في 25 فبراير 1964 ، فاجأ الملاكم البرازيلي كلاي البالغ من العمر 22 عامًا عالم الرياضة بفوزه على بطل الوزن الثقيل سوني ليستون في ميامي بيتش بولاية فلوريدا ، حيث إنه فاز عليه بسبعة أشواط مقابل شوط واحد، ثم فاجأ العالم مرة أخرى ولكن هذه المرة ليس عالم الرياضة فقط بل العالم بأكمله - بإعلانه إسلامه وقد عُرف بعدها باسم محمد علي كلاي .. أسطورة الملاكمة على مر التاريخ .
ولد كاسيوس ماركوس كلاي في عام 1942 في مدينة لويفيل كنتاكي ، وقد حقق خلال مسيرته عدد من الإنجازات المهمة، سواء على المستوى المهني أو على المستوى الإنساني فقد عُرف أيضًا بنشاطاته الخيرية العديدة، كما كانت له كاريزما جعلته محبوب الجماهير.. وهنا في هذا المقال نحن نقدم لك عزيزي القارئ دعوة لتكتشف معنا معلومات مدهشة حول واحد من أعظم الشخصيات الرياضية في القرن العشرين ...
1. الدراجة التي أطلقت مسيرته في الملاكمة :
عندما كان كلاي يبلغ من العمر 12 عامًا، سُرقت دراجته المفضلة في أكتوبر 1954 ، أبلغ عن السرقة ضابط الشرطة جو مارتن في لويسفيل ، كنتاكي وتعهد كلاي أنه سيضرب الجاني، وكان جو مارتن وقتها مدربًا للملاكمة واقترح عليه أولاً أن يتعلم كيفية القتال ، وبعد ستة أسابيع فاز كلاي بأول مباراة له للملاكمة.
2. اسمه في الأصل على شرف اثنين من محاربي العنصرية :
تم تسمية المقاتل كلاي علي اسم والده الذي كان مزارعًا ضد العبودية من القرن التاسع عشر ، وقد حرر العبيد الأربعين الذين ورثهم عن والده ، أما عن محرر العبودية الآخر في حياة محمد علي كلاي هو ابن عمه من ولاية كنتاكي السناتور هنري كلاي ، الذي قام بتحرير صحيفة مناهضة للعبودية ، وقاد القوات في الحرب المكسيكية الأمريكية، وعمل كوزير لروسيا في عهد الرئيس إبراهام لنكولن ، ووقف في تحدٍ للاتفاقيات الجنوبية في ذلك الوقت .
وقد واجه هنري كلاي أكثر من تهديد بالقتل كما تعرض للضرب والطعن وتم إطلاق النار عليه من قبل خصوم سياسيين ، لكنه عاش حتى سن الثانية والتسعين عامًا.
3. قبل أن يعرف باسم محمد علي كلاي ، غير اسمه إلي كاسيوس إكس :
في الصباح التالي بعد هزيمة ليستون ، أكد بطل الوزن الثقيل الجديد التقارير التي تفيد بأنه أعتنق الدين الأسلامي الحنيف، وبينما كان مالكولم إكس إلى جانبه ، أخبر البطل المراسلين أنه تخلى عن لقبه ، وسيعرف باسم "كاسيوس إكس" ، إلى أن منحه زعيم أمة الإسلام إيليا محمد اسمًا جديدا، وقد تم منحه اسم محمد علي كلاي في 6 مارس 1964.
4. تم وقف محمد علي عن الملاكمة لمدة ثلاث سنوات :
مع احتدام حرب فيتنام عام 1967 ، رفض محمد علي كلاي الخدمة في الجيش الأمريكي لأسباب دينية ، وتم القبض على بطل الوزن الثقيل ، وعلقت لجنة ولاية نيويورك الرياضية على الفور رخصته للملاكمة وجردته من لقبه، وأُدين محمد علي كلاي بتهمة التهرب من التجنيد ، وحُكم عليه بالسجن لمدة أقصاها خمس سنوات وغرامة قدرها 10000 دولار .
على الرغم من أنه ظل حرًا في حين تم الطعن على الحكم، وفي عام 1970 أمرت المحكمة العليا لولاية نيويورك بإعادة رخصته للملاكمة ، وعاد إلى الحلبة ليلاكم جيري كواري في أكتوبر 1970 ، وفي العام التالي ألغت المحكمة العليا الأمريكية إدانة محمد علي كلاي بقرار جماعي.
