لقد أمضت الحيوانات مئات الملايين من السنين في التطور، لذلك كان لديها متسع من الوقت للتوصل إلى بعض التصميمات الرائعة جدا، ومن النتائج المرحة مثل خلد الماء منقار البط والسمكة المنتفخة إلى أمثال الأسود والفيلة المهيبة، وفي قائمتنا بعض من الحيوانات المموهة المذهلة والتي يمكنها التخفي ومن الصعب رؤيتها، وربما تكون أكثر الحيوانات التي لا نراها مدهشة، فلقد تطورت بعض الحيوانات المموهة بشكل حاد مع بيئتها لدرجة أنها استمرت في التهرب من الملاحظة العلمية حتى يومنا هذا.
1- السلطعون المرجاني من الحيوانات المموهة:
السلطعون المرجاني هو نوع من سرطان البحر يوجد في المياه المحيطة بإندونيسيا، ومن الحيوانات المموهة الرائعة، وتنمو هذه السرطانات الضخمة إلى 1.5 إلى 2 سم (0.6-0.8 بوصة)، وتقضي معظم حياتها تقريبا في العيش في المرجان الناعم، مما يمنحها اسمها الشائع السلطعون المرجاني الناعم، والشعاب المرجانية التي يعيشون فيها كثيفة ورقيقة للغاية مما أدى إلى لقب مرجان حلوى القطن.
وتعيش السرطانات عن طريق التغذية على العوالق التي تعلق في الشعاب المرجانية، مما يمنحها أسبابا قليلة للمغادرة، وأصدافهم مغطاة بمغازل صغيرة تشبه أغصان الشعاب المرجانية، ولكن السرطانات تأخذ الأمور خطوة إلى الأمام من خلال اقتلاع أجزاء من المرجان وربطها بالأشواك الموجودة على أصدافها، ومنحها أسمائها الأخرى سرطان البحر.
2- فراشة الورقة الميتة من الحيوانات المموهة:
فراشة الورقة الميتة هو نوع من العث يمكن العثور عليه في كل من الصين وتايوان، ومن الحيوانات المموهة المذهلة، فأثناء الطيران تبدو تماما مثل أي فراشة أخرى تحطم رأسها بشكل متكرر ضد الضوء، ولكن عندما تهبط تبدو وكأنها شيء مختلف تماما، وتشبه فراشة الأوراق الميتة إلى حد كبير إنها تبدو وكأنها ورقة ميتة.
وتستريح أجنحة الفراشة بشكل عمودي مما يعني أنها لا تبدو وكأنها ورقة ميتة فحسب، وتبدو وكأنها متوازنة تماما من جانبها، ومع ذلك، فإن عثة الأوراق الميتة تقدم أداء أكثر إقناعا، وأجنحتها لا تبدو فقط مثل الأوراق الميتة وتبدو وكأنها تلك التي تلتف بعد جفافها، وتصطف الأوردة في أجنحتها بشكل مثالي مع أنماطها، مما يخلق تأثيرا ثلاثي الأبعاد واقعيا بشكل لا يصدق مكتمل بالظلال.
3- عنكبوت السلطعون الأبيض المخطط من الحيوانات المموهة:
تم العثور على أشكال من عنكبوت السلطعون الأبيض المخطط من أكثر الحيوانات المموهة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا، وكان يعتبر عنكبوتا غير ملحوظ إلى حد ما حتى وقت قريب، عندما تم اكتشاف أن هذا العنكبوت لا يمتلك فقط التمويه ولكن لديه تمويه نشط، فبدلا من استخدام الشبكة لاصطياد الفريسة، يجلس هذا العنكبوت فوق أزهار وينقض على أي شيء يقترب منه كثيرا.
ونظرا لأن العناكب نفسها عادة ما تكون بيضاء أو صفراء، فإنها تميل إلى التمسك بنباتات من تلك الألوان، ولكن في عام 2015 فقط أدرك العلماء أن إناث عناكب السلطعون البيضاء يمكنها التبديل ذهابا وإيابا بين الألوان عن طريق تحريك السوائل المصطبغة عبر أجسامها، والسبب في أننا لم نلاحظ هذا من قبل هو أنه أبطأ تمويه على الإطلاق، ويستغرق لون العنكبوت ما بين ثلاثة إلى تسعة أيام حتى يتغير تماما، لذلك يسهل عليهم العثور على زهرة تطابق لونها الحالي بدلا من مطابقة أي زهرة يعثرون عليها.
4- الوزغة المغربية من الحيوانات المموهة:
الحرباء هي أشهر الحيوانات عندما يتعلق الأمر بالتمويه، حيث يغيرون اللون عن طريق تغيير طبقات الجلد السفلية المبطنة بالبلورات النانوية، ويعمل شد الجلد على تقريب هذه العناصر من بعضها البعض، بينما يؤدي الإسترخاء إلى تفريقها، مما يؤدي إلى انعكاس الضوء بطرق مختلفة وإعطائها لونها الجديد، ولكن الحرباء ليست السحالي الوحيدة التي أتقنت فن التمويه بين الحيوانات المموهة، فالوزغة المغربية هي سحلية شائعة يمكن العثور عليها في أوروبا وإفريقيا وأمريكا الشمالية وآسيا، سواء في المناطق الساحلية أو البيئات الحضرية.
