في بعض الأحيان، تتجمع الحيوانات في مجموعات كثيفة، وغالبا في أوقات أو أماكن محددة، وفي بعض الأحيان يقومون بأشياء غريبة وهم متجمعين، وفي بعض الأحيان تكون بعيدة عن موطنها الطبيعي، وغالبا ما تجتذب هذه الحيوانات حشودا من السياح ولسبب وجيه.
1- اليراعات المتزامنة:
يمكن للمرء أن يجد اليراعات في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة، ولكن هناك بعض اليراعات الخاصة جدا في ولاية تينيسي، حيث في شهر يونيو من كل عام تلتقي بعض اليراعات لأداء عرض الضوء المسائي المميز الخاص بها، فقط بدلا من إضاءة كل واحدة متى شعرت بذلك، تضيء جميعها في نفس الوقت كل ثانية أو ثانيتين، وهي متزامنة، وتم العثور على المجموعة الأكثر شهرة من اليراعات المتزامنة في إلكمونت، تينيسي في حديقة جبال الدخان العظيمة الوطنية.
وكان الكثير من السياح يأتون لرؤيتهم لدرجة أن المسؤولين يغلقون الآن طريق الدخول إلى إلكمونت خلال موسم اليراعات، ويصل المرء إلى هناك عن طريق أخذ حافلة مكوكية خاصة من مركز زوار سوغارلاندز بالقرب من جاتلينبرج، ويحتوي منتزه جبال الدخان الوطني على ما لا يقل عن 19 نوعا من هذه الحيوانات الطائرة الغريبة، ولكن واحدا فقط يقوم بعرض الضوء المتزامن، وفي الواقع، إنه النوع الوحيد في أمريكا الذي لديه هذه الحيلة.
2- البجع الشتوي:
تشتهر سيبيريا بأنها شديدة البرودة في الشتاء، ويشتهر البجع بحبه للطقس المعتدل، وقد يقضي طائر البجع الصيفي في خطوط العرض الشمالية لكنه عادة ما يهاجر إلى الصين أو كوريا أو اليابان في الشتاء، وهذا هو السبب في أن البجع الصاخب في بحيرة سفيتلو، سيبيريا غريب جدا، ويبقون هناك لفصل الشتاء، وليس من المستغرب أن يسميها السكان المحليون بحيرة البجع، ويقضي ما يقرب من 2000 بطة الشتاء هناك.
وتعيش هذه الطيور من الحيوانات بالتسكع بالقرب من البحيرة التي تسخنها الينابيع الدافئة، وهي المياه التي تسخن عند صعودها من باطن الأرض، حتى عندما تنخفض درجة حرارة الهواء إلى 40 درجة مئوية (-40 درجة فهرنهايت)، تظل مياه بحيرة سفيتلو حوالي 5 درجة مئوية (41 درجة فهرنهايت)، وعند التخطيط لقضاء إجازة شتوية، لا يفكر معظم الناس في سيبيريا، ولكن الجولات المنظمة موجودة بالفعل.
3- تماسيح باجا غير المؤذية:
باجا هي بلدة صغيرة على الحدود الشمالية لغانا، وهي موطن لبعض التماسيح الرائعة، فهي ودودة، ويمكن للسياح الجلوس عليهم أو رفع ذيول هذه الحيوانات الزاحفة غير المؤذية ولا يبدو أنهم يمانعون، ويدفع المرء رسوم دخول ثم يدفع للقائم برعاية دجاجة حية، والتي تستخدم لإخراج التماسيح من الماء إلى اليابسة، والناس هناك يعتبرون قتل التماسيح خطيئة مثل قتل الإنسان.
وهناك العديد من الأساطير التي توضح سبب حظر قتلهم، ولعل أكثرها حيوية هي قصة نافيه كمبالا الذي يعتبره التقليد مؤسس باجا، فقد ساعد والده ذات مرة تمساحا وفي المقابل تعهد بعدم إيذاء أحد، وذات يوم، كان نافيه يصطاد وسقط في حفرة خنزير الماء، وظل محاصرا لمدة يومين قبل أن يلاحظه تمساح وأراه طريقا للفرار، ومثل والده، تعهد نافيه أيضا ألا يؤذي تمساحا أبدا.
