موناليزا التي ألهمت ابتسامتها الغريبة وجاذبيتها الخالدة الدراسة الأكاديمية والمضاهاة الفنية لأكثر من خمسة قرون، تظل قصة هذه الصورة المحيرة أكثر ثراء مما تبدو عليه، واليوم سنتعرف على بعض الأسرار التي لم تكن تعرفها عن موناليزا.
1- الموناليزا ليس اسمها الحقيقي :
كانت موضوع اللوحة هي ليزا جيرارديني، التي كانت عشق زوجها الثري فرانشيسكو ديل جيوكوندو، وهذا ما يفسر أن اللوحة كانت الأقل انتشارًا بسبب اسمها، واسم موناليزا كما يطلق عليه الإيطاليون يترجم تقريبًا إلى سيدتي ليزا.
2- أفتتن نابليون بها بشدة، ثم افتتن بسليلتها :
كان الإمبراطور الفرنسي في يوم من الأيام يحاصر موناليزا في غرفة نومه، حيث كان يفترض أن يرضي جمالها لساعات لا توصف، ولقد قيل إن انبهاره بالرسم كان مصدر إلهام للجميلة الإيطالية تريزا غوداني، التي كانت في الواقع من سلالة ليزا جيرارديني.
3- موناليزا أصغر مما قد تظن :
تأثير لوحة الموناليزا في الثقافة ضخم جدا، لكن حجم الصورة على اللوحة الزيتية على الخشب تبلغ فقط 30 في 21 بوصة وتزن 8 كيلوجرام فقط، لذلك فهي أصغر مما قد تظن.
4- حواجب موناليزا هي محل نقاش :
يدعي البعض أن افتقار الشخص إلى الدهشة يمثل أسلوبًا راقيًا في ذلك الوقت، ويصر آخرون على أن حاجبيها غير الواضحة دليل على أن موناليزا هي تحفة غير منتهية، لكن في عام 2007 كشفت عمليات مسح رقمية تفصيلية للغاية للرسم على أن دافينشي رسم على الحاجبين والرموش كانت أكثر جرأة وقد تلاشى كل منهما بمرور الوقت أو وقع ضحية سنوات من أعمال الترميم.
5- موناليزا كسرت الكثير من القلوب :
تم عرض الصورة لأول مرة على الجمهور في متحف اللوفر في عام 1815، مما أثار الإعجاب، حيث صعدت سلسلة من "الخاطبين الذين يحملون الزهور والقصائد والملاحظات العنيفة الدرج الكبير من متحف اللوفر للتحديق في عيونها الشفافة والحارقة"، فقد خطفت أنظار الكثير من الرجال، ولوحة موناليزا لديها بالفعل صندوق بريد خاص بها في متحف اللوفر بسبب كل خطابات الحب التي تتلقاها.
6- توفي الرجال من حب موناليزا :
في عام 1852، قام فنان يدعى لوك ماسبيرو بإلقاء نفسه من الطابق الرابع في فندق باريسي، تاركاً ملاحظة انتحارية تقول "لقد ظللت لسنوات طويلة أعيش بإبتسامتها، والآن أنا أفضل أن أموت"، ثم في عام 1910، جاء واحد من المعجبين بها فقط ليطلق النار على نفسه بينما كان ينظر إليها.
7- لوحة موناليزا حرفيا لا تقدر بثمن :
في الستينيات، ذهبت اللوحة في جولة حيث حصلت على تقييم تأمين بقيمة 100 مليون دولار، لكن للسياسة الأمنية لم تُخرج أبداً من مكانها لأن الأقساط كانت أكثر من التكلفة الأمنية.
8- تجلس لوحة موناليزا في أجمل سجن في العالم :
تحصل لوحة موناليزا على غرفتها الخاصة في متحف اللوفر، الذي يسيطر عليه مناخ معين للحفاظ عليها في بيئة مثالية بالإضافة إلى ذلك، يتم تغليف اللوحة في الزجاج المضاد للرصاص لمنع التهديد والإصابة.
9- لوحة موناليزا تعرضت للهجوم :
إذا نظرت عن كثب في المرفق الأيسر للوحة، فقد تلاحظ الضرر الذي أحدثه أوغو أنغازا فيليغاس، وهو بوليفي القي بصخرة على اللوحة عام 1956، وقبل بضعة أشهر، قام مهاجم فني آخر بوضع الحمض على اللوحة في القسم السفلي، وقد ألهمت هذه الهجمات الجهات الأمنية بصنع الزجاج المضاد للرصاص، والذي نجح في عام 2009 في صدّ قدح تذكاري قذفه سائح روسي غاضب حرم من الجنسية الفرنسية.
