استخدم الفلاسفة المشهورين مثل أرسطو العقلانية للوصول إلى المعرفة العلمية للعالم من حولنا، ولم يتم اعتبار الفلسفة منفصلة عن العلوم الحديثة إلا في العصور الحديثة نسبياً وتم التعامل معها كدراسة "ليست علمية بالضرورة" للطبيعة الأساسية والعامة للواقع والوجود والمعرفة والقيم والعقل واللغة، وعلى مر القرون، شهد العالم العديد من الفلاسفة المشهورين والمهمين الذين يواصلون التأثير على جاذبية المفكرين، ونحن اليوم سنتحقق من بعض أعظم الفلاسفة الذين شهدهم العالم حتى الآن.
10- سوامي فيفيكاناندا (1863-1902) :
كان يقول دوما "صنع الإنسان هي مهمتي"، سوامي فيفيكاناندا هو رجل حقيقي، مليء بالمشاعر الشابة، والفهم العميق والحقيقي للفلسفة الهندوسية واستمر علي هذا النحو ليصبح واحداً من أشهر فلاسفة الهند وأهمهم، ولد فيفيكاناندا ونشأ في أسرة بنغالية من النخبة، وسط بيئة ثقافية وتعليمية سليمة، واستمر ليصبح أحد التلاميذ الرئيسيين لسري راماكريشنا باراماهانسا، وينسب إليه الفضل لكونه قائدًا شبابيًا ينتج عنه موجة جديدة من التعاليم والفلسفة التي تدور حول الدين لكنها لاتزال عقلانية.
وفي نظره، الدين هو أكثر من إدراك قوى داخل النفس وهو أكثر من مجرد عقيدة أو نظرية، وكان فيفيكاناندا مؤمن قوي في التنمية الفردية وأكد بشدة على أهمية قوة الإرادة، ويُنسب إليه الفضل في تقديم الهندوسية إلى الغرب رفضًا لجميع المعايير التي تميز الإنسان عن إخوانه من البشر، مثل النظام الطبقي، أو اختلاف الجنس، أجرى سوامي فيفيكاناندا المئات من المحاضرات العامة والخاصة التي تنشر جوهر الفلسفة الهندوسية في ذاتها الحقيقية في إنجلترا والولايات المتحدة وأوروبا، ويعتبر هو القديس الوطني في الهند اليوم، يحتفل بعيد ميلاده باليوم الوطني للشباب في الهند.
9- جون لوك (1632-1704) :
يشار إليه باسم أب الليبرالية، جون لوك هو الفيلسوف الإنجليزي الشهير، وهو معروف بتجاوزه عبارة "الحكومة بموافقة المحكومين"، وهو ما يتماشى مع إيمانه الراسخ بالمساواة في الحقوق بموجب القانون، ولم يوافق أبدًا على الفكرة الأوروبية المتمثلة في النبلاء التي تمكّن قلة قليلة فقط من الحصول على الأراضي من خلال النسب بينما بقيت الأغلبية فقيرة.
كما قدم نظرية العقل للعالم حيث ذكر أن المعرفة شيء لا تولد به، ولكن يكتسبها بالتعلم والتجربة، وأهم أعماله، مقالة حول فهم الإنسان، يقدم لوك تحليلًا لعقل الإنسان واكتساب المعرفة، ويدرس الأفكار ويقارنها ويجمعها بطرق مختلفة عديدة يكتسبها من خلال التجارب، ويركز لوك على هذا التركيز على الفحص الفلسفي للعقل الإنساني باعتباره تمهيدًا للتحقيق الفلسفي للعالم ومحتوياته، وكان يمثل مقاربة جديدة للفلسفة، واكتسب بسرعة عددًا كبيرًا من المتابعين، خاصة في بريطانيا العظمى، بالإضافة إلى كل هذه الأمور، فهو معروف أيضًا بتقديم حجج قوية لصالح التسامح الديني.
8- جون كالفين (1509-1564)
كان جون كالفن، أحد علماء اللاهوت والفيلسوف الفرنسيين المؤثرين، اسمًا رئيسيًا خلال الإصلاح البروتستانتي في فرنسا وهو معروف بالتطور في نظام اللاهوت المسيحي الذي كان يسمى فيما بعد كالفينية، وكان كالفين يتمتع بشعبية كبيرة في العالم البروتستانتي، وينسب إليه الفضل في كونه الأب الروحي للكنيسة المشيخية والكنائس البروتستانتية، وكما يتضح في العديد من أعماله أنه اعتبر الفلسفة بمثابة تاريخ لمحاولة الحكمة الإنسانية للبحث عن إجابات لأسئلة الوجود الإنساني، ومن وجهة نظره، تعمل أفكار الفلاسفة كوسيلة مساعدة في تدريب العقل، وبالتالي لا ينبغي أن يكون قساوسة أو أطباء الكنيسة جاهلين بالفلسفة.
7- توماس هوبز (1588-1679) :
اشتهر توماس هوبز كثيرا وكان الفيلسوف الإنجليزي معروف أيضًا بآرائه السياسية القوية حول المجتمع وكيف يمكن للبشر أن يزدهرون في وئام على الرغم من أنهم يعيشون وسط المخاطر والخوف من النزاعات المجتمعية، وفي معظم كتاباته، لم يشر قط بشكل قاطع إلى الشكل الدقيق للحكومة التي يفضلها، لكنه أوضح تمامًا في ليفياثان أن الملكية هي الشكل الصحيح الوحيد للحكومة، من وجهة نظره، تم إنشاء الحكومات لحماية الناس من أشرارهم الأنانية، وآمن هوبز بسلطة الملك وحكمه لأنه شعر أن البلد يحتاج إلى شخصية موثوقة، وقائد لتوفير وتوجيه تجاه شعبه.
6- جان جاك روسو (1712-1778) :
كان يقول دوما "عالم الواقع له حدوده، عالم الخيال لا حدود لها"، ولايزال روسو شخصية مهمة وهامة ليس فقط بسبب مساهماته في مجال الفلسفة ولكن لأنه أثر على الكثير من المفكرين في الفترة اللاحقة، وهو معروف بإسهاماته في الفلسفة الأخلاقية والسياسية، كان يقوم بإيجاد طريقة للحفاظ على حرية الإنسان في عالم يعتمد فيه البشر بشكل متزايد على بعضهم البعض لتلبية احتياجاتهم، هو ما يهيمن على فكرة في نظريته الفلسفية، وكان إيمانه يقوم بتحقيق التعايش بين البشر في علاقات المساواة والحرية وهو ما ينعكس بشكل كبير في جميع أعماله، وبالإضافة إلى إسهاماته في الفلسفة كان معروفًا أيضًا روسو بأنه ملحن نشط، ومنظِّر موسيقي وروائي وعالم نبات، وحبه وتقديره لطائفي الطبيعة جعلته له تأثير هام على الحركة الرومانسية.
5- ناجارجونا (150 م - 250 م) :
أحد أهم الفلاسفة البوذيين بعد غوتاما بوذا، كان ناجارجونا راهبًا بوذيًا يُعزى إلى أنه مؤسس مدرسة ماديا ميكا البوذية في ماهيانا، ويوجد أيضًا اتفاق بالإجماع على حقيقة أن ناجارجونا هو أكثر المفكرين الأصليين نفوذاً في تاريخ الفلسفة الهندية، ومع انتشار البوذية في الصين، أصبحت التبت واليابان ودول آسيوية أخرى نقطة مرجعية لا غنى عنها في الإستفسارات الفلسفية، والكثير من روايات حياة ناجارجونا وفلسفاتها موجودة اليوم باللغة الصينية والتبتية مما يجعل من الصعب استخراج تفاصيل دقيقة عن ولادته وحياته بشكل عام.
4- عمانوئيل (1724-1804) :
كان إيمانويل فيلسوفًا ألمانيًا ومن المعروف أنه أحد أكثر الفلاسفة نفوذاً في تاريخ الفلسفة الغربية، كما أنه يعتبر شخصية محورية للفلسفة الحديثة، ويشتهر برأيه القائل بأن العقل البشري يبني التجارب الإنسانية، وهذا السبب هو مصدر الأخلاق، وكانت وجهة نظره الرئيسية هي "ماذا يمكننا أن نعرف" الذي يرد عليه بالقول إن العالم "في حد ذاته" غير معروف وأن الزمان والمكان ليسا سوى أشكال من فهمنا نفسه، وعلاوة على ذلك، كان يهدف إلى حل النزاعات بين النهج التجريبية والعقلانية، وقال إن استخدام العقل دون تطبيقه على التجربة يؤدي فقط إلى أوهام نظريته، وأثرت نظرياته وأفكاره على العديد من المفكرين في ألمانيا وفي جميع أنحاء العالم.
3- فريدريش نيتشه (1844-1900) :
لايزال فريدريش نيتشه، الفيلسوف الألماني أحد أكثر الفلاسفة نفوذاً على الإطلاق، وبدأ نيتشه حياته المهنية كعالم فقه كلاسيكي واستمر في أن يصبح أصغر شاغل لكرسي علم اللغة الكلاسيكي في جامعة بازل عام 1869، عندما كان عمره 24 عامًا فقط، وغالبًا ما يشار إلى نيتشه باعتباره واحداً من الوجوديين الأوائل، إلى جانب سورين كيركغارد (1813-1855)، ويشتهر بالتحدي لأسس المسيحية والأخلاق التقليدية، وكان مهتمًا جدًا بتعزيز الصحة الفردية والثقافية والإبداع والقوة وواقع الحياة بدلاً من ما يكمن وراءها.
ولاتزال فكرة "تأكيد الحياة" أساسية لفلسفته حيث يتساءل عن جميع العقائد، وكان فكره جذابا بشكل خاص للفنانين من النوع الطليعي نسبيا وأصبح نيتشه يتمتع بشعبية كبيرة في الأوساط الفلسفية الفرنسية خلال أواخر القرن العشرين، وفي السنوات الأخيرة من حياته أصبح ضحية عاجزة من الألم الجسدي الشديد حيث تدهورت صحته العامة، ومع ذلك، واصل الكتابة والتعبير عن آرائه الفلسفية في الحياة والمجتمع تثبت قدراته العقلية المذهلة وقوة إرادته.
2- أفلاطون :
مؤسس أكاديمية أثينا، وكان أفلاطون الفيلسوف اليوناني الذي عاش من 428 إلى 348 هو الفيلسوف الشهير والأكثر تأثير على العالم الحالي كذلك، وكان طالب سقراط، ويمكن إرجاع معظم أفكار الفلسفة الغربية والوعظ بها إلى سقراط، الذي لم يسبق له مثيل روى أفلاطون، لدى الفلاسفة العديد من الإقتباسات المهمة، وعندما نتحدث عن أحد أشهر علامات الإقتباس في أفلاطون، يوضح من خلاله أن أي شخص مسؤول عن دولة أو أي قائد يجب أن يكون حكيماً، وإلا فإنهم الحكام غير فعالين، ولا يمكن للعالم أن يكون خاليًا من الشرور إلا من خلال الفلسفة.
1- سقراط (470/469 قبل الميلاد - 399 قبل الميلاد) :
كان يقول دوما " توجد المعرفة الحقيقية في معرفة أنك لا تعرف شيئا" وهو أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، ظل سقراط دائمًا أكثر الفلاسفة نفوذاً في كل العصور، ولد سقراط في 470/469 قبل الميلاد، بأثينا، ليس لدى سقراط أي وثائق لنظرياته وأفكاره، وما نعرفه عن فلسفته هو فقط من خلال الإصدارات الموثقة لبعض طلابه الرئيسيين بما في ذلك أفلاطون، زينوفون، أنتيثينس وأريستيبوس.
وعلى المرء أن يتحول إلى أعمال أفلاطون التي تعبر عن نظريات سقراط إلى حد كبير، وتُعرف هذه الأعمال التي قام بها أفلاطون بالحوارات السقراطية ومن المعروف أنها المصدر الأكثر إفادة عن حياة وفلسفة سقراط، ومع مرور الوقت، أصبح سقراط مشهورًا بمساهمته في مجال الأخلاقيات ونظرية المعرفة.