مرت فترات خلال تاريخ اأرض تعرضت فيها لكوارث طبيعية أدت إلى إنقراض جماعي لكل الكائنات الحية التي كانت تعيش على متنها، ويستثنى من ذلك بعض الكائنات الحية التي إستطاعت الهروب من هذا الإنقراض، وقد يظن البعض أن الإنقراض الجماعي مر على الأرض مرة واحدة فقط وذلك خلال العصر الطباشيري الثلاثي الذي إنقرضت فيه الديناصورات قبل 54 مليون سنة، ولكن، في الواقع تعرضت الأرض إلى عديد من الإنقراض الجماعي منذ تطور الحياة البكتيرية الأولى قبل حوالي ثلاثة مليارات سنة، ونحن نواجه خطر الإنقراض الحادي عشر حيث يهدد الإحتباس الحراري بتعطيل النظم البيئية لكوكبنا.
1- الإنقراض الجماعي بسبب أزمة الأكسجين الكبرى :
حدثت نقطة تحول رئيسية في تاريخ الحياة قبل 2.5 مليار سنة عندما طورت البكتيريا القدرة على التمثيل الضوئي أي استخدام ضوء الشمس لفصل ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الطاقة، وكان المنتج الثانوي الرئيسي لعملية التمثيل الضوئي هو الأكسجين، الذي كان ساما للكائنات اللاهوائية (التي لا تتنفس الأكسجين) التي ظهرت على الأرض منذ 3.5 مليار سنة مضت، وبعد مرور مائتي مليون سنة على تطور عملية التمثيل الضوئي، تراكمت كمية كافية من الأكسجين في الغلاف الجوي وحدث الإنقراض الجماعي لمعظم الحياة اللاهوائية للأرض (باستثناء البكتيريا التي تعيش في أعماق البحار).
2- الإنقراض الجماعي بسبب كرة الثلج الأرضية :
أكثر من فرضية مدعومة جيدا من حقيقة مثبتة، تفترض أن سطح كوكبنا بأكمله كان متجمدا في كل مكان منذ 700 إلى 650 مليون سنة مضت، مما أدى إلى الإنقراض الجماعي لمعظم حياة التمثيل الضوئي، وفي حين أن الأدلة الجيولوجية على كرة الثلج قوية، إلا أن سببها محل نزاع شديد، وتتراوح الأحداث المحتملة من الإنفجارات البركانية إلى التوهجات الشمسية إلى التذبذب الغامض في مدار الأرض، وبافتراض حدوث ذلك بالفعل، فقد يكون عندما اقتربت الحياة على كوكبنا من الإنقراض الجماعي الكامل أصبحت غير قابلة للإسترداد.
3- الإنقراض الجماعي في نهاية عصر الأدياكاري :
ليس الكثير من الناس على دراية بعصر الأدياكاري، ولسبب وجيه، هذا الإمتداد للوقت الجيولوجي (من 635 مليون سنة إلى أعتاب الفترة الكمبرية) تم تسميته رسميا فقط من قبل المجتمع العلمي في عام 2004، وخلال عصر الأدياكاري، لدينا أدلة أحفورية على كائنات بسيطة متعددة الخلايا ذات بنية ناعمة تسبق الحيوانات ذات القشرة الصلبة لعصر الحقب القديم، ومع ذلك، في الرواسب التي يرجع تاريخها إلى نهاية عصر الأدياكاري تختفي هذه الأحافير، وهناك فجوة تبلغ بضعة ملايين من السنين قبل ظهور الكائنات الحية مرة أخرى بكثرة.
4- الإنقراض الجماعي في العصر الكمبري الأردوفيسي :
قد تكون على دراية بالإنفجار الكمبري، وهذا هو الظهور في السجل الأحفوري قبل 500 مليون سنة من العديد من الكائنات الغريبة، معظمها ينتمي إلى عائلة المفصليات، ولكن ربما تكون أقل دراية بحدث الإنقراض الجماعي الكامبري الأردوفيسي الذي شهد اختفاء عدد كبير من الكائنات البحرية، بما في ذلك المفصليات ثلاثية الفصوص وذراعيات الأرجل، والتفسير الأكثر ترجيحا هو الإنخفاض المفاجئ وغير المبرر في محتوى الأكسجين في محيطات العالم في وقت لم تصل فيه الحياة بعد إلى اليابسة.