10- فرنسا حزنت بشكل جماعي عندما اختفت موناليزا :
في عام 1911، سُرقت الموناليزا من متحف اللوفر، وقارنت صحيفة نيويورك تايمز بأثر رجعي حزن الشعب الفرنسي حيث أن هذا الحزن شوهد في أعقاب وفاة الأميرة ديانا في عام 1997، وتدفق الآلاف إلى متحف اللوفر للتحديق في الصدمة على الجدار الفارغ حيث كانوا يتركون الزهور والمذكرات وغيرها من التذكارات.
11- كان بابلو بيكاسو مشتبهاً به ولكنه لم يسرقها :
تم القبض علي بيكاسو لأنه اتهم بشراء قطع اللوفر المسروقة من قبل، وتم القبض على بيكاسو لاستجوابه، لكن اللص الحقيقي لم يتم القبض عليه حتى عام 1913، وكان اللص الحقيقي موظف فني في متحف اللوفر يدعي فينتشينزو بيروجيا وكان قوميًا إيطاليًا قام بتهريب اللوحة تحت ثوبه لأنه شعر بأن لوحة موناليزا تنتمي إلى وطنه ودا فينشي الفنان الإيطالي وليس فرنسا، وبعد إخفائه لمدة عامين، تم ضبط بيروجيا في محاولة لبيع الموناليزا إلى تاجر للفنون في فلورنسا، ومع ذلك، حصل لفترة قصيرة على رغبته، حيث أن لوحة الموناليزا قامت بجولة في إيطاليا قبل أن تعود إلى باريس.
12- نشأت الشكوك في أن السرقة لم تكن عملا منفردا :
على الرغم من أن بيروجيا كان الوحيد الذي تمت محاكمته بسبب الجريمة، فإنه من غير المحتمل أنه تصرف بمفرده، ففي وقت السرقة، كانت لوحة الموناليزا مغطاة بغطاء من الخشب الثقيل وزجاج، وكان من شأنها أن تزن حوالي 90 كيلوجرام، مما يجعل من المستبعد أن يسحبها بيروجيا من الحائط لوحده.
وبعد عدة سنوات، اعترف رجل أطلق على نفسه اسم "ماركيز أوف فيل أوف هيل" للمراسل الأمريكي كارل ديكر بأنه العقل المدبر الحقيقي وراء سرقة الموناليزا على شرط أن تبقى قصته سرية حتى وفاته، وتم الكشف عن أن بيروجيا كان واحدا من ثلاثة رجال تم الدفع لهم بسخاء لسرقتها، وبهذه الطريقة، يمكن للماركيز بيع عدة لوحات مزورة بمبالغ باهظة، وكان جمال كل عملية احتيال يقوم بها هو أن كل مشترٍ كان يعتقد أنه يمتلك الموناليزا المفقودة الأصلية، ولا نعرف الي الآن ما إذا كان الماركيز يقول الحقيقة أم لا، فلايزال هذا الموضوع موضوعًا ساخنًا.
13- عودتها ألهمت إتجاه الموضة كله :
في كتابها "الموناليزا والحياة المكتشفة"، كتبت الصحفية ديانا هيلز وقالت إن "الموناليزا تبنت مظهر نساء المجتمعات" حيث غمرن المسحوق الأصفر على وجوههن وأعناقهن ليشير إلى بشرتها الذهبية، وفي الملاهي الباريسية، إرتدى الراقصون ملابس مثلها، وكانوا يشيرون إلى شيء ما وراء الشعبية البرية للرسم، وقد تركت الموناليزا في متحف اللوفر عملاً فنياً كان أول رمز للفن الشامل.
14- إبتسامتها لا تتغير، ولكن دماغك تفعل :
سواء كانت هذه الإبتسامة تبهر أو لا تبهر الفنانين والمؤرخين طويلاً، إلا أنه في عام 2000، طبقت الدكتورة مارغريت ليفينغستون، عالمة الأعصاب في جامعة هارفارد، طريقة علمية لمعرفة سبب تحول ابتسامة الموناليزا، ودرست كل شيء عن مكان تركيزك مع هذه الإبتسامة، وكيف يستجيب دماغك لها.