5. تألق محمد علي كلاي في مسرحية برودواي الموسيقية :
خلال تغيبه من الحلبة الذي استمر 43 شهرًا ، أخذ دورًا على المسرح حيث لعب دورًا في المسرحية الموسيقية "باك وايت" ، ولكن أغلقت "باك وايت" في وقت لاحق بعد سبعة عروض فقط ، أما عن دور محمد علي كلاي في هذه المسرحية فقد كان يلعب دور محاضرًا أسود متشددًا ، وكتب أحد مراجعي النيويورك تايمز عنه قائلًا "إنه يغني بصوت غير شخصي لطيف ، ويعمل دون حرج ويتحرك بكرامة فطرية ، فهو فخور بنفسه كثيرًا. "
6. سجل ألبومًا من الآيات المحكية :
كان محمد علي كلاي شاعر موسيقي في الملاكمة ؛ إذ كان يؤلف الآيات والكلمات التي كان يسخر فيها من المعارضين وأيضًا الآيات التي أشاد فيها بنفسه ، وقد كان هذا الأسلوب أسلوب شائعًا لدرجة أن شركة كولومبيا ريكوردز أصدرت ألبومًا محكيًا عام 1963 بعنوان "أنا أعظم" ، والذي أدى فيه النجم الصاعد البالغ من العمر 21 عامًا قصائده ، وتضمن الألبوم أغنيتين من قِبل الملاكم .
7. لدى محمد علي كلاي جذور إيرلندية :
ربما لم يكن مفاجئًا بالنظر إلى موهبة محمد علي كلاي أن جده الأكبر "آبي جرادي" كان رجلًا إيرلنديًا هاجر إلى الولايات المتحدة واستقر في ولاية كنتاكي في ستينيات القرن التاسع عشر، وهناك تزوج عبدة حرة ، وكان أحد أحفادهم والدة محمد علي كلاي ، أوديسا لي جرادي كلاي، وفي عام 2009 زار كلاي موطن أجداد جده في مدينة غينيس ، إيرلندا ، والتقى مع أقاربه من عشيرة جرادي.
8. استعاد لقب الوزن الثقيل في الرابعة صباحًا :
في عام 1974 ، حصل محمد علي كلاي ، البالغ من العمر 32 عامًا ، على لقب بطل الأمم المتحدة حيث لاكم جورج فورمان (25 عامًا) ، وكان الرئيس الديكتاتوري زائير موبوتو سيسي سيكو يسعى وقتها إلى توليد دعاية إيجابية لبلاده ، لذا دفع مبلغ خمسة ملايين دولار لمقاتلة كل منهما في العاصمة كينشاسا لكي يتمكن الجمهور الأمريكي من مشاهدة القتال في وقت الذروة ، وبدأت المباراة في الساعات الأولى من الصباح قبل أن تشرق الشمس على إفريقيا ، وفاز محمد علي كلاي في دور الثمانية بالضربة القاضية لاستعادة لقب الوزن الثقيل الذي تم تجريده منه قبل سبع سنوات.
9. ميداليته الذهبية الأولمبية غرقت في قاع النهر :
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية ، سافر المقاتل البالغ من العمر 18 عامًا إلى روما وفاز بالميدالية الذهبية للوزن الخفيف في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1960 ، وقد كتب كلاي في سيرته الذاتية عام 1975 أنه بعد عودته إلى لويزفيل ، رمى بالميدالية الذهبية من على أحد الجسور إلى نهر أوهايو للاحتجاج على العنصرية التي لا يزال يواجهها في مسقط رأسه ، وخلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1996 ، قام بإشعال النار في الميدالية الذهبية في مراسم الافتتاح ، إلا إنه حصل علي ميدالية ذهبية بديلة.
10. القفازات التي ارتداها لهزيمة ليستون أكسبته مالاً أكثر من النصر نفسه :
بعد ما يقرب من 50 عامًا اليوم على فوز محمد على كلاي ببطولة الوزن الثقيل للمرة الأولى ، قام مشترِ مجهول بشراء القفازات التي ارتداها كلاي لهزيمة ليستون في الدور الثاني بالضربة القاضية الفنية مقابل 836 ألف دولار وهو مبلغ أكبر من ما كسبه محمد علي كلاي من المباراة نفسها حيث حصل علي 630,000 دولار فقط من أجل الفوز بالمباراة.