4- قرود المكاك البربري:
هناك مجموعة واحدة فقط من القردة التي تعيش في مناطق حرة في أوروبا القارية قردة المكاك البربري في جبل طارق، وهي منطقة بريطانية وراء البحار في شبه الجزيرة الأيبيرية، ومنطقة قرود المكاك هي منطقة جذب سياحي لكنها أيضا مصدر إلهاء سياحي، ويتسلق القرود على الزجاج الأمامي للسيارة ويمكن أن يكونوا مزعجين للغاية، وقال جون كورتيس وزير البيئة، إن قرود المكاك فقدت خوفها من البشر وتعتبرهم مصدرا للطعام الغني مثل الشوكولاتة والبسكويت، وكانت قرود المكاك موجودة منذ حوالي سبعة ملايين سنة.
ولكن العصر الجليدي الأخير دفع هذه الحيوانات من الرئيسيات خارج أوروبا إلى شمال إفريقيا وآسيا، وكيف عاد البعض إلى جبل طارق؟ قصة واحدة هي أن لديهم نفقا سريا تحت الماء، ومن المرجح أن يكون قد تم جلبهم من قبل الأشخاص، ولكن ليس من الواضح متى أو من قبل من، ويعود أول سجل تاريخي لها إلى عام 1782، وقد كانت راسخة بحلول ذلك الوقت، وخلال الحرب العالمية الثانية كانت أعدادهم تتضاءل، وكان ونستون تشرشل نفسه مهتما، وطلب من القنصلية البريطانية في المغرب إدخال المزيد من قرود المكاك، وعادت أعداد هذه الحيوانات إلى الإرتفاع، وبدأوا مؤخرا في التصدير لإبقاء السكان تحت السيطرة.
5- أوكار نارسيس للثعابين:
في شهر سبتمبر من كل عام تنزلق الآلاف من ثعابين الرباط في شقوق الحجر الجيري في منطقة إنترليك في مانيتوبا، وفي بعض الأماكن يمكن رؤية المزيد من الثعابين معا أكثر من أي مكان آخر في العالم، وأشهر الشقوق هي أوكار ثعبان نارسيس، وإنهم بالقرب من نارسيس وهي قرية صغيرة شمال وينيبيغ، وتبقى الثعابين في أوكارها هربا من برد الشتاء، وما يفعلونه يشبه إلى حد ما السبات، ولكن ليس نفس الشيء تماما، وبدلا من حرق احتياطيات الدهون، فإنها تبطئ عملية التمثيل الغذائي إلى النقطة التي لا تكاد تستخدم فيها أي طاقة، إنه يسمى التخدير.
وكل ربيع (في أواخر أبريل وأوائل مايو) يخرجون جميعا من الأعماق، وكل أنثى ثعبان لديها عدة ذكور من الثعابين تحتك بها في محاولة لإثارة حماستها، وهذه الكتلة من الثعابين تسمى كرة التزاوج، وتستمر فترة التزاوج من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ثم تتجه عذه الحيوانات الزاحفة من الثعابين إلى المستنقعات القريبة لفصل الصيف، واعتادت العديد من الثعابين أن تدهس أثناء عبورها طريقا سريعا قريبا، لذلك تم إنشاء أنفاق أسفل الطريق السريع وتم وضع الأسوار لتحويل معظم الثعابين إلى الأنفاق.
