من المعروف أن الديناصورات كانت كبيرة حقا، وبعضها كان به ريش، وقد انقرضت جميعا منذ 65 مليون عام بعد أن ضرب نيزك عملاق الأرض، ولكن ما الذي لا تعرفه عن الديناصورات ؟ فيما يلي نظرة عامة سريعة وسهلة لأهم النقاط البارزة لما كان يحدث في حقبة الدهر الوسيط.
1- لم تكن الديناصورات هي الزواحف الأولى التي تحكم الأرض :
تطورت الديناصورات الأولى خلال الفترة من منتصف إلى أواخر العصر الترياسي منذ حوالي 230 مليون سنة في جزء من شبه القارة العملاقة بانجيا التي يطلق عليها الآن أمريكا الجنوبية، وقبل ذلك، كانت الزواحف البرية المهيمنة هي الأركوصورات (السحالي الحاكمة)، والثيرابسيدات (الزواحف الشبيهة بالثدييات)، والبيليكوصورات (التي تميزها ديميترودون)، ولمدة 20 مليون سنة أو نحو ذلك بعد تطور الديناصورات كانت الزواحف الأكثر رعبا على وجه الأرض هي التماسيح التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وفقط في بداية العصر الجوراسي قبل 200 مليون سنة بدأت الديناصورات حقا في صعودها إلى الهيمنة.
2- ازدهرت الديناصورات لأكثر من 150 مليون سنة :
مع فترات حياتنا التي تبلغ 100 عام كحد أقصى، فإن البشر ليسوا مهيئين جيدا لفهم الزمن العميق، كما يسميه علماء الجيولوجيا، ولوضع الأمور في نصابها البشر المعاصرون موجودون فقط منذ بضع مئات الآلاف من السنين، والحضارة البشرية بدأت فقط منذ حوالي 10000 عام، ومجرد طرفة عين من خلال المقاييس الزمنية الجوراسية، ويتحدث الجميع عن مدى انقراض الديناصورات بشكل كبير (وبشكل لا رجعة فيه)، ولكن بالحكم على مدى 165 مليون سنة التي تمكنت من البقاء على قيد الحياة فقد تكون أكثر الحيوانات الفقارية نجاحا على الإطلاق في استعمار الأرض.
3- تتكون مملكة الديناصورات من فرعين رئيسيين :
قد تعتقد أنه سيكون من المنطقي للغاية تقسيم الديناصورات إلى آكلات النباتات وآكلات اللحوم، ولكن علماء الأحافير يرون الأشياء بشكل مختلف ويميزون بين الديناصورات سحليات الورك والطيور الوركية، وتشمل الديناصورات سحليات الورك كلا من ذوات الأرجل آكلة اللحوم والصربوديات العاشبة، والبروصوربوديات، بينما تمثل الطيور الوركية ما تبقى من الديناصورات الآكلة للنبات، بما في ذلك الهدروصورات، والأورنيثوبودات، والسيراتوبسيان من بين أنواع الديناصورات الأخرى، ومن الغريب أن الطيور تطورت من الديناصورات سحليات الورك بدلا من الطيور الوركية.
4- تطورت الديناصورات (بشكل مؤكد) إلى طيور :
ليس كل علماء الحفريات مقتنعون بذلك، فهناك بعض النظريات البديلة (وإن لم تكن مقبولة على نطاق واسع) ولكن الجزء الأكبر من الأدلة يشير إلى أن الطيور الحديثة قد تطورت من ديناصورات صغيرة ذات ريش ذوات الأقدام خلال أواخر العصر الجوراسي والعصر الطباشيري، ومع ذلك، ضع في اعتبارك أن هذه العملية التطورية ربما حدثت أكثر من مرة وأنه كانت هناك بالتأكيد بعض الطرق المسدودة على طول الطريق (شاهد ميكرورابتور الصغير ذو الريش والأجنحة الأربعة، والذي لم يترك أحفادا أحياء)، وفي الواقع، إذا نظرت إلى شجرة الحياة أي وفقا للخصائص المشتركة والعلاقات التطورية فمن المناسب تماما الإشارة إلى الطيور الحديثة على أنها من الديناصورات.
5- كانت بعض الديناصورات من ذوات الدم الحار :
الزواحف الحديثة مثل السلاحف والتماسيح من ذوات الدم البارد مما يعني أنها بحاجة إلى الإعتماد على البيئة الخارجية للحفاظ على درجات حرارة أجسامها الداخلية، والثدييات والطيور الحديثة من ذوات الدم الحار، أو ماصة للحرارة، حيث تمتلك عمليات أيض نشطة منتجة للحرارة تحافظ على درجة حرارة الجسم الداخلية الثابتة، بغض النظر عن الظروف الخارجية، وهناك حالة قوية يجب إثباتها على الأقل أن بعض الديناصورات آكلة اللحوم وحتى عدد قليل من الأورنيثوبودات يجب أن تكون ماصة للحرارة لأنه من الصعب تخيل نمط حياة نشط يغذيه التمثيل الغذائي بدم بارد، ومن ناحية أخرى، من غير المرجح أن تكون الديناصورات العملاقة مثل أرجنتينوصور من ذوات الدم الحار لأنها كانت ستطهو نفسها من الداخل إلى الخارج في غضون ساعات.
