الماعز من الحيوانات المذهلة ، فهي من الحيوانات المستأنسة اللطيفة التي قد تجد كثير من المزارعين واصحاب الاراضي الزراعية يقومون بتربيتها، فبجانب ان الماعز من الحيوانات اللطيفة التي من المسلي مراقبتها ومداعبتها، فهي حيوان اقتصادي بالدرجة الاولى، فتربية الماعز تسهم في توفير ألبان الماعز الغنية بالفوائد العديدة بجانب لحومها الشهية وجلودها الثمينة، كما يمكن تربية الماعز من تكاثرها وبيع افرادها .
الماعز حيوان ثديي من عائلة الابقار، ترتبط الماعز اربتاط وثيق بالاغنام، والتي تتنوع انواعها بشكل كبيرة، فيوجد حوالي 300 سلالة مميزة من حيوان الماعز، تجدهم منتشرين في جميع قارات العالم، معظم انواع الماعز يطلق عليها الماعز المحلي، يوجد منها انواع فرعية وهي الماعز البري، المعاز مثلها مثل الابقار والزرافة من الحيوانات المجترة التي لديها اربع غرف معدة تلعب دورا حيويا في هضم الطعام .
والماعز تعتبر من الحيوانات العاشبة (أكلة النبات) فتأكل العشب والأعشاب وأوراق الأشجار وغيرها من المواد النباتية، والماعز تقوم بابتلاع طعامها دون مضغه كثيرا، وفي وقت لاحق، فإن الماعز يجتره ويمضغه جيدا قبل بلعه للمرة الأخيرة .
تاريخ الماعز :
الماعز تماما مثل الأغنام، تعتبر من أوائل الحيوانات المستأنسة، فبدأت تربية الماعز قبل أكثر من 10 آلاف سنة في بلدة شمالية إيرانية تدعى سانغسار، وكانت الأسباب الأولية لتربية الماعز هي الحصول على شعر ولحوم وحليب الماعز، فقد تم استخدام جلود الماعز أيضا حتى العصور الوسطى للأشخاص الذين كانوا يسافرون أو يقومون بالتخييم .
لاتزال لحوم وحليب الماعز من الاطعمة المهمة حتى اليوم اليوم وحليب الماعز أصبح له شعبية من أي وقت مضى كبديل صحي لحليب الأبقار ، وحليب الماعز هو أسهل للهضم اكثر من حليب الأبقار ، وحتى جلد الماعز لايزال يستخدم اليوم لصنع القفازات وغيرها من الملابس ، ومن المعروف عن الماعز انه ينتج الموهير الذي يباع بمبالغ كبيرة بسبب ليونته ولمعانه ، وتنتج انواع ماعز اخرى مثل الكشمير، ويستخدم كل من الموهير والكشمير لصنع القفازات والأزرار وأنواع أخرى من الملابس الصوفية .
ومع ذلك لا تستخدم جميع انواع الماعز فقط لهذه الاحتياجات البشرية ، فهناك الكثير من الناس الذين يقومون بالحفاظ على الماعز كحيوانات أليفة ، ومن المثير للاهتمام ان الماعز لها أوجه تشابه كثيرة مع الأغنام ، والفرق الرئيسي الوحيد بين الأغنام والماعز هو أن الماعز لها ذيل أقصر من الأغنام والماعز هي أطول وتنمو في الاتجاه التصاعدي، اي إلى الوراء وإلى الخارج، في حين ان الأغنام تنمو في شكل ملتوي .
وكل من الأغنام والماعز يتمتعون العيش وسط القطيع ، فالماعز تميل إلى البقاء على قيد الحياة بشكل أفضل عندما تكون في قطيع بدلا من ان تكون منفردة، والماعز تكون أيضا أكثر حيوية من الأغنام ولها طبيعة فضولية بهم تجعلهم من الحيوانات الأليفة المضحكة الممتعة والغريبة .
سلوك الماعز :
الماعز هي من الكائنات الغريبة للغاية والذكية، فالماعز يمكن تدريبهم بسهولة ويمكنك تعليمهم سحب العربات، والماعز هي من الكائنات المنسقة جدا والتي يمكن أن تتسلق الاشجار، إذا قمت بتدريب الماعز بشكل صحيح ومنضبط من سن مبكر، فإنها لن تقوم باحداث اي مشاكل في بيئتها التي تعيش فيها، وستجد الماعز مدهشة للغاية في تعقب الناس كجزء من اللعب فقد تبدو كأنها طفل، فصحبة الماعز تعطي الكثير من البهجة حيث ان الماعز من الحيوانات الأليفة الرائعة، والماعز يتميز بشخصيات مختلفة جدا وعادات مختلفة قد تكون مثيرة جدا للاهتمام .
حليب الماعز :
يبلغ متوسط إنتاج اللبن للماعز الألباني من 2.7 - 3.6 كيلوجرام يوميا، ومع ذلك يمكن أن تنتج عائد من الحليب يصل إلى 7 كيلوجرام من الحليب يوميا، وتستخدم آلات الحلب أحيانا لاستخراج الحليب من الماعز، على غرار تلك المستخدمة على الأبقار في مزرعة بقر الألبان، وبعض أصحاب قطعان الماعز الصغيرة يفضلون تسليم حليب الماعز عادة مرتين في اليوم .
ويعتبر حليب الماعز من الالبان الصحية جدا، فيستخدم حليب الماعز لعمل العديد من منتجات الألبان التي هي على حد سواء لذيذة وصحية ، وتشمل هذه المنتجات : الحليب المبستر وغير المبستر والجبن والزبادي والكريمة والزبدة، والكثير من الناس يميلون إلى اختيار حليب الماعز كبديل عن حليب الأبقار لأن دهون حليب الماعز هي أكثر سهولة للهضم عن حليب الأبقار، ويفضل استخدام حليب الماعز مع كبار السن والمرضى والرضع والأطفال وأولئك الذين يعانون من حساسية حليب الأبقار، بل هو أيضا الحليب المفضل لاستخدامه مع الجراء والحيوانات الأخرى .
الكريات الدهنية الموجودة هي أصغر في حليب الماعز مما هي عليه في حليب الأبقار، مما يعطيها نسيجا أكثر هضما ، كما ان حليب الماعز هو أعلى في بعض الفيتامينات مثل فيتامين A، النياسين، الكولين و إينوزيتول، ومع ذلك هو أقل في بعض الفيتامينات مثل فيتامين B6، B12، C والكاروتينات.