6- الببغاوات كويكر:
ترتبط الببغاوات بالطقس الإستوائي الدافئ، ويمكن أن تصبح شيكاغو شديدة البرودة والثلج والرياح في الشتاء، وهذا هو السبب في أنه من المدهش للغاية أن المئات من ببغاوات كويكر تعيش الآن في شيكاغو في الهواء الطلق على مدار العام، وببغاوات الكويكر تسمى أيضا بببغاوات الراهب وغالبا ما تكون خضراء، مع منقار برتقالي، ووجه رمادي، وأطراف جناح زرقاء، وهي من الحيوانات الأليفة الشائعة، وجزئيا لأنها جميلة ولكن أيضا لأنها تستطيع تعلم الكثير من الكلمات، ويعتقد أن تلك الموجودة في شيكاغو نشأت مثل الحيوانات الأليفة في الستينيات.
ببغاوات كويكر موطنها الأرجنتين والبلدان المجاورة، وهذا هو سبب اعتيادهم على الثلج أكثر من معظم الببغاوات (يمكن أن يصاب جنوب الأرجنتين بالبرد الشديد في الشتاء)، وتبني ببغاوات الكويكر أعشاشا من العصي وهي الببغاوات الوحيدة التي تفعل ذلك، وتجد الببغاوات الأخرى ثقوبا موجودة في الأشجار، وفي الواقع تقوم ببغاوات الكويكر أحيانا ببناء مجمعات أعشاش عملاقة تضم العديد من المجموعات العائلية، ولكل منها مدخل خاص بها، ولاحظت بعض الببغاوات أن المحولات الكهربائية تشع الدفء فتقوم ببناء أعشاشها حولها، ولسوء الحظ هذا ليس آمنا، لذلك يجب على عمال المرافق الكهربائية إزالة الأعشاش، وتعيش مجموعة أخرى من ببغاوات كويكر في مدينة نيويورك، ووجد الباحثون أن مجموعات ببغاء كويكر المحلية يمكنها تطوير لهجاتها الصوتية الخاصة.
7- أسماك قرش الحوت:
يمكن للسياح الذين يزورون جزيرة موخيريس بالمكسيك الغطس مع أكبر تجمع لأسماك قرش الحوت في العالم، ويستمر الموسم تقريبا من مايو إلى سبتمبر، وأسماك قرش الحوت هي أكبر الأسماك على كوكب الأرض، ويمكن أن يصل طولها إلى 12 مترا (39 قدما)، وعلى عكس معظم أسماك القرش فهي مغذيات مصفاة فهي تأكل فقط النباتات الصغيرة والبيض والحيوانات (بكميات كبيرة)، وأيضا على عكس معظم أسماك القرش فهي مغطاة بنقاط منقطة بيضاء، وإنهم يعيشون في جميع المحيطات الإستوائية، ويأتون إلى المياه قبالة جزيرة موخيريس لأنها منطقة يحب فيها التونة الصغيرة أن تضع بيضها.
وتطفو تلك البيضات وتقضي أسماك قرش الحوت طوال اليوم في جمعها، وتوجد جماعة مماثلة لأسماك قرش الحوت بالقرب من جزيرة هولبوكس، ولم يعر أحد اهتماما كبيرا لمجموعات قرش الحوت هذه الحيوانات البحرية حتى عام 2003 تقريبا عندما لاحظها الباحث البحري بوب هويتر في ورقة بحثية، ومنذ ذلك الحين انتشرت صناعة السياحة المفعمة بالحيوية حول أسماك القرش لدرجة أن الحكومة المكسيكية اضطرت إلى فرض لوائح لإبقائها مستدامة.
8- مهرجان النسر الأصلع:
النسور الصلعاء الشعار الوطني للولايات المتحدة، وهي طيور رائعة، وتميل إلى أن تأتي بأعداد صغيرة لذا فإن رؤيتها عادة ما تكون متعة، وتخيل الآن رؤية الآلاف منهم على امتداد نهر قصير، وهذا ما يحدث عندما يتجمعون في وادي فريزر في كولومبيا البريطانية، وهذا أكبر تجمع للنسور الصلعاء في العالم، وإليك ما يحدث، في شهر نوفمبر من كل عام تسبح أعداد كبيرة من سمك السلمون من المحيط الهادئ إلى أنهار كولومبيا البريطانية لتتكاثر (أي تضع البيض وتموت).