ومثل الحرباء، يمكنها تغيير لونها ليناسب محيطها، ولكن على عكس الحرباء، أو أي حيوان بري آخر في هذا الشأن، فإن الوزغة المغربية تفعل ذلك باستخدام نفس التقنية التي تستخدمها الأخطبوطات والحبار، وجلدهم مليء بالبروتينات المعروفة باسم الأوبسين، والتي تتفاعل مع الضوء، وفي إحدى التجارب تم وضع السحالي على لون جديد ومطابقته بعد ذلك، ثم تم تزويدهم بعصابات عيون ولا يزالون قادرين على مطابقة اللون، ولكن عندما تم تغطية جلدهم وترك أعينهم مكشوفة، ولم تتمكن الأبراص من تغيير لونها، مما يجعلها فريدة من نوعها بين الحيوانات المموهة القاطنين في الأرض.
5- الذبابة الفانوسية من الحيوانات المموهة:
الذبابة الفانوسية مخلوق يشبه العثة موجودة في جميع أنحاء العالم، ومن الحيوانات المموهة في قائمتنا، وإذا تمكنت من تحديد بعضها، فسوف تنجذب على الفور إلى رؤوسهم المرحة، والتي يمكن أن تتشكل مثل الفول السوداني أو التمساح أو المناشير أو أنف النمل، ولكن بصرف النظر عن حقيقة أن أعدادهم آخذة في التناقص فمن غير المرجح أن ترى واحدة في أي وقت قريب، حيث يمكنهم تمويه أنفسهم، والأجنحة الخارجية من ذبابة الفانوس الموضحة أعلاه ملونة وشكلت بحيث تنسجم مع الأشجار التي تمتص النسغ منها للبقاء على قيد الحياة، وإذا كان الحيوان مهددا أو خائفا، فإنه سيفتح هذه الأجنحة ليكشف عن الطبقة السفلية، والتي تكون منقوشة لتبدو مثل العيون العملاقة المتوهجة للحيوان المفترس.
6- الثعابين السحلية من الحيوانات المموهة:
إذا كان هناك شيء واحد نعرفه عن السحالي، فهو أنها، على عكس الثعابين، حيث لديها أرجل، حسنا، كلنا كنا مخطئين، وموطنها الأصلي أمريكا الشمالية، تبدو السحلية الزجاجية تماما مثل الأفعى ولكنها في الحقيقة ليست أكثر من سحلية طويلة بلا أرجل، ولحسن الحظ، لا تعتبر الحيوانات خطرة على البشر على الإطلاق، ولكن تشابهها اللآفت مع الأفاعي يخدم بلا شك في حمايتها من الصيادين الأكبر حجما، وتم إعطاء اسم السحلية الزجاجية لأنها مثل السحالي الأخرى، وسوف يسقط ذيلها إذا تم التقاطها.
ونظرا لأن الذيل يشكل نصف جسدها، فقد يكون هذا بمثابة تحطم دراماتيكي، وهناك مخلوق مشابه يعرف باسم سحلية فلوريدا الدودية، والتي، على الرغم من اسمها ليست دودة ولا ثعبانا، وفي الواقع، إنها ليست حتى سحلية من الناحية الفنية ولكنها تنتمي إلى عائلتها الخاصة، وليس لديهم عيون أو فتحات أذن، وهم وردية اللون، ويقضون معظم حياتهم تحت الأرض، ولكن إذا ظهر أحدهم على السطح فسيبدو مثل دودة الأرض العملاقة التي يبلغ قطرها 28 سم (11 بوصة)، والتي، على الرغم من أنها غير ضارة تماما، إلا أنها مثيرة للإشمئزاز.
7- كاتربيلر الفضلات من الحيوانات المموهة:
هناك أربعة أنواع رئيسية للتمويه تستخدمه الحيوانات المموهة، ويتم إخفاء التلوين عندما يتطابق لونها مع بيئتها، مثل الدب القطبي على سبيل المثال، والتلوين التخريبي هو عندما يستخدمون أنماطا ملونة لتفتيت شكلهم مثل النمر، والتقليد هو عندما ينتحلون صفة حيوان آخر مثل ذبابة الفانوس، ويتم التنكر عندما تبدو كشيء ما مثل حشرة العصا، ومن المفترض بعد إجراء بعض المداولات، أن كاتربيلر الفضلات قررت أن تموه نفسها مثل الفضلات، وهو ذلك الذي سيحاول عدد قليل من الحيوانات تناوله فضلات الطيور.
وباستخدام ألوان بسيطة بالأبيض والأسود ستلتف هذه اليرقة لتشبه فضلات الطيور، وتحميها من الطيور والحيوانات المفترسة الأخرى التي لا تحب هذا النوع من الأشياء، ووجدت إحدى التجارب أن التجعيد لا يحدث فرقا في عدد المرات التي يتم فيها اصطياد اليرقات الخضراء، ولكن اليرقات السوداء والبيضاء كانت أكثر أمانا بثلاث مرات عند تجعيدها، وإنه اختيار دفاعي مثير للإهتمام، ولكن النتائج لا تكذب.