5- الإنقراض الجماعي في العصر الأردوفيسي :
في الواقع، كان الإنقراض الجماعي الأردوفيسي يتألف من انقراضين منفصلين أحدهما حدث قبل 447 مليون سنة، والآخر قبل 443 مليون سنة، وبحلول هذا الوقت انخفض عدد اللافقاريات البحرية في العالم (بما في ذلك البراكيود، وذوات الصدفتين، والشعاب المرجانية) بنسبة 60 في المائة، وسبب الإنقراض الأردوفيسي الذي لا يزال لغزا، وتتراوح الأحداث من انفجار سوبر نوفا (كان من شأنه أن يعرض الأرض لأشعة جاما القاتلة) على الأرجح، وإطلاق المعادن السامة من قاع البحر.
6- الإنقراض الجماعي في أواخر العصر الديفوني :
مثل الإنقراض الجماعي الأردوفيسي، يبدو أن الإنقراض الديفوني المتأخر قد تألف من سلسلة من النبضات، والتي ربما امتدت لفترة تصل إلى 25 مليون سنة، وبحلول الوقت الذي استقر فيه الطمي، انقرض حوالي نصف جميع الأجناس البحرية في العالم، بما في ذلك العديد من الأسماك القديمة التي اشتهرت بها الفترة الديفونية، ولا أحد متأكد تماما من سبب الإنقراض الجماعي الديفوني، وتتضمن الأحداث تأثير نيزك أو تغيرات بيئية شديدة أحدثتها أول النبتات في العالم.
7- الإنقراض الجماعي في العصر البرمي الترياسي :
أم كل أحداث الإنقراض الجماعي، كان حدث الإنقراض البرمي الترياسي كارثة عالمية حقيقية، حيث قضى على 95٪ من الحيوانات التي تعيش في المحيط و 70٪ من الحيوانات الأرضية، وكان الدمار شديدا جدا لدرجة أن الأمر استغرق 10 ملايين سنة للتعافي، وللحكم على السجل الأحفوري الترياسي المبكر، وفي حين أنه قد يبدو أن حدثا بهذا الحجم كان يمكن أن يكون ناتجا فقط عن تأثير النيزك، فإن الأحداث الأكثر احتمالا تشمل النشاط البركاني الشديد أو الإطلاق المفاجئ لكميات الميثان السامة من قاع البحر.
8- الإنقراض الجماعي في العصر الترياسي الجوراسي :
أدى حدث الإنقراض الجماعي في العصر الطباشيري الثلاثي إلى إنهاء عصر الديناصورات، ولكن حدث الإنقراض الترياسي الجوراسي هو الذي جعل الفترة طويلة، وبحلول نهاية هذا الإنقراض الجماعي (السبب الدقيق لا يزال موضع جدل)، وتم مسح معظم البرمائيات الكبيرة التي تعيش في الأرض من على وجه الأرض، إلى جانب غالبية الأركوصورات ووحشيات الأقواس، وتم تمهيد الطريق للديناصورات للعيش في هذه المنافذ البيئية الشاغرة (والتطور إلى أحجام عملاقة حقا) خلال الفترات الجوراسية والطباشيرية اللاحقة.
9- الإنقراض الجماعي في العصر الطباشيري الثلاثي :
ربما لا توجد حاجة لإعادة سرد القصة المألوفة قبل 65 مليون سنة مع سقوط نيزك يبلغ عرضه ميلين في شبه جزيرة يوكاتان، مما رفع غيوما كثيفة من الغبار في جميع أنحاء العالم وأدى إلى كارثة بيئية تسببت في الإنقراض الجماعي للديناصورات والتيروصورات والزواحف البحرية، وبصرف النظر عن الدمار الذي أحدثه، إلا أن الإفتراضات الدائمة لحدث الإنقراض الجماعي في العصر الطباشيري الثلاثي لا يمكن أن يحدث إلا بتأثيرات النيزك، وإذا كنت قد قرأت هذا الحد، فأنت تعلم أن هذا ببساطة ليس صحيحا.
10- الإنقراض الجماعي الرباعي :
الإنقراض الجماعي الوحيد الذي تسبب فيه البشر (جزئيا على الأقل)، حيث أن حدث الإنقراض الرباعي تسبب في إنقراض معظم الثدييات ذات الحجم الزائد في العالم بما في ذلك الماموث الصوفي والنمر ذو أسنان السيف والمزيد من الأجناس الكوميدية مثل حيوان ألومبت العملاق والقندس العملاق، وفي حين أنه من المغري أن نستنتج أن هذه الحيوانات تم اصطيادها من قبل الإنسان لعاقل في وقت مبكر، فإنها ربما استسلمت أيضا لتغير المناخ التدريجي والتدمير الذي لا يرحم لموائلها المعتادة (ربما من قبل المزارعين الأوائل الذين يزيلون الغابات للزراعة).