وتحب النسور الصلعاء أكل سمك السلمون، لذا فقد تعلموا القدوم إلى أماكن بها الكثير منهم مثل وادي نهر فريزر في تشرين الثاني (نوفمبر)، ويحب الناس النسور الصلعاء لذا يأتون للنظر إليها والتقاط الصور، وبدأ مهرجان النسور الرسمي مكتملا بمسابقة للصور، ومتحدثين مدعوين، وجولات مشي بصحبة مرشدين، وجولات بالقارب، ورعاة، وقاعة للعارضين.
9- طيور النحام الوردي:
يعتقد عادة أن طيور النحام الوردي هي طيور استوائية، ولكن يمكن للمرء أن يجدها أيضا في كامارغ، جنوب فرنسا، وفي الواقع، إنها أكبر مستعمرة لطيور الفلامنجو الوردية في غرب البحر الأبيض المتوسط، وتضم حوالي 10000 زوج، وتقع كامارغ جنوب آرل في بروفانس، وتشمل دلتا نهر الرون، بالإضافة إلى بعض البحيرات المالحة الحمراء، وهذه البحيرات هي موطن للروبيان المالح الذي يأكله طيور النحام، وهذا ما يجعلها وردية، وتتوفر الجولات المصحوبة بمرشدين لطيور النحام في كامارغ من أبريل حتى سبتمبر.
وكان هناك ذعر في عام 2007، عندما اختفى معظم طيور النحام، وكان السبب هو إضراب جزئي لمصنع ملح محلي، وعند العمل بشكل طبيعي كان لهذا المصنع تأثير جانبي يتمثل في ضخ المياه المالحة في بحيرة حيث تتداخل طيور النحام، وأوقفت الضربة الضخ، لا ملح، ولا روبيان ملحي، ولا طيور النحام، وانتهى الإضراب، وتم بيع أرض البحيرة إلى الهيئة الحكومية الفرنسية المسؤولة عن الحفاظ على السواحل، ومنذ ذلك الحين تأكدوا من أن البحيرة بها ما يكفي من الملح، وعادت هذه الحيوانات الجميلة الرائعة من طيور النحام.
10- الأرانب اليابانية:
لقد اجتاحت أرانب أوكونوشيما، اليابان المكان تماما، ونتيجة لذلك، أصبحت تعرف أيضا باسم يوساجا جيما أو جزيرة الأرانب، وتظهر صورة نموذجية لسائح في أوكونوشيما أنهم محاطون بـ10-20 أرنبا، ومع كل أرنب يتصيد الزبيب، أو أيا كان ما تأكله الأرانب الوحشية اليابانية، وأوكونوشيما بالقرب من هيروشيما، وكانت موطنا لمصنع أسلحة كيماوية سري خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن تم إغلاق هذا المصنع بعد الحرب، وتم استخدام الأرانب لإختبار الغازات السامة، ولكنهم قتلوا جميعا في نهاية الحرب على الأقل وفقا لإحدى روايات الأحداث، وتم تحويل الجزيرة إلى حديقة، وتم جلب أرانب جديدة لاستعمارها.
ولا تزال مسألة من جلب الجديد منها محل نقاش، تم حظر الحيوانات من الكلاب والقطط وتم حظر صيد الأرانب، وكانت النتيجة متوقعة، وتضم الجزيرة أيضا ملعبا للجولف ومخيمات ومسارات للمشي لمسافات طويلة وشواطئ ومتحف، والجزيرة قريبة من البر الرئيسي لذلك أصبحت وجهة سياحية شهيرة، ويوجد في اليابان أيضا جزيرة اجتاحتها القطط تاشيروجيما، ويعيش هناك حوالي 100 شخص إلى جانب مئات القطط هذه الحيوانات الأليفة، حتى أن هناك مزارا صغيرا للقطط في وسط الجزيرة.