوية إلى 10 مواقع غنية بالتنوع البيولوجي، وبالرغم من أن الزيادة السكانية في النمور مشجعة وفي زيادة مستمرة، إلا أن خبراء المحافظة على البيئة يقولون إن الكفاح من أجل إنقاذ النمور وغيرها من الأنواع المهددة بالانقراض لم ينته بعد.
قالت ديبي بانكس، رئيسة حملة النمور في وكالة التحقيقات البيئية، لشبكة سي إن إن، أنه على الرغم من أن هذه أخبار جيدة من الهند، إلا أنني لا أعتقد أن أحدا ما يجلس مجددا ويقول لقد فزنا، وإن الطلب داخل الصين على جلود النمور التي تستخدم لتزيين المنازل، والعظام لنبيذ عظام النمور كلها مستمرة، ولذا فهي معركة مستمرة.