6- كانت الغالبية العظمى من الديناصورات أكلة النباتات :
تحصل الحيوانات آكلة اللحوم الشرسة مثل الديناصورات تي ريكس وجيجانتوصورص على اهتمام كل وسائل الإعلام، ولكن من حقائق الطبيعة أن الحيوانات المفترسة التي تأكل اللحوم في أي نظام بيئي معين قليلة العدد مقارنة بالحيوانات التي تأكل النباتات التي تتغذى عليها (والتي هي نفسها تعيش على الكميات الهائلة من النباتات اللآزمة للحفاظ على مثل هذه التجمعات السكانية الكبيرة)، وبالقياس على النظم البيئية الحديثة في أفريقيا وآسيا ربما جابت الهادروصورات العاشبة، والأورنيثوبودات وبدرجة أقل من الصربوديات قارات العالم في قطعان شاسعة تصطادها مجموعات متناثرة من ذوات الأرجل الكبيرة والصغيرة والمتوسطة الحجم.
7- لم تكن كل الديناصورات غبية بنفس القدر :
صحيح أن بعض الديناصورات الآكلة للنبات مثل سيتيجوصورص لديها أدمغة صغيرة جدا مقارنة ببقية أجسامها لدرجة أنها ربما كانت أكثر ذكاء قليلا من السرخس العملاق، ولكن الديناصورات آكلة اللحوم كبيرة وصغيرة، تتراوح من الديناصورات ترودون إلى الديناصورات تي ريكس، وتمتلك كميات أكثر من المادة الرمادية مقارنة بحجم أجسامها، وتتطلب هذه الزواحف رؤية ورائحة وخفة حركة وتنسيقا أفضل من المتوسط لمطاردة الفريسة بشكل موثوق (دعونا لا ننجرف، ورغم ذلك حتى أذكى الديناصورات كانت فقط على قدم المساواة مع النعام الحديث).
8- عاشت الديناصورات في نفس الوقت الذي عاشت فيه الثدييات :
يعتقد الكثير من الناس خطأً أن الثدييات لم تكن موجودة مع الديناصورات منذ 65 مليون سنة التي ظهرت في كل مكان دفعة واحدة ومع ذلك فإن الحقيقة هي أن الثدييات المبكرة عاشت جنبا إلى جنب مع الصربوديات والهادروصورات والتيرانوصورات (عادة ما تكون عالية في الأشجار، بعيدة عن حركة السير الكثيفة) لمعظم حقبة الدهر الوسيط، وفي الواقع، لقد تطورت في نفس الوقت تقريبا خلال أواخر العصر الترياسي من مجموعة من الزواحف ثيرابسيد، وكانت معظم هذه الأشجار المبكرة بحجم الفئران والزبابة، ولكن القليل منها (مثل ريبينوماموس الذي يأكل الديناصورات) نما إلى أحجام محترمة تصل إلى 50 رطلا أو نحو ذلك.
9- لم تكن التيروصورات والزواحف البحرية ديناصورات تقنيا :
كلمة الديناصورات تنطبق فقط على الزواحف التي تعيش على الأرض والتي تمتلك بنية محددة في الورك والساق ومن بين الخصائص التشريحية الأخرى، وبقدر ما كانت بعض الأجناس مثل كويتزالكوتلس وليوبليوردون) كبيرة ومثيرة للإعجاب فإن التيروصورات الطائرة والسباحة البليسيوصورص (الإكثيوصورات والموساسور) لم تكن من الديناصورات على الإطلاق وبعضها لم يكن حتى مرتبطا ارتباطا وثيقا بالديناصورات، باستثناء حقيقة أنها مصنفة أيضا على أنها زواحف، وأثناء تواجدنا في هذا الموضوع، كان ديميترودون الذي غالبا ما يوصف بأنه ديناصور في الواقع نوعا مختلفا تماما من الزواحف التي ازدهرت قبل عشرات الملايين من السنين قبل تطور الديناصورات الأولى.
10- الديناصورات لم تنقرض كلها في نفس الوقت :
عندما اصطدم هذا النيزك بشبه جزيرة يوكاتان قبل 65 مليون سنة، لم تكن النتيجة كرة نارية ضخمة أدت على الفور إلى حرق جميع الديناصورات على الأرض إلى جانب التيروصورات والزواحف البحرية، وبدلاً من ذلك، استمرت عملية الإنقراض لمئات وربما آلاف السنين حيث أدى انخفاض درجات الحرارة العالمية، ونقص ضوء الشمس، وما نتج عنه من نقص في الغطاء النباتي إلى تغيير عميق في السلسلة الغذائية من الأسفل إلى الأعلى، وقد تكون بعض مجموعات الديناصورات المعزولة، التي تم عزلها في زوايا نائية من العالم قد نجت لفترة أطول قليلا من إخوانها ولكن من المؤكد أنهم ليسوا على قيد الحياة